الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام ودوامة الصراع الفكري

احمد الحمد المندلاوي

2022 / 11 / 3
السياسة والعلاقات الدولية


# وصلني مقال لطيف من الاعلامي الكبير جليل ابراهيم المندلاوي لموسوعة مندلي الحضارية ،اود نشره يقول:

الاعلام اما وسيلة لبناء المجتمع، او وسيلة لتدميره، بديهية لايمكن الحياد عنها او تجاهل مضمونها لما للاعلام من دور بارز وفعال في صياغة واقع المجتمع.. وقد اتخذت الحكومة العراقية منذ تسنم عصابة التبعيث مقاليد الحكم في البلاد هذا المنبر المهم كوسيلة لنشر افكارها المتطرفة بل وتمريرها على الجماهير لبناء مرتكزات واسس متينة ومن ثم تقوية اركانها وبسط هيمنتها المطلقة على مقدرات شعبنا، ولتدمير كافة الافكار والنظريات المناهضة لسياساتها الهوجاء، وقد استطاعت عصابة التبعيث في العراق النجاح والى حد كبير في هذا المجال الحيوي والذي يدخل في سياق توجيه المجتمع وشرائحه المختلفة الوجهة التي تناسب افكارها ومناهجها.
فالاعلام اذا بوسائله المرئية والمسموعة والمقروءة، لم يكن كماكنة دعائية فحسب، بل اتخذ كسلاح في حرب ايدولوجية خطيرة ضد جميع التيارات الفكرية المناهضة لفكرة التبعيث في العراق، على الرغم من استخدام هذا المنبر لاغراض دعائية بحتة تهدف بالدرجة الاساس تغطية الاعمال والنشاطات اللاشرعية والممارسات والاساليب المتطرفة المتبعة ضد طبقات وشرائح المجتمع بالشكل الذي ادى الى حالة من التعتيم المطلق على الجماهير في سبيل عزلهم داخل اطار مجتمع حددوا ملامحه وواقعه الخاص، حيث لم يسمح فيه الا لغربان التبعيث ان تنعق في المنبر الاعلامي في كل صباح ومساء، مما ادى الى السيطرة الفعلية التي يمكن وصفها بانها اشبه بالمطلقة على الشعب العراقي وتهجينه بشكل لايسمح معه لأي تمرد على الواقع المشحون بالخوف والارهاب الفكري من الظهور الى حيز الوجود في أي حال من الاحوال..
فمؤسسات الاعلام العراقية وعلى مدى اكثر من خمسة وثلاثين عاما لم تكن سوى ادوات طيعة بأيدي السلطة توجهها كيفما تشاء وكيفما تقتضي الظروف وبالشكل الذي لايؤثر على اركان السلطة وتدعيم الرهبة منها في نفوس الجماهير، ويمكن تحديد اعوام منتصف السبعينات من القرن المنصرم بصورة تقريبية حيث بدايات انهيار الجبهة الوطنية التي كانت تضم تحالفا لحزب البعث مع الحزبين الديمقراطي الكوردستاني والشيوعي العراقي، كبداية لأنطلاق أولى شرارات الارهاب الفكري مع اعلان وفاة اخر منبر اعلامي حر -ان صح التعبير-، فخلال تلك الحقبة الزمنية الغابرة وانتهاءا بالسنوات الثلاث الاولى من القرن الحالي سيقت مؤسسات الاعلام العراقية لخدمة البعث الالزامية تحت لواء وزارة الاعلام التي يترأسها أحد قياديي البعث، والتي لم تتجاوز عن كونها جهاز سلطوي بحت يتم من خلاله السيطرة على المنابر الاعلامية -على وجه الخصوص- ودمجها مع الاعلام الحزبي لعصابة التبعيث بحيث يتم توجيهها حسب التعليمات والتوجيهات الصادرة من البعث وزمرته، مما ولد حالة من التطرف الفكري في المفاهيم العامة بل وحتى البديهيات المعتبرة، حيث لم يؤخذ بنظر الاعتبار الاهتمام بهذه المؤسسات ولا بكوادرها بصورة يضمن تطورها وعدم انحرافها عن مجالاتها الحقيقية، الابما كان يضمن مصالح البعث والبعثيين التي لاتتجاوز عن كونها محصورة في اطار ضيق، بحيث حرم الاعلاميين بمختلف اختصاصتهم من ابسط حقوقهم في ممارسة نشاط حر في هذا المجال الا من خلال سياسة واحدة ونهج واحد هي سياسة البعث ونهجه الشوفيني .
واليوم وقد شهدنا نهاية لحكم البعثيين وانهيار نظامهم القمعي، يتحتم على المعنيين بشؤون هذا البلد الذي يشهد ولادة جديدة، ازالة كل اثار القمع والارهاب، بما فيها الارهاب الفكري، وتبني سياسات من شأنها اعادة الحياة الى المؤسسات الاعلامية واعادة بناءها وفق اساليب علمية متطورة وفتح المجال امام كوادرها لخلق حالة من الابداع والتوازن الفكري المنطقي الذي يسمح لكافة الشرائح والطبقات التعبير عن رأيها، وبالتالي نجعل من المنبر الاعلامي وسيلة لبناء المجتمع لا لتدميره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ من جنوب لبنان باتجاه موقع الراهب الإسرائيلي


.. إصابة 6 عمال بنيران الاحتلال عند معبر كرم أبو سالم




.. ما حدود تحرك جيش الاحتلال في رفح؟


.. بالخريطة التفاعلية.. المقاومة تركز على استخدام 3 أنواع من ال




.. صحفيون منفيون: -كيف يمكنك أن تكون حراً إذا لم تتمكن من العود