الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيخوخة المنظومة السّياسيّة الغربيّة

حسن مدن

2022 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


خمسة «زعماء» تعاقبوا على رئاسة الحكومة البريطانية خلال ست سنوات، فيما ريشي سوناك، الذي اختاره حزب المحافظين زعيماً جديداً له، وبالنتيجة، رئيساً للحكومة، خلفاً لليز تراس، هو ثالث رئيس وزراء في أقل من شهرين، ويوصف ذلك بأنه «أسرع معدل لتغير رؤساء الحكومات منذ ما يقرب من قرن من الزمن». وللمقارنة، فإنه خلال 28 عاماً متواصلة، قبل ذلك، عرفت بريطانيا ثلاثة رؤساء للحكومة فقط، هم على التوالي: مارغريت تاتشر، جون ميجور، توني بلير.

تنقل «بي. بي. سي» عن أحد المختصين قوله: إن ظاهرة التغيير المتعاقب والسريع لرؤساء الحكومة في السنوات الأخيرة ليست أمراً خاصاً ببريطانيا، ويعطي مثلاً على ذلك ما شهدته أستراليا، التي عرفت تعاقب تسعة رؤساء للحكومة في غضون 12 عاماً، حتى أطلق عليها لقب «عاصمة انقلابات العالم الديمقراطي».

يريد البعض من المأخوذين بالليبرالية الغربية أن يرى في ذلك مظهراً من مظاهر الممارسة الديمقراطية، ولهم في ذلك أسبابهم التي يمكن تفهمها، فما الذي يمنع أعضاء الحزب الحاكم أو المنظومة السياسية كاملة في البلد المعني من تغيير، بل وإزاحة، زعيمهم حين يجدون أنه لا يأخذهم إلى الوجهة التي اختاروه من أجل أن يذهب إليها، «ولا يفي بالوعود التي قطعها على نفسه تجاه ناخبيه، ولا يتمتع بتأييد العدد الكافي من النواب في موقفه».

لكن في غمرة هذا يجري إغفال الشيء الأهم، وهو كون هذا التغيير السريع والمتتالي مظهراً من مظاهر أزمة سياسية حادة، يعجز من يتمّ اختيارهم من زعماء عن تجاوزها، حتى لو سعوا إلى ذلك. وبالتالي، ما جدوى كيل الغرب المديح لديمقراطيته إذا كانت عاجزة عن تأمين الاستقرار السياسي والعيش الكريم للناس؟

في حال بريطانيا يرى بعض المحللين أن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي في عام 2016 (بريكست)، هو العامل الرئيسي في زعزعة الاستقرار السياسي، وبتقديرهم، فإنه لو لم يجرِ ديفيد كاميرون الاستفتاء، لظلّ في الحكم حتى عام 2018، ويرون أن السيناريو الذي حدث مع ليز تراس قد يتكرر مع ريشي سوناك، حتى لو لم يتم ذلك بالسرعة نفسها.

حكماً من الذي يجري في أكثر من بلد غربي، ألا يصح التساؤل عما إذا كنا فعلاً إزاء شيخوخة المنظومة السياسية الغربية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البديل هو الديكتاتورية
منير كريم ( 2022 / 11 / 1 - 22:19 )
الاستاذ المحترم حسن مدن
لايمكن تسويق الديكتاتورية بذريعة الاستقرار واذا صح هذا العذر في العالم المتخلف بالخوف من الفوضى فان للدول الغربية اجهزة دولة فعالة محايدة واعلام محايد يسير الامور
الديمقراطية الليبرالية تواجه مخاطر اهمها
الديكتاتوريات المتربصة في الخارج
التيارات الشعبوية في الداخل
الانفصال النسبي بين النخبة القائدة والشعب
لكن الديمقراطية الليبرالية تملك الالية لتطوير نفسها والتغلب على العقبات
شكرا

اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا