الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


[الطّوافُ حولَ قَصرِ باكنغهام]

علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)

2022 / 11 / 1
كتابات ساخرة


(تنويه: النصُّ نصّي، وهو وجهة نظر ورأيٌ شخصي، والموقعُ غيرُ مسؤول عن حرفي وعن قَصّي، وعن ذرفي وعن غصّي، فمَن يعترضُ فلهُ حقُّ التفنيدِ لتنكيلي ورصّي)...

قَعَدَ سَيِّدُنا "لورنسُ العَرَبِ" عليه السلام، على كثَيِّبِ رملٍ، وبلبوسِ الهيبةِ كانَ يتَصَنَّعُ.
وكان من وراءَهِ قبصَةٌ واقفةٌ من خُنَّسِ العَرَبِ ومن أراذِلِهم، وبعبوسِ الخَيبةِ كانوا يَتمتَّعوا،
فهمسَ "لورنسُ العَرَبِ":
يا أنتَ، "مباركُ آلُ صباح"، يا خنجرَ خاصرةِ العراق، وفي جيدهِ ستُقعقِعُ؟
فأجابَ صباحٌ:
سَمْ يا طويلَ العمرِ سيِّدي "سرونلس"، تعالت معاليكم وتتسامت، وبالعزِّ تَتَرَفَّعُ.
أنا "لورنس" يا أبلهُ وليس "سرونلس"، يا ضبُّ صحراء، أحولُ أبقعُ! ولكن لا عتبَ فقد صيَّرتُكَ مُديراً، بل أميرٌ على بئرِ "كاظمةَ"، وبقرارٍ سرمديٌّ لا يُنزَعُ،
وأنتَ يا "إبنَ كَهْهليفه" قد جعلتُكَ إمبراطوراً على مملكةِ "البحرينِ" وبتاجِها سوف تَتَشامخُ وستَتَشَعشَعُ. فهتفَتْ سبابةُ "إبن خليفة" عالياً، وكانت لريقِها تَتَبَلَّعُ:
كثَّرَ اللهُ خيركَ يا (بَعدَ حيي)، يا"فرنورنسَ" الشرقِ والغَربِ والعَرب، أيها الكريمُ ويشفعُ.
دَندَنَ "لورنسُ" مُطَأطِأً هنيهةً، ثمَّ طَنطَنَ بتصريحٍ ساخرٍ، وبه يَتَنَطَّعُ ويتَقَطَّعُ:
"فرنورنس"! ياذا جبينٍ بالرملٍ مُتَقوْقِعٍ، وأجردٍ ويَتَفَقَّعُ. ولكن لن أباليَ، فأنت تستحقُ لقبَ "الملكُ العظيمُ الألمعُ".
وأمّا أنتَ يا أجلحُ الوجهِ يا "إبنَ نحيانَ"! ولكأنّي بكَ (قَعُودُ) لناقةٍ أجربٌ، وقعيدٌ مُضَعضعُ، ولكن مهلاً:
أرأيتُموني وإذ أنا أنطقُ "نحيانَ" لا "نهيانَ"، أيُّها الأميّون الخُدَّجِ السذَّجِ الرّكعُ. وإذ نطقتُ (الحاءَ) رغمَ أنيَ (خواجةٌ) وبدُبُرِيَ المكشوفِ أتمايلُ وأتَقَلَّعُ؟
فجَعَرَ (الجمعُ المؤمنُ) من خلفهِ : " الله أكبرُ على سحرِ الفصاحةِ، وإذ الأعرابُ لسحرها قد ودَّعوا!
كفى كفى! فقد جعلتُ منك يا نحيانُ قيصراً للولاياتِ العربيةِ المتَّحِدةِ، ومقرُّها (أبو داهبي) وبها ستَتَدَرَّعُ. وإذ بقابوس "إبنِ سعيد" قد صَحصَحَ مُستَبشِراً، والى أخيهِ" نهيانَ" ناظِراً وينعقُ ويَتَطَلَّعُ:
أجبْ -يا إبعدي- سيِّدَكَ "بورنسَ العَرَبِ"، وإذ نحنُ وراءَ ظهرهِ كلَّ آنٍ بالولاءِ نَتَجَمَّعُ، فنهضَ "أبنُ نهيان" من فورهِ، وبَحبَحَ بهشاشةٍ لا تَتَمَنَّعُ:
اللهُ يُعطيكَ العافيةَ ياسيدي " نورسسَ العَربِ" وبأنعمكَ نحيا ونَتَنَفَّعُ.
"نورسسُ العربِ" أنا يا نهيانُ! لكنَّها أهونَ من ألفاظٍ خلت، ما كان لها السمعُ يتَجَرَّعُ،
وأمَّا أنتَ يا "إبنُ سعيد" فلا ريبَ أنكَ سيّدُ (صلالةَ) وعلى جهاتِها الأربعِ ستَتَرَبَّعُ. فتنَحنَحَ "إبنُ سعيد" ومن فورهِ ببشاشةٍ لا تَتَوَرَّعُ:
رايتكَ بيضاء يا مولايَ لونرسَ العَرَب" وعسى عمرك طويل ولا يَتَوَجَّعُ.
ثمَّ..
إستدارَ "لورنسُ العَرَبِ" الى قبصةِ الأراذلِ خلفهُ، وأذ هُمُ القبصةُ له تَتَأَلَّهُ وتتَوَلَّهُ وبقنوتٍ تتَسَمَّعُ،
فخَطَبَ فيهمُ خُطبةً وجيزةً، لن تُمحى من أفئدَتِهمُ، بل كانت صدورهم بحنانِ حروفِها تَتَبَرقَعُ، وكانت نواصيهمُ لها تَتَخَشَّعُ:

(بإسمِ التاجِ المُباركِ، وإنَّ عظمتَهُ في أرجائها تمخرُ وتَتَوَزَّعُ، نُعلِنُ لكم؛
إنَّ مَعاليكم اليومَ تُمثلونَ ساداتَ أمَّةِ العربِ، وإنَّكم الأباطرةُ، وبالتيجانِ ستزهو جماجمكم وتَتَرَصَّعُ،
وإنَّ راياتِ بلدانِكمُ العظيمةِ سترفرفُ خفاقةً وتُهفهِفُ وتَسطَعُ، في مجلسِ الأمنِ الدوليّ، ونبراتُكمُ عن حقوقِ الإنسانِ ستَتَلَعلَّعُ.
وإنَّ معاليكم حُلفاءُ خُلَّصٌ ل (لندنَ) ومن أثدائها أفواهكم تَتَرَضَّعُ، وفي دروبها أقدامُكم وأحفادُكم ستَتَسَكَّعُ.
وأنَّما رسالتُنا وإياكمُ في السلمِ والسلامِ العالميِّ واحدةٌ، لا ولن تَتَزَعزَعُ.
وإنَّ لكمُ نفطِكمُ لا تُضارُّونَ عليهِ، ولن تَتَفَجَّعُوا، ولئن نازعَكمُ عليهِ مُتَعجرِفٌ مُتَسَلِّطٌ لا يَتَوَرَّعُ، فستجدونَ -بإزنِ اللهِ- عشائرَ (أدنبرةَ) وحظائرَ (ليفربول) سيوفاً بتّارةً لا تَتَراجَعُ.
مباركٌ لكمُ أيُّها الرّكعُ اللكّعُ، رؤوسُ أموالِكمُ زاهيةً وفيرةً وتَتَلَمَّعُ،
شرطَ...
-أن تكونَ أموالكم (جًنيهاً إسترلينياً) لتاجِنا يَتَخَضَّعُ ويَتَضَرَّعُ، ولاضير إن كانت (دولاراً) أخضراً يرِّنُ ويَتَقَرقَعُ.
-أن تكون خزائنُ مليكتِنا هي لأموالكمُ الملاذُ والمستَقرُ والمستودعُ.
والسلام آآآليكم ورهمتهُ الربِّ وبركاته، أصدقائيَ الأرازلُ اللكّعُ.
ثمَّ غادرَ "لورنسُ" الكُثّيِّبَ، فتَبِعَهُ اللكّعُ هاتفين:
" بالروح بالدم نفديك يا روسوس"، فإلتفتَ لورنسُ كلَّهُ شطرهم، وقالَ زاجراً:
لا تتهافتوا ولا تتراقصوا ولا تتسرَّعوا، وإنَّما ذاك الهتافُ هتافُ شعوبِكم وبهِ سوف يتمَنَوْنَ لكم أن يَتَدفعوا"
بلِ إهتفوا:
" بالشفطِ، بالنفطِ نفدي أليزابيث". كود باي يو إكنورانت أوول.

ثمَّ تنازعَ الأجلافُ أمرهم بينهم، وكُلٌّ منهم مُتسائلٌ ويَتَرَجَّعُ:
" أظنُّ أنَّ أسمَهُ الحقَ هو "حرورس"، وأمّا "فورس" فبهِ يتَدللُّ ويتَدَلَّعُ؟
فرحَ الجمعُ بما عرفوا من علومِ أسمائهِ، ثمَّ إنطلقوا وتوادعوا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة