الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهاشمية السياسية -ملاحظات على التعقيبات 2-5

قادري أحمد حيدر

2022 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


قادري أحمد حيدر

"الهاشمية السياسية"
(ملاحظات على التعقيبات)


2-5



* عن التاريخ، ومواجهة الحاضر بالماضي :




هناك من لا يعترف بــِ "الهاشمية السياسية"كواقع ومصطلح، وكظاهرة ،وهذا حقه، كون عدم الاعتراف أو الإنكار لا يلغي الواقع، وليس بإمكان عدم الاعتراف أن يمحو التاريخ من الوجود، يمكنه أن يقفز عليه، ويتجاهله وحتى ينكره، ولا يذكره في كتاباته -كما يشاء- كما هو الحال مع البعض، ولكنه يبقى واقعاً صلباً، عصياً على النسيان والحذف والمحو، فقد دخل في ذاكرة التاريخ كما دونته التجربة الكتابية/التاريخية للناس, من مختلف المصادر، وإن اختلفت الرؤى حول هذا المعنى، أو ذاك حين نبحث في قضايا تجرى في الراهن، ولها صلة حية وعميقة بالتاريخ ،حينها تفرض عليك أي منهجية كنت تستخدمها علمية، أو غير علمية(مثالية/لاهوتية ميتافيزبقية إلخ), أن تعود لقراءة السياق أو البعد الذي يربط هذا الظاهرة في الحاضر، بهذه المسألة أو تلك من مسائل التاريخ، ولو ركز العزيز عيبان ، أو أعاد تذكر ما طرحه من عنوان لمقاله/ كتابته وإلى بعض ما احتواه متن مقالته، وإلى ردوده (تعليقاته)، الرافضة لبعض الكتابات التاريخية للبعض، الذين يرى أنهم يعيدون انتاج المذهبية والطائفية، وثقافة الكراهية لوجد أنه هو من أنتج وافتتح الغوص في بحر التاريخ، دون أن يقدم بديلاً نظرياً تاريخياً لتلك الكتابات التي رآها مذهبية، وطائفية، أو أنها تصب في هذا الاتجاه، هذا أولاً : والشيء غير اللطيف في أي كتابة بحثية نقدية للراهن أو لبعض قضايا التاريخ أن نعود لنقيمِّ بعض اجتهادات كبار المتخصصين - بكلام عابر لا يقول شيئاً- في مجالاتهم من خلال، شطب تلك الكتابات، والكتب، لأنها - هكذا - تعيد انتاج المذهبية والطائفية، أو - على سبيل المثال- الحكم على مؤرخ له باع طويل في الكتابة التاريخية، من خلال مقالة أو سطر في مقالة لهذا الباحث أو ذلك الناقد، ونمحو ونصفر على عشرات الكتب والأبحاث ،كما مارسها عيبان في نقده المسطري المنقول عن رأي للمفكر/الشهيد مهدي عامل في نقده، باحث وعالم عقلاني تقدمي ومتخصص، وكأنه لم يك، لمجرد أن مهدي عامل قال: هكذا أوكذا، في ذلك العالم في تخصصه، وهذا المنطق في الكتابة والبحث، لا يليق حقيقة بكاتب يساري يبدأ كتابته النقدية في السياسة والفكر والتاريخ بهذه الصورة الاستعلائية الفوقية، على علماء متخصصين في مجالاتهم، وهي نظرة وقراءة لا علاقة لها بالفكر، ولا بالبحث العلمي، بل هي قراءة معادية ونقيضة لمفاهيم وأصول البحث العلمي، فبجرة قلم من كاتب شاب في أول عمره في البحث العلمي يجد أحد علماء التاريخ في كل المنطقة العربية نفسه خارج دائرة الوعي، والفهم بأصول الكتابة التاريخية!!

والمصيبة أنه استل رأياً نقدياً، قد يكون صحيحاً وقد لا يكون، رأياً منقولاً عن كاتب آخر، (مهدي عامل)، لا معرفة لك بطريقة ولا كيف هو بنى كتابته، وحكمه النقدي،وفي أي سياق ورد وكان ذلك الاقتباس والحوار، فقط، لمجرد سطر في مقاله نجد انفسنا نتبنى رأياً لا نعرف مبناه ولا معناه ، وهذه البداية كذلك، غير محببة، ولا تؤهل صاحبها كائناً من كان لأن يتطور ويتقدم في حقل الكتابة، والبحث العلمي في تخصصه وفي غير تخصصه، بل وفي المجال العام لوعي وفهم الواقع، والتاريخ، وهذا الحديث ينطبق على جميع من يمارسون هذا الشكل من القراءة والنقد .

فهو على سبيل المثال -أي العزيز عيبان – يقول : "التعامل مع التاريخ وأحداثه ووقائعه ينبغي أن يكون بحذر لأن التاريخ ملغوم، وطريقة استدعاء احداث ووقائع تاريخية، وتوظيفها بطريقة ما لتفسير ظاهرة راهنية إنما هي محاولة لصرف الانتباه عن جوهر قضايا الحاضر، -حتى قوله- هي محاولة للتسلح بأسلحة ماضوية لمواجهة قضايا الحاضر. إن اعتبار أن التاريخ يفسر كل شيئ خطأ، - والكلام لعيبان -فالتاريخ لا يفسر ،بل العقل الإنساني والبحث الموضوعي، هو الذي يفسر انطلاقاً من الواقع القائم وتناقضاته".

في هذا المقطع المطول الذي أوردته أمامكم وغيره من التعليقات الواردة في تعقيباته التي أراها - وقد أكون مخطئاً- تأتي تعقيباته متسرعة لا صلة لها بما يدور النقاش حوله، فضلاً عن أن بعض عباراته وجمله عمومية مجردة لا تقول شيئاً محدداً، ويمكننا أن نطالعه في العديد من المقالات في الصحافة السيارة، ثم من قال إن التاريخ ملغوم ، إلا لمن لم يطلع على تفاصيله في هذا القضية أو تلك وينتدب نفسه أو يقحم نفسه في الكتابة فيه دون عدة ، وبدون أدوات بحث في المجال المعني، وبدون وعي تاريخي، هنا يمكن القول وبحذر أنه يمكن أن يكون ملغوماً ، لمن لا يدرك كنهه ومعناه ولا صلة له به،إلا من بعيد، كما أن التاريخ في من يمتلك الوعي التاريخي والفكر التاريخي وأدوات البحث التاريخي هو أداة لفهم الفكر والواقع والتاريخ، فالتاريخ هو أحد أهم أدوات، ليس معرفة التاريخ بل ومعرفة الواقع الحاضر نفسه، لا يمكننا أن نتصور باحثاً اجتماعياً/سوسيولوجياً أو تاريخياً ، أو اقتصادياً أو قانونياً، أو أنثروبولوجيا، بدون ذاكرة تاريخية في مجال بحثه وتخصصه، بل في المجال لوعي وفهم التاريخ.

إن التفكير والعمل باتجاه الإصلاح والتغيير تنمية الإنسان،وبناء المجتمع، وبناء الدول، في أي مكان كان، ومن قبل أي جماعة/ شعب،لايمكن أن تتم وتستكمل أبعادها السياسية والعملية دون الاستغراق في التأمل العقلاني النقدي، في التاريخ، واكتشاف واستنباط من التاريخ ما يساعدنا على الفعل والحركة باتجاه التغيير .

التاريخ ليس فقط صورتنا في ما كان، بل هو من أهم الأدوات والوسائل التي تدلنا على ما يجب فعله لنصل إلى ما يجب أن يكون عليه المستقبل .. فالحاضر بدون ذلك التاريخ ، يتحول إلى مجرد طوطم، أو إلى "لغم"، حسب تعبير عيبان، يستحيل معه فهم الحاضر، والانطلاق للمستقبل، بل إنني أستطيع القول،أنه بدون التاريخ، يتعذر علينا فهم أنفسنا، وهنا تكمن الجدلية الاجتماعية التاريخية،بين، ثلاثية الزمن: الماضي ،الحاضر المستقبل، هذا لمن أراد أن يتحرك للأمام ولا يتعثر .

فما بالكم ونحن شعب وأحزاب ما يزال التاريخ يحيط بنا من جميع جهات الروح، والكلام، وفي كثير من تصرفاتنا وتفكيرنا وتنظيم ومعايشة أمور حياتنا الخاصة والعامة، ما نزال نتعثر ونصطدم بمفاهيم وقضايا وإشكالات تاريخية، لأننا لم نحلها أصلا حلاً واقعياً وتاريخياً ، لأننا لم نخرج من عباءة وجلباب التاريخ، ولذلك نجد أنفسنا نعود إليها (المشكلات/القضايا/الأزمات الأفكار), ونبحثها في كل ساعة ويوم، وعلى العزيز، عيبان، أن يسأل نفسه سؤالاً: ماذا يعني عنوان ومتن مقاله: في خطأ القول : بمصطلح "الهاشمية السياسية"؟! ولماذا حوارات ومناقشات العديد منا تتكئ على التاريخ وتفاصيله المملة والقاتلة؟!!.

نحن يا عزيزي/وأعزائي، بكل بساطة، كما قال مرة أحد الأصدقاء المتخصصين في التاريخ وهو أحمد السري، البروفيسور في تاريخ الحضارة الإسلامية " نحن منتج تاريخي وهذا حال جميع الشعوب وليس حالنا ، نحن منتج تاريخي مرتبط بمقدمات تاريخية، وحسب المقدمات تكون النتائج، ولذلك فإن التكبر على التاريخ واعتباره منقطعاً وبلا أثر، يشبه من يريد قطع رجليه والزحف على ركبته – والكلام للدكتور أحمد السري – وما النضال السياسي والنقد الاجتماعي، إلا محاولة لترسيخ مقدمات جديدة، لتكون النتائج أفضل، وغير هذه المتواترة عبر القرون، بسبب ثبات المقدمات التاريخية وتكرارها وبقاء النتائج كما هي، وكان أحرى بالأخ/ عيبان أن يركز نقده ضد الماضوية على من يستدعي التاريخ القديم ليكرس به حقوقاً سياسية لم تعد متألفة مع العصر، ولا مع الوعي السياسي المعاصر" (أنتهى الأقتباس). نحن فعلاً منتج تاريخي في النفسية والوجدان، والوعي التاريخي وفي الرؤية العقلية، الذهنيات المرسخة، وفي الموقف من الدين والعالم, والموقف من المرأة، الموقف من الحلال والحرام، حيث نجد أنفسنا نصطف مع الرؤى المعرفية في ماضويتها الظلامية ..إلخ ،كل هذا الذي نعمله ونفكر به وفيه، ياعزيزي/أعزائي، يعد منتج تاريخي، يفرض ظله الجارح علينا، لأسباب عديدة، تاريخية، وراهنية، وإن اختلط بعضها، بملامح الحداثة،والتحديث، لأنها أيضا جزء من التاريخ في تفاعله مع الواقع.

والسؤال من الذي يستدعي التاريخ والمفروض فعلاً أن يتهم بالماضوية ؟ هل هو تيار فكر "الولاية", وربطها سلالياً, أم الذي يقاوم بمصطلح (الهاشمية السياسية), ويحاول إبراز عيب تاريخي سياسي متواتر إلى اليوم؟.

التاريخ يا أعزائي، بمنظور منهج البحث العلمي التاريخي هو من أهم أدوات الفهم والتحليل معاً، للتاريخ وللواقع اليوم ، وغداً .

إننا تتعاطى مع التاريخ وفق متطلبات الظاهرة المبحوثة، ونحن أمام ظاهرة سياسية معاصرة تزعم جماعة معينة من الناس، أنها منذ الدعوة الإسلامية اصطفيت لتحكم الناس بها !! .

الخلاصة : أن الحكم على التاريخ من خارجه ، كما يطالبنا البعض بذلك، من خلال اتهامنا بأننا نعود للماضي لتفسير ولفهم الحاضر، إنما هو تعبير عن رؤية قاصرة للواقع الراهن، وللتاريخ، حتى لا أقول عدائية مع فكرة التاريخ ومضمونه .

إن أسوأ أشكال العبث بالتاريخ هو إخراجه من سياقه المفهومي والواقعي والتاريخي .. هو أن يتحول عند البعض منا - التاريخ- إلى" لغم",يجب أن نتعامل معه بحذر وخوف، وكأنه بعبع، (عدو),ويتحول معه البعض - كذلك- ليس إلى وصي على بعض تفاصيل التاريخ بل وإلى وصي على الدين، والدنيا، بعد ربط الإمامة بالدين، ثم ربط الإمامة بالنبوة، وصولاً إلى تحويل النبوة إلى قضية عرقية سلالية بين أبناء هذه السلالة، وبالنتيجة تحويل الدين الإسلامي، ٱلى " إيديولوجية هاشمية", في مقابل
" الإيديولوجية القرشية", ولا حقا، مقابل وضد،" الإيديولوجية الأموية، والعباسية", ذلك يا عزيزي عيبان هو قمة العبث بالتاريخ، وبالدين، والحاضر والمستقبل .. هنا ياعزيزي/أعزائي، تكمن محاولة تفسير الحاضر والمستقبل بالتاريخ المخصوص والمنصوص عليه في وصية " خفية", أو " جلية", في هذه الجماعة وباسمها دوناً عن كل اليمنيين، هذا إن أردنا فعلاً أن نبحث فيمن يحاول أن يقرأ الراهن باسلحة الماضي الأيديولوجية، وليس فيمن يقول بصوابية، مصطلح "الهاشمية السياسية".

إن تاريخ الفكر والسياسة والفرق المذهبية بعد ذلك يقول لنا، أنه حين تم إنتاج "نظرية الإمامة" وباعتبارها أصلاً من أصول الدين، وكذا شرط "البطنين" و"الخروج" ، كان ذلك في تاريخ سياسي محدد (معين) وضمن بنية اجتماعية شارطة، وعلاقات داخلية وخارجية، كان أهمها وأجملها وأنبلها صعود الفكر والدولة الإسلامية، وفي هذا المناخ الصاعد معرفياً وعلميا وفكرياً وسياسياً، والمتقدم على مستوى بناء الدولة/ الحضارة الإسلامية ، ولدت وكانت "نظرية الإمامة"، "الشيعية"، وهي على أي مستوى من مستويات القراءة والفهم حالة من القهقرى للخلف،على مستوى المعرفة والفكر والسياسة، حتى قياسا بالنسبة للدولة الأموية والعباسية، بل وحتى العثمانية .

إن المثير للغرابة فعلاً ، في معظم تعليقات أو تعقيبات العريز / عيبان ، هو أنه يطرح سؤالاً، أو فكرة نظرية صحيحة ويعلق عليها بنفسه، وهي فكرة ليست مطروحة للنقاش أو على الأقل لا خلاف على محتوى الفكرة ، ولا أعرف ما هو الهدف من ذلك !! هل هو استعراض للفهم النظري حول هذه المسألة أو تلك ؟ شخصياً ،لا أعرف، ولا أجد في السياقات القولية والاستشهادات التي يتم إيرادها أي صلة بالقضية التي يدور الجدل حولها. وعلى قلة تعليقاته المتناثرة ، فهو على سبيل المثال كما في تعليقه على ما جاء في الحلقة الخامسة من قراءتي يقول: "وكما بينا سابقاً، أن الطائفية ليست جوهراً في التاريخ يتم استدعاؤه في مكان وزمان معينين بل هناك عوامل ومحفزات كثيرة تولدها وأبرزها: طبيعة الدولة السلطانية كما يسميها المفكر الكبير د. ابوبكر السقاف، تلك الدولة التي أنتجت السياسات القمعية والإقصائية والإفقارية ضد عموم الشعب في الشمال والجنوب والوسط والشرق والغرب طوال العقود الماضية ؟ إن الدولة السلطانية أو الدولة التسلطية (بلغة خلدون النقيب) وقد استندت إلى الاقتصاد الريعي ،الذي شكل القاعدة المادية لحكمها .. والريع هو العائد المالي من كل نشاط غير منتج ، الريع العائد من استخراج النفط والغاز، والريع العقاري، والريع المصرفي، والريع المتأتي من العمولات والأرباح، والاستيراد ، والتوكيلات التجارية، والاستثمارات في الخارج ...إلخ ،حولت تلك الطبقة الطفيلية التسلطية البلاد إلى أرض فيد وغنيمة ، وعمقت هوة التفاوت الطبقي بين الطبقات الاجتماعية، فقد أمست أقلية طفيلية (لا يتعدى حجمها نسبة 5% من إجمالي سكان البلاد) تسيطر على السلطة والاقتصاد الكلي، فيما الغالبية من الشعب اليمني تعاني من البؤس والحرمان الإنساني والتهميش الاقتصادي والاستبعاد الاجتماعي والإقصاء السياسي".
حاولت جاهداً أن أجد علاقة أو صلة بحث لهذه الفقرة الاقتباسية المطولة والتي يستشهد فيها بالدكتور أبوبكر السقاف، وخلدون النقيب، وصولاً إلى غيرهما، فلم أجد أي علاقة بين كل ما أورده وبين الفكرة المركزية المختلف حولها، والمطلوب منا جميعاً أن نغنيها ونثريها ونعمقها بالحوار للبحث حول ما يفيد خطأ ، أو صواب القول بمصطلح "الهاشمية السياسية"، والسؤال هو: ما مكان هذا الاقتباس: في الحديث عن استخراج النفط والغاز، والريع العقاري، والريع المصرفي ، والريع المتأتي، من العمولات والأرباح والاستيراد حتى التوكيلات التجارية والاستثمارات في الخارج ..إلخ؟ جملة اعتراضية جميلة ومطولة، ولكن ما علاقة كل ذلك بسؤال الحوار ،حول خطأ أو صواب مصطلح "الهاشمية السياسية"، حاولت بالفعل أن أجد صلة بحث ولو من بعيد تعزز وتؤكد المعنى الذي يود إثباته أو تأكيده أو نفي ما كتبته فوجدت نفسي عاجزاً حقاً عن الفهم!! لماذا هذا الاستشهاد أو الاقتباس المطول من بحث لم يفد أو يضف شيئا للفكرة والمعنى المطلوب إثباته، وهكذا في بعض الاستشهادات أو الجمل الأيديولوجية المطولة.

فلم أقل أبداً في كل ما سطرته أن الطائفة أو الطائفية جوهر ثابت، أو هي ذاتها في كل الحالات لا تتغير، كما أنني فرقت بين الطائفة، والطائفية، فالطائفية السياسية ظاهرة تاريخية هي في كل مرحلة وحالة تتخذ شكلها الخاص بها تعبيراً وتجسيداً للبنية الاجتماعية المنتجة لها وقطعا "الهاشمية السياسية اليمنية" في تمظهراتها السياسية التاريخية، اتخدت أشكالاً مختلفة وهي اليوم، تعبر عن نفسها بصورة تعكس واقعاً مأزوماً واقعاً قائماً في السياسة والسلطة، وفي تفاعلات كل ذلك مع ما يجري في الداخل وفي الإقليم والعالم.

من حق العزيز/ عيبان المطلق، أن يتمسك برأيه، حول خطأ القول: بمصطلح "الهاشمية السياسية" وأنكار وجودها في الواقع، مع أن الواقع عنيد وعصي على المحو، وهنا عليه أن يرد على سؤال، هل إن الإمامة السياسية والدينية، التي يدعو لها البعض، وينفذها علنا في واقع الممارسة اليوم، لا تعني أننا أمام "هاشمية سياسية" معاصرة؟ وهل أيديولوجية "الولاية" و"الاصطفاء الإلهي" لجماعة سياسية معينة، دوناً عن باقي مكونات المجتمع لا تعني أننا أمام "هاشمية سياسية"؟!, مع أنها صيغة طائفية أكثر بؤساً مما كان في التاريخ قبل قرون، على الأقل لأنها تأتي والعالم يتكلم عن التعددية، والديمقراطية، والانتخابات، والمواطنة، يأتي والعالم يغزو الفضاء الخارجي، ويحاول اقتحامه للعيش فيه، ويحول الفضاء إلى مكان للبحث والسؤال عن معنى جديد للعيش المشترك، والحياة، ونحن لم نجد لنا مكانا نستقر فيه، في أرضنا، بعيدا عن العنف والحروب، نعيش فيه كبشر على قاعدة المواطنة المتساوية للجميع!!

إن استمرار البعض في طرح خطاب "الهاشمية السياسية" ، رغبة في تحويله إلى واقع ، بالغلبة والتغلب هو الذي يعكس أزمة في "الهوية الوطنية اليمنية"، أزمة في الفكر , وفي الرؤية للواقع وللمجتمع، حيث نجد انفسنا أمام محاولة البعض في تحويل خطاب "الهاشمية السياسية" إلى واقع وممارسة، وإلى سلطة سياسية / دولة ، وهو في تقديري ما يجب أن يتركز ويتمحور حوله النقاش وليس في الاصرار في تخطئة القول: بصوابية مصطلح "الهاشمية السياسية"!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا




.. الولايات المتحدة.. التحركات الطلابية | #الظهيرة


.. قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة جبل بلاط عند أطراف بلدة رامية ج




.. مصدر مصري: القاهرة تصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخل