الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرامج الحوارية وتأثيرها على الجمهور

سلام قاسم
كاتب وإعلامي

(Salam Kasem)

2022 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


البرامج الحوارية واحدة من البرامج الأكثر مشاهدة لدى الجمهور العراقي، فهي تقدم تقارير وحوارات ونقاشات موضوعية بين مثـقفين وسياسيين ومفكرين من أجل خلق رأي عام عن مواقف وشخصيات لها تأثيرها في المجتمع سواء سلباً أم إيجاباً.
يُمثل الإعلام السلطة الرابعة وهو في الحقيقة رافد حقيقي لتحقيق العدالة، عندما يمارس دوره في فضح مؤامرة ما أو فساد حكومة أو يستعرض بعض الأدوار المشبوهة لبعض الشخصيات، فإنه في الحقيقة يؤدي رسالة ممكن أن تـُـطيح بعمل حكومة أو بشخصيات نافذة أو بفاسدين سارقين للمال العام، أو من الممكن أيضا أن يرفع من مكانة سياسي معين أو فنان ما أو شخصية اقتصادية أو علمية عبر برنامج معين.
أحيانا يكون الإعلام مجرد تابع للسلطة ملمعاً لها عبر ترويج برامج الحكومة بين الأوساط العامة بصورة مغايرة للحقيقة، فهو هنا يمارس خديعة الجمهور بما يخدم السلطة، عبر برامج حوارية هدفها التضليل، خاسراً سلطته التي اكتسبها من خلال ثقة الناس به لأنه أصبح هنا جزءاً من السلطة التنفيذية، الإعلام يجب أن يكون حراً مستقلاً بذاته لا تـُملأ عليه الشروط لإسقاط شخصية معينة أو تبرير فساد سياسي ما أو تلميع صورة اللصوص وفرض شخصيات هزيلة على المجتمع.
بعد عام 2003 تم افتتاح عشرات القنوات الفضائية في العراق تابعة لرجال دين ولسياسيين عراقيين ولرجال أعمال إضافة إلى القنوات الحكومية، ساهمت هذه القنوات بصنع شخصيات إعلامية مهمة لها وزنها في الساحة الإعلامية، وأخرى سياسية لها وزنها في المشهد السياسي العراقي، كما إنها قدمت العديد من البرامج الحوارية التي ساهمت بكشف ملفات فساد كبيرة مع ذكر لأسماء الفاسدين وسارقي المال العام عبر وثائق تقدم على الهواء مباشرة، وهناك قنوات أخرى تمارس الهزل في مواضيع الجد، وهي تابعة لأجندات خارجية، واجب الإعلام الحقيقي أن يضع المتلقي أمام مرآة صافية وحقائق دامغة لكي يرى الواقع دون أن يعكر نقاءه شيء.
أصبح للبرامج الحوارية اليومية تأثيرا كبيرا لدى المتلقي العراقي وهي تتابَع من قِبل العديد من المشاهدين يومياً، ومن خلال التقارير والحوارات التي تقدمها حول مجريات الأحداث وخصوصاً فيما يتعلق بالأداء البرلماني والحكومي، تؤدي البرامج الحوارية دورا أساسياً في إدارة مواقف الصراع داخل المجتمع بهدف إحداث تحولات تتعارض أحياناً أو تتفق مع وجهات النظر حولها، تظهر تأثيراتها في بناء تصورات الجمهور، وهنا يبرز دورها كوسيلة مهمة للتأثير على الرأي العام.
لذا اصبح من اللازم على حكومة السيد محمد شياع السوداني الاهتمام الجاد بمسألة الاعلام بعد سنوات من الفوضى الاعلامية التي شهدها العراق نتيجة لغياب دور الرقابة وبروز شخصيات اعلامية انتهازية ساهمت بشكل كبير في خلق حالة من الانقسام المجتمعي وتغليب الهوية الفرعية على حساب الهوية الوطنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضفة الغربية: قتلى فلسطينيين في عميلة للجيش الإسرائيلي بقرب


.. غزة: استئناف المحادثات في مصر للتوصل إلى الهدنة بين إسرائيل




.. -فوضى صحية-.. ناشط كويتي يوثق سوء الأحوال داخل مستشفى شهداء


.. صعوبات تواجه قطاع البناء والتشييد في تل أبيب بعد وقف تركيا ا




.. قوات الاحتلال تنسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين