الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السوداني بين حاجات الناس ورغبات الكتل السياسية

عدنان جواد

2022 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


السوداني بين حاجات المواطن ورغبات الكتل
اخطر هذه المعوقات التي تلبي حاجات المواطن وتمنع رغبات الكتل الفساد المالي والاداري، هناك شبكات منظمة للفساد في مفاصل الدولة، وهي مدعومة من شخصيات لها نفوذ في السلطة، وهي مشابهة لما نشاهده في افلام عصابات المافيا، فالأجهزة الامنية تمسك العضو الصغير في العصابة لكنها لا تصل للراس الكبير، والسلاح المنفلت الذي لا يأتمر بأمر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، وسلاح العشائر والعصابات المنظمة ، وتجار المخدرات، والذي يهدد السلم والامن المجتمعي، وتطبيق القانون على كل المجرمين بدون استثناء، والضغط على البرلمان لتشريع القوانين المعطلة ، والبداية بمكافحة افة الفساد الخطيرة، فقبل فترة تمت سرقة المليارات من الامانات الضريبية، وفي هذه الايام تم مسك مجموعة من الضباط ومجموعة فاسدة من موظفي النفط مستغلة منصبها وموقعها في سرقة النفط من الانبوب الرئيسي في البصرة، وفي كل يوم فضيحة فساد وسرقة كبيرة للمال العام.
رؤساء الحكومات السابقة في اول ايامهم وعندما يجلسون على كرسي الرئاسة، يطلقون التصريحات النارية من قبيل، سنلاحق، وسنقتص، ونضرب بيد من حديد، ولكن تنتهي فترة الحكومة، ولم نرى اي حساب لأي وزير او وكيل وزير وحتى مدير عام، بل بالعكس يأخذ المقسوم هو وطاقم الوزارة ويرجعون الى بلدانهم صاحبة الجنسية، ومن ليس لديه جنسية يشتري له جنسية وبيت هناك، ويزداد التباين المجتمعي الغريب، بين من يجيد السرقة والكذب والتلون والنفاق، فيمتلك العجلات بعشرات الدفاتر من الدولارات، وناس لا تعرف غير طريق واحد وتكره المراوغة ، محصورة بالكية والكوستر، والطبقة الاولى تسكن الفلل من المال العام، وناس تسكن في التجاوز والزراعي، الطرق بقت على حالها تحصد الارواح يومياً، والجسور (خلف الله على عبدالله عويز سوالنا كم جسر) ، والمستشفيات نفسها منذ الخمسينات والستينات والسبعينات، والمدارس ياريت بقت نفسها فلشوها وسرقوا التخصيصات، والصناعة فقط اسم وزارة ووزير ولكن صناعتنا متنوعة بين التركي والايراني والصيني وكل السلع من مناشيء رديئة ، والزراعة من فشل الى فشل فالزراعة الوطنية لا تستطيع منافسة المنتوج الأجنبي لان اصحاب السلطة مجموعة من المقاولين، واليوم وصلنا الى مرحلة فقدت الثقة بين الشعب والطبقة السياسية حد القطيعة والمقاطعة،
ولإعادة الثقة بين الشعب والحاكم يتطلب جهود كبيرة، فحكومة السوداني اخر فرصة للطبقة السياسية للبقاء في الحكم، والبقاء على نفس المنهج القديم ، منهج الغنائم والمناصب سيكون مصير الحكومة الفشل والزوال، والدعم الدولي يتطلب دعم داخلي للحكومة، والدعم الداخلي يأتي من تطبيق العدالة الاجتماعية بين افراد الشعب، والناس متعطشة لزعيم للعراق يحقق العدل ويطبق القانون وليس زعماء احزاب ما يهمهم احزابهم فقط، فينبغي تنفيذ برنامجه بكل فقراته من تقليل رواتب الرئاسات الثلاث والدرجات الخاصة كما وعد، وسلم الرواتب الموحد، والقضاء على الفساد، يبدا من القمة الى القاع، فعندما تحاسب الكبير يخاف الصغير، اما الصغار فسيخلصهم الكبير اما بتهديد القضاء او دفع الاموال ككفالة ورشوة وغيرها من تحايل على القانون، فعندما تسقط الحيتان الكبار يسقط الصغار بدون عناء وجهد لانهم سيصبحون مكشوفي الظهر كما يقولون، والصناعة والزراعة لا يمكن تطويرهما بدون ضبط الحدود، فأي شيء يصنع في العراق لايباع بالسوق لان هناك سلعة في السوق صينية او تركية او ايرانية تنافسها وتباع بسعر اقل من العراقية، والزراعة يزرع الفلاح فيخسر بذور وسماد وسقي وجهد ، وفي النهاية وعندما يطرح محصوله لا يباع الا بسعر بخس لان المنتجات الزراعية ومن مختلف دول العالم تباع بسعر اقل من المنتوج الزراعي العراقي؟!، وضبط الحدود ليس فقط في الوسط والجنوب، بل يجب ان يلتزم الاقليم بذلك الضبط ، فغالباً ما تطبق القوانين وتمنع دخول السلع والبضائع الاجنبية في المنافذ الجنوبية والوسطى، لكن الاقليم لا يلتزم فيخرق اللوائح والتعليمات، فتدخل السلع والبضائع فتغرق السوق فيخسر الفلاح والصناعي، لذلك اغلب اصحاب الزراعة والمهن تركوا مهنهم والتحقوا بوظائف في الدولة اما شرطة او جيش او وظائف مدنية، ووزارة الصناعة عليها الاستعانة بخبرات مهندسي التصنيع العسكري، فهؤلاء يمتلكون عقليات صناعية فذة يمكن الاستفادة من تلك الخبرات بإقامة دورات عملية للشباب ليكتسبوا تلك الخبرات قبل هرمهم ووفاتهم، فكانت لدينا صناعات خفيفة مثل الثلاجات والصوبات وغيرها وصناعات ثقيلة ، فهل يستطيع السوداني السيطرة على جماح الاحزاب السياسية بالاستحواذ على مقدرات واموال الشعب، والتفرغ لتلبية مطالب الناس، وعليه ان يعيد الاموال المسروقة بالتعاون مع الانتربول والامم المتحدة، وعندما يقوم بهذه الامور، ويطبق القانون على الجميع سيصبح مثل الزعيم عبد الكريم قاسم محبوب الشعب، وسوف ينتخب لدورة اخرى، وسيخلده التاريخ في صفحاته البيضاء، بينما اذا سار على رغبة الكتل السياسية سيخسر وتكون حكومته حالها حال الحكومات السابقة وانكس كما يقول الشاعر كاظم كاطع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق.. رقصة تحيل أربعة عسكريين إلى التحقيق • فرانس 24


.. -افعل ما يحلو لك أيام الجمعة-.. لماذا حولت هذه الشركة أسبوع




.. طفلة صمّاء تتمكن من السمع بعد علاج جيني يجرّب لأول مرة


.. القسام: استهداف ناقلة جند ومبنى تحصن فيه جنود عند مسجد الدعو




.. حزب الله: مقاتلونا استهدفوا آليات إسرائيلية لدى وصولها لموقع