الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلم الأمريكي (4) الفن

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2022 / 10 / 31
السياحة والرحلات


الحلم الأمريكي (4)
الفن
أول ما يلفتُ الإنتباه، أثناء التجوال ، راكبا أو راجلا، في الشوارع والأحياء ، هو كثرة الجداريات (أي رسوم على الجدران ) في الأحياء المتفرقة ...
وقد شدّتني فعلا جداريتان ، تُصوران شخصيتين شهيرتين ، في المعركة من أجل المُساواة في أمريكا.
المساواة بين الافرو اميريكانيين وغيرهم من ذوي البشرة الغامقة ، وبين البيض .
الشخصية الأولى على الجدارية هي للمحارب والمناضل ضد التمييز العنصري في امريكا ، مارتن لوثر كينغ جونيور، والذي أصبح رمزا للنضال لتحقيق المساواة .
الجدارية بذاتها، وحسب رؤيتي لا تسعى لتخليد ذكرى مارتن لوثر كينغ فقط ، بل هي إشارة تحذيرية للنظام (حتى في عهد أوباما..!!) ، بأن التمييز ما يزال قائما ، فالأحياء " ألسوداء" هي أحياء فقر وجريمة حتى يومنا هذا على الأغلب...
أما الجدارية الثانية ، فهي لضحية من السنوات الاخيرة، ضحية التمييز العُنصري ، والذي راح ضحيته جورج فلويد ، قتلا على يد الشرطة ...!!!
وتحتوي هاتان الجداريتان، على الشيء ونقيضه، فمن الجهة الأولى، تسعى جدارية مارتن لوثر كينغ جونيور إلى تخليد النضال ضد العنصرية ، بينما الجدارية الثانية ، لجورج فلويد، فإنها تنقل صورة الواقع وحقيقته ، على أن العنصرية لم تتوقف حتى أيامنا هذه.
طبعا، وبما أنني لستُ مُلّماً بالمجتمع الأمريكي ، فلم أعرف ما تخفيه مجموعة من الجداريات الكثيرة والمنتشرة هناك ، في منطقة سان فرانسسكو، لكنها جميعها تضفي على المكان جمالا بتعدد مضامينها ، ألوانها ودقة رسمها.
الجداريات كما هو معلوم، مُتاحة للجميع يستطيع رؤيتها أثناء تجواله ، لكن كانت لمضيفتنا خطة أو برنامج لزيارة برج كويت وحضور مسرحية في مسرح سان فرانسسكو..
وبخصوص البرج فقد وصفته سابقا، فهو مبني على أعلى الاماكن المطلة على سان فرانسسكو، لذا فموقعه يتيح للزائر أن يرى المدينة ، بكل ما فيها من جمال ومبان، وعلى الطرف الآخر ، يرى المحيط الهادئ الهادر..
وكما ذكرتُ في المقال السابق ، فالبرج مبني بشكل دائري ، وهو مبنى ضخم ،يتكون من 13 طابقا، أهمها الطابق السفلي أو الأول إن شئتم ، والطابق العلوي الذي يُشكل مطلة على المدينة .
الطابق السفلي هو ، لوحةُ فنية متكاملة، ترسم امريكا في سنوات الثلاثين من القرن العشرين، أيام الكساد العظيم .. ولقد قام برسم هذه اللوحة الهائلة، مجموعة من أشهر الرسامين حينها ، من الامريكيين ومن بلدان أخرى اوروبية ، تم استدعائهم خصيصا ليقوموا بهذا العمل الفني ..
إنه عمل فني ضخم ، يسحر الناظر بجماله ، ويُحاول أن يحيط بالحياة في امريكا حينذاك... فمن الطبقة العاملة في المدن، الى مربي ورعاة الأبقار، من المدارس الى الزراعة ، وكل ما يخطر بالبال، مراكز المقامرة ، الحانات ، الشبان والفتيات ..إنه تأريخ وتاريخ بالفرشاة والألوان.
لقد جُلتُ في المعرض ما يزيد على الساعتين ولم أكتف.
لكن الحدث الأهم في زيارتنا ، كان دون شك، حضور مسرحية ، بعنوان "ألْإلَهَة" (إله أُنثى) على مسرح سان فرانسسكو.
بناية المسرح مهيبة ، القاعة كبيرة جدا، وتحتوي على لوج كبير وفخم ... وقد غُصت القاعة بالمئات.
الفرقة المسرحية كانت كلها من الافروامريكان (الممثلين السود)، وهي مسرحية غنائية ، موسيقية وأوبرالية.. تحكي قصة شاب أفريقي (من كينيا على ما أذكر)، يترك عائلته الثرية ويذهب للدراسة ، وكان أهله قد اختاروا له عروسا ...قريبة للأم ، المتسلطة والقوية ...
يرفض الإبن الزواج بها ، عند عودته ويقع في حب فتاة ليست من الطبقة الارستقراطية ،مما يثير المشاكل ، لتتدخل إلهة في القضية ، وتقع في حب الشاب ... لكنه يبقى على حبه لحبيبته.
لم أهتم بالقصة كثيرا، فما جذب انتلاهب وشدني ، هم الممثلون الذي غنوا وبصوت أوبرالي مثير للمشاعر والإنفعال...
تغيير ديكور المسرح بشكل عفوي واوتوماتيكي ، دون توقف بين فصل وآخر ... لم يُسدل الستار مرة في المسرحية ... كانت "خشبة" المسرح مفتوحة طيلة وقت المسرحية ... على الرغم أن المسرحية مُثلت على الخشبة وعلى منصة فوق خشبة المسرح ... التغييرات في الديكور كانت تتم أثناء عرض المسرحية وبشكل مثير للإعجاب والإندهاش ...
لقد أُعجبتُ كثيرا بالتقنيات ، بالممثلين وأصواتهم ، رغم فروق السن بينهم ... حقا كانت ليلة رائعة في سان فرانسسكو ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال