الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزير ميليشيا العصائب والعداء للمرأة

صوت الانتفاضة

2022 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


دأبت القوى الإسلامية الحاكمة في العراق على المضي قدما بعملية اسلمة المجتمع بالقوة، فمنذ ان جيء بهذه العصابات بعد احداث 2003 وهم لا يدخرون جهدا في نشر التخلف والرجعية، وإبقاء المجتمع تحت رحمة القوانين والتشريعات الظلامية، وتوليد المزيد من الطقوس الدينية والمزارات الوهمية التي فعلت بالمجتمع فعلها الافيوني.

فها هي الحكومة الاسلامية الجديدة "القديمة" تولد بعد رحلة من الموت والعذاب، رحلة "خلطة العطار واللعب بالنار"، رحلة حرق المستشفيات والتهديد بالحرب الاهلية، رحلة استعراض الميليشيات في الشوارع، رحلة اعتصامات ومظاهرات واشتباكات بين اطرافهم، تولد حكومة إسلامية متطرفة جدا، جل وزرائها من الميليشيات، اغلبهم كانوا قتلة بمحض ارادتهم كصانعيهم، والقسم الاخر نهاب وفاسد حد النخاع.

تشكيلة وزارية عكست الرداءة والانحطاط الذي وصل اليه الإسلاميين والقوميين، أي اسم بهذه التشكيلة هو مشبوه، عبد الأمير الشمري وزير الداخلية، كان سيفا بتارا بيد السلطة ضد المنتفضين، مثلما كان أخيه "جميل الشمري" مجرم مذبحة جسر الزيتون؛ طيف سامي وزيرة المالية والتي لطالما عادت المعطلين عن العمل والعقود، والتي تعرف كل سرقات السلطة منذ بداية الاحتلال 2003؛ فخالد شواني وزير العدل، الذي يوما ما مسك البندقية في كركوك مهددا ومتوعدا بالحرب الاهلية؛ الى عون ذياب وزير الموارد المائية الذي كان يقول "العراقيون يسبحون اربع مرات"، الى إبراهيم نامس وزير التربية المتخلف والهمجي والعشائري، الذي احتفل بتنصيبه برمي الاف الاطلاقات النارية، الى احمد الاسدي وزير العمل والشؤون الاجتماعية، وهو احد ابرز قادة الميليشيات ويعترف بذيليته وتبعيته.

ما يحز في النفس وانت ترى ذلك الانحطاط الذي وصل اليه هذا البلد هو رؤية وزير التعليم العالي، اسم لم تكن في يوم تتوقع او تتخيل ان يكون بمنصب وزير، لا بأس بمنصب معاون مدير، او مدير، اما ان يكون وزير فهي الصدمة بعينها، لكننا بزمن يحكم فيه الإسلاميين، أي كل شيء وارد.

نعيم العبودي تولد "1978"، وزير ميليشيا العصائب، وزارة التعليم كانت حصتهم وسهمهم، فاختاروا لها ذلك الاسم، يحمل شهادة الدكتوراه باللغة العربية من الجامعة الإسلامية اللبنانية، ويحمل ماجستير حقوق الانسان من ذات الجامعة، هذه الجامعة هي الواجهة لسلطة الإسلاميين في العراق، فهي منحت الشهادات للكثير من أعضاء العملية السياسية البغيضة.

اول قرارات الوزير الجهبذ كانت فصل "الذكور عن الاناث" في الجامعات، والتشدد في لبس الحجاب، ومراقبة ملابس الطالبات، وهذه التعليمات والقرارات هي الشكل السليم لحكم القوى الإسلامية، والا ماذا يتوقع من وزير بميليشيا العصائب ان يفعل؟ هل سيبحث قضايا التعليم والجامعات والمعاهد؟ هل سيبحث في بعثات الوزارة؟ هل سيبحث عن سبل الارتقاء بالتعليم الجامعي؟ انه من السخف والحماقة التفكير بهذه الأشياء.

البديهي والمعروف للقاصي والداني ان الإسلاميين هم الأكثر عداءً للمرأة، فهجومهم الرجعي والمتخلف لا ينتهي ابدا، هذا العداء هو جوهر عملهم السياسي، فإخضاع المرأة وعزلها عن المجتمع هو السياسة المتبعة منذ 2003، وليست ببعيدة ما فعلته الميليشيات ابان انتفاضة أكتوبر-تشرين، من قتل وتعذيب وخطف وترهيب وتهديد وتشويه للنساء المشاركات في الانتفاضة. العبودي هو الوجه الناصع والحقيقي لسلطة قوى الإسلام السياسي النهابة والرجعية.

الامريكان، والذين هم الرعاة الرسميون للعملية السياسية، ابدوا سعادتهم وفرحهم بالتشكيلة الحكومية الجديدة، فالسفيرة الامريكية التقت بالسوداني مرتين خلال اقل من أسبوعين، وأبدت دعمها الكامل له، واستعداد واشنطن للتعاون وتقديم المشورة، ولحقها بذلك الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، هنا قد وصلنا لقمة الابتذال والتفاهة والسفالة، فالمتشدقين بحقوق الانسان وحريات التعبير والحريات الشخصية، يؤيدون هذه السلطة الرجعية والمعادية للمرأة، أي ان مصالحهم فوق كل اعتبار.
#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا