الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا على عتبة قرار الحرب العالمية الثالثة

محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)

2022 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


انا لست سياسيا لكنني اتابع الاخبار السياسية من خلال القنوات الإذاعية ووسائل التواصل الاجتماعي كما اطلع على تصريحات كبار موظفي الدولة في الولايات المتحدة وباقي انحاء العالم من مواقعهم الالكترونية. وارى سخطا كبيرا في الاوساط الاجتماعية تنتقد السياسة الأمريكية التي تتجه نحو زيادة الانفاق العسكري بشكل لافت للنظر وكأن الحرب العالمية على ابواب الاندلاع ووشك الوقوع. وبنظرة واقعية ومنطقية في ضوء الحقائق المستنبطة من تلك التصريحات الرسمية وتقارير مراكز الدراسات الاستراتيجية، فقد أصبح الدعوة للحرب هدفا رئيسيا لدى حكومات امريكا المتعاقبة، وتسعى باستمرار نحو انشاء امبراطوريه متمركزه في الولايات المتحدة الامريكية، للهيمنة على كوكب الأرض، وترفض العمل الدبلوماسي وقنوات التواصل السياسي في هذا الصدد، أي تلك التي تتعارض مع هذا الهدف.
كما ان ثعلب السياسة الأمريكية العجوز هنري كيسنجر، كان ولايزال يدعو الإدارة الأمريكية الى التيقظ والاستعداد لحرب عالمية ثالثة، إذا ما ارادت أمريكا ان تكون القوة الحاكمة المطلقة على الأرض، وتسيد العالم وتقضي على خصومها اللذين ظهروا على المسرح السياسي كقوى منافسة للولايات المتحدة الامريكية كالصين وروسيا والهند، بسبب قوة اقتصاداتها وتطور التها الحربية وامتلاكها الأسلحة النووية والبيولوجية الفتاكة ايضا، تلك التي بمجموعها تهدد الوجود البشري على كوكبنا والتي ستدفع البشر للعيش في الكهوف وباطن الأرض...
تحضر امريكا لهذا الحرب منذ مدة طويلة، بدأت بكسب دول الغرب وبالتحديد دول الناتو الى جانبها، وشاركت كحصة عظمى في دعمها للحلف اقتصاديا وعسكريا، وخلقت حروبا بالنيابة، لتحارب (نيابة عنها) بعض الدول المنضوية تحت عباءة الناتو مثل تركيا وأوكرانيا وبولندا وأستراليا وغيرها من الدول ضعيفة الاقتصاد، في مواجهة الجبهة المناهضة لها وهي الصين وروسيا وكوريا الشمالية وايران، بدءاً بحروب بالشرق الأوسط وانتهاءاً بحربي تايوان القادمة واوكرانيا التي لازالت مستمرة. كما هيمنت على دول الشرق الاوسط بحرا وبرا وامنت على مصادر الطاقة فيها.
وقد خطط ثعلب السياسة الأمريكية كيسنجر للحروب القادمة منذ سبعينات القرن المنصرم، واكد بان على الولايات المتحدة التحالف الوثيق مع أوروبا الغربية، ثم أوصى حكومة الولايات المتحدة في العقدين المنصرمين لدعم دول حلف الناتو اقتصاديا وسياسيا، لتتولى الحروب بالنيابة عنها مستقبلا مقابل ذلك الثمن، تلك الحروب التي راحت ضحيتها بعض الحركات التحررية لشعوب الشرق الأوسط.. وخططت امريكا لكيفية كسب الحروب في اسيا واوروبا، وعلى الرغم من ان الاحتمال قد يبدو غير مستساغ، الا ان الولايات المتحدة وحلفائها لها ميزه الغلبة في اي حرب متزامنة في هاتين القارتين. ولكن عليها بدءاً اضعاف القوتين المتنافستين الصين وروسيا خلال الهائها بحروب إقليمية استنزافية تضعفهما عسكريا واقتصاديا ونفسيا، ثم تكون لقمه سائغه لأمريكا بعد ان تنهكهما الحروب بالنيابة، لتبدأ أمريكا بضرب الدب الروسي والتنين الصيني المترنحين بقوة خارقة، تعيد السيادة المطلقة لأمريكا على كوكب الارض.
لكن الحرب ضد الصين وروسيا لن تكون نزهه في بستان! وستحتاج امريكا موازنه ضخمة جدا لمواجهه متطلبات هذا الحرب، الذي سيقضي على ثلث سكان الأرض، وعلى نصف المخلوقات الحية عليها، وسوف تحول امريكا جميع معاملها سوآءا مصانع السيارات او المكائن الرأسمالية الصناعية الى الانتاج العسكري لتصنيع الذخائر والأسلحة، تماما كما فعل هتلر ابان الحرب العالمية الثانية في القرن المنصرم.
وتندلع الحرب النووية بين روسيا والناتو من جهة وبين تايوان والصين من جهة ثانيه، هذا بالإضافة الى التدخل الامريكي لاحتلال كوريا الشمالية. وهذه الحروب الساخنة ستحرق الزرع والحرث، وتضع نهاية لقصه الانسان على الأرض.
وكما ذكرت من الصعب ان تحارب امريكا في جبهتين، الجبهة الروسية و الجبهة الصينية في ان واحد، أي استدامة الحرب مع هاتين القوتين لمدة طويلة تضعف الة الحرب الامريكية، لذلك فهي ترى بان الجبهتين يفترض ان تكونا شاغلتين بالحروب بالنيابة، وسوف تترك روسيا تبتلعها الناتو، وتتفرع هي لحرب الصين مدعومة بحلفائها من كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا والتيار القومي التايواني، رغم ان لأمريكا قوة مسلحه هائلة يمكنها خوض الحرب في الجبهتين لفتره محددة من الوقت بمساعده الحلف، ولكن هذه الفترة، كما اسلفت القول، اذا طالت فإنها ستضعفها، لذلك عليها ان تنجز الجانب الاساسي والقوي وهو الصين والأنظمة الاستبدادية مثل (كوريا وايران) خلال حلفائها، ولن تكرر خطأ هتلر بالمواجهات المباشرة في جميع الجبهات.
ولعل ما نسميه الجريمة أقدم شيء في الوجود بل لعلها الاساس الذي كانت عليه الحياة بدء ظهورها. الجريمة ليست الا المظهر الادنى لقانون تنازع البقاء وبقاء الاصلح، الرجل الذي يفتك بجاره ويسلبه متاعه او زوجه، انما يندفع الى ذلك كما يندفع اي حيوان ضار يريد ان يدفع عن نفسه غائلة الجوع او يرضى من نفسه سليقه النوع وترقيته، وماتزال انواع منظمه من الفتك والاعتداء نظام حياه الانسان. وكما ان الحيوان الظافر هو الذي يعتبر في نظر سائر الحيوانات صاحب الحق، كذلك يعتبر الانسان الظافر في جهاده الحيواني صاحب الحق ثم يزيد حقه بعد ظفره على حق الحيوان ان يجد من العقل ومنطقه ومن الذكاء وحيله ما يدعم حق هذا الظفر بالشعارات البديعة تتغنى به الاجيال المتعاقبة وبالشرائع الثابتة يزعم واضعوها انها اقيمت على اساس من الحق ومن العدل المجرد من الهوى! ذلك التشريع الذي يُسخَر لتنفيذ اهواء المتعصبين، مادامت عظمه الانسان ليست شيئا غير سموه على ملايين اقرانه في قوه شهوته قوه تقهر ذكاء الاذكياء وعقول العقلاء، فتستفزها الى شعار قوي ومنطق دقيق، يرى في قوه شهوه الانسان اسمى ما تبتغيه عظمه الانسان في توجهها سبيل الكمال، وفي محاولتها الاتصال بالملكوت الاسمى!!
ان هذا الصراع سيكون مرعبا ومدمراً وعواقبها وخيمة على البشرية، ويجب اتخاذ كل التدابير لتجنب حرب عالمية في العصر النووي، والحل ليس بإنتاج اسلحه وانشاء صناعات كامله متخصصه لترجيح كفة احدى الطرفين في التوازن العسكري، بل بالجهد الدبلوماسي الحثيث و خفض التصعيد للانفراج السياسي، ولكن امريكا تبقى راغبه في قياده العالم والهيمنة على مقدرات الدول وان وجود عالم متعدد الاقطاب تمثل تهديدا لوجود أمريكا، لأنها تشغل الوضع الداخلي بهكذا حروب ان لم تباشر بها فهي ستتفتت وتنقسم ويزداد العنف الاجتماعي والتفرقة العنصرية فيها، ولعل خير الهاء للشعب الأمريكي هو في سوقها لحرب طاحنه تحت مسمى الديموقراطية والحرية، والحرب على الأنظمة الاستبدادية..
لكن المنطق يقودنا الى التوجه للعيش معا كشعوب وامم، والتغلب على ازماتنا المشتركة المتعلقة بالبيئة والمخاطر التي تهدد وجودنا على هذا الكوكب، وابداء وسائل للتوازن الاجتماعي والقضاء على العنصرية وطبخ نظام اقتصادي سليم يتوفر في ظله الأمان ويعيد للإنسان الكرامة أينما كان على سطح البسيطة. هذا هو النضال الحقيقي.
بإمكان عالمنا ان تجني الطاقة والموارد فيها وتعظمها بهدف ازدهار الانسان، كما يمكن التعاون المشترك بين الدول وتوجيه الابتكارات العلمية لجعل هذا الكوكب مكان أفضل للعيش فيه بدلا من التكالب على الثروات والجشع وتوجيه الطاقات نحو الثراء وخلق الناشزات الاجتماعية.
ان النماذج القديمة في المنافسة والاستغلال تفسح المجال لأنظمة التعاون والرعاية. حيث ينتقل الفقر والكد والبؤس تدريجيا من المعايير المقبولة للوجود البشري الى تاريخ من الماضي..
ان العالم ليس مضطرا ان يجري خلف هكذا كارثه تهدد وجود البشرية ولا يجوز ان تواصل السير على ايقاع بعض المختلين عقليا واجتماعيا، والصراع العالمي ليست حقيقة لكي ننحني لقرار الحروب. علينا البحث عن عالم صحي، ويمكننا ذلك بقليل من الإصرار. ان موافقة الشعب الأمريكي على قرارات الحكومة، فيها الكثير من الرياء والانانية الإقليمية بداعي توفير التامين الصحي والتعليم ورفع مستوى الدخل القومي وتطوير الاقتصاد الامريكي، انهم يرقصون على جروح العالم وجثث المستضعفين من البشر في اصقاع العالم، لكن في النهاية ستطلب حكومة الولايات المتحدة منهم ارواحهم ثمنا لذلك، مع أرواح الالاف المضاعفة من البشر في اصقاع العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال