الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نتحاور بتمدن ... رغم صراعنا المتوحش ؟

علاء الدين شاموق

2003 / 5 / 29
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


 

لماذا نتحاور ؟

لأن الحوار فوق الخط الفاصل ما بين الحضارة والبربرية ...

 

لماذا نتمدن ؟

لأن المدنية هي صفوة ما نبتغيه من حوارنا ...

 

لماذا لم نتحاور من قبل ؟

لأن الطغمة التي كانت تسيطر، من قبل، على كل شيء، باتت تسيطر على لا شيء ...

 

لماذا لم نتمدن من قبل ؟

لأن التمدن كان من قبل هو معرفة آلية الأكل بالشوكة والسكين، وتدخين السيجار الكوبي، وشرب الجن المعتق ...

 

في ذات يوم طلب مني صديق عزيز أن أساعده في البحث عن مصادر ومراجع يعتمد عليها في بحث تخرجه من الجامعة، كان صديقي يدرس الفلسفة، فاقترحت عليه أن يكتب عن جدلية هيجل ومدارسها المعاصرة. بحثنا طويلاً في المكتبات العامة منها والخاصة، لم نجد شيئاً فقد كنا من رعايا إحدى الدول العربية التي تعتبر الفلسفة نوعاً من الانحلال ولا تفرق بين هيجل وبين بعلزبول.

 

لم يطل بنا البحث طويلاً، أشار علينا أحد أصحاب المكتبات بدخول الشبكة والبحث عبر بوابة Google عن كلمة هيجل، ففعلنا، وكان أحد المواقع يحتوي دون سواه كماً هائلاً من المواضيع عما نريده، هذا الموقع كان موقعي "الحوار المتمدن".

 

تصفحت الموقع بعد فراغي من نقل ما أريده منه، خاصة بعد تشجيع صاحبه لنا بالنقل كيفما نشاء في عبارته الأنيقة "حقوق النسخ وإعادة النشر متاحة للجميع "، ووجدت نفسي مدفوعاً بالكتابة في هذا الموقع الأخاذ.

 

قال لي أحد أصدقائي الإسلاميين : هذا موقع شيوعي كافر وعلماني، فضحكت طويلاً للعلاقة الوطيدة في ذهن صديقي بين الشيوعية والعلمانية والكفر، وحاولت أن أشرح له، ولكن ... لا حياة لمن تنادي، قال لي : ستتهم بالكفر والانحلال لكتابتك في هذا الموقع، فقلت له : ومن أنا ؟ ومن هم ؟ دعني أحلق في أي فضاء أجده بالله عليك، وأترك إرهاب الفكر كفانا إرهاباً.

 

اليوم وبعد مرور شهرين أو أكثر علي في هذا الموقع، قارئاً وكاتباً، أجد حقيقة أن هذا الموقع هو حقيقة ليس موقعاً كما يظنه الكثيرون، بل هو عبارة عن عالم آخر تجد نفسك منساقاً في حدائق فكره المنمقة وساحات جدله الرحيبة، وقد عرفني بأناس لم أكن لأتعرف عليهم لولاه.

 

وأنتهز هذه الفرصة لأشكر القائمين عليه على جهدهم المبذول فيه، وأهنئهم بصدور العدد رقم 500 من هذه النشرة الراقية، التي بعثت الأمل في نفوسنا بغد أفضل لأبنائنا من أمسنا التعيس الذي عشناه مكممين في ظلال القهر والحجر.

 

28/05/2003

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ