الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وسقطت أصنام الفكر- فدوى المنصب- (المشاكس - 3) - صفحات من أوراقي الصحفية

السيد حافظ
كاتب مسرحي وروائي وصحفي

(Elsayed Hafez)

2022 / 11 / 4
الادب والفن


رحلة في رحاب الكاتب السيد حافظ (صفحات من أوراقي الصحفية)

11/10/1983
وقفة ثقافية
ســنبــــلـة
وسقطت أصنام الفكر
بقلم : السيد حافظ
الكتابة على حروف النار كي تحمل الشعلة المقدسة وتتقدم نحو الظلام وتضيء. من السهل أن تجري مقابلة صحفية مع أديب مشهور ومن السهل جدًا أن ترحب بك أي صحيفة لنشر هذا الموضوع ودفع أي مبلغ تريده . لأن نجوم الأدب لهم مكانتهم المضيئة فى الساحة حتى و إن أفلسوا فنيًا وفكريًا ونحن من هواة عبادة الأصنام الفكرية .. أتذكر منذ سبع سنوات قررت أن أقدم الجيل القادم . الجيل الرائع من المثقفين والشعراء والأدباء الشبان فذهبت إليهم تجمعني بهم ( رابطة المعاناة – الرؤية – الحلم ) و أذكر أننى عندما أخبرتهم فى رغبتي فى إجراء حوار معهم قالوا لي وهل سينشر ؟ وكيف ستنشره ؟ وهل سيوافق مدير التحرير ؟ وتحملت هذا الموقف كاملاً و أجريت أول حديث صحفي للشاعر " محمد الأسعد " ونشرته فى 5 صفحات فى مجلة ثقافية فى مصر ثم قدمت أول حديث للناقد السينمائي " الفاروق عبد العزيز " ثم القصاص " تيسير نظمي " والشاعر " ماجد الشيخ " والناقد " نوح حزين " والقصاص الروائي " إبراهيم عبد المجيد " والناقد " شفيق العمروسى " والروائي القصاص " براء الخطيب " و أول حديث فى حياة الشاعر " محمد يوسف " زميل العمر والقاص المثقف " فؤاد حجازي " و واجهت عاصفة من المسئولين فى الصحف وحملة ضارية وحتى إن أحدهم قال لي .. كم دفعوا لك ؟ فقلت لقد دفعوا للأمة العربية وعيهم .. إنهم جيلي وهم دمي و هم لحمي .. وهم مستقبلي وهم معي فى خندقي ومعاناتي وعاشوا مأساة أمتنا إنني فخور أنني أجريت معهم أول أحاديث لهم فى حياتهم وسعيد أنني تحملت الكلمات القاسية والتاريخ سيقول عننا أننا جيل لم يطعن بعضه ولم يبيع بعضه و إننا لم نلهث وراء الأصنام الفكرية ولم نأكل لحم بعضنا ، ولم نطعن بعضنا فى الظهور لأننا أبناء قهر واحد .
19/6/1982
فدوى المنصب
فى رواية المرحلة المرة بداية تحتاج إلى النضج
كتب : السيد حافظ
" الفن يبدو عالمًا منفصلاً له حكومته وشرائعه و أسراره الخاصة به حتى ليخيل إلينا أنه ظلام يصعب النفاذ فيه ولكن السر الحقيقى هو لا أسرار فى الفن أو قل إنما هناك الحياة نفسها و أسرارها المركزية "
ألسكندر اليوت
وفن الرواية .. أحد الفنون الصعبة السهلة فهو أشبه بالظلام الذى يصعب السير فيه لأن سر الرواية فى أن تخلق فيها الحياة و أن يصبح سرها مركز الحياة نفسها ووصوله إلى الملتقى ومن هنا فإن كثيرًا من أصحاب الأقلام يقتحمون هذا العالم, البعض يكون على دراية بالحرفية والصناعة ولديه الثقافة والخبرة الحياتية التى تؤهله إلى تقديم عمل متماسك البناء ظاهريًا وشكليًا يفقد أهم شىء فى العمل ألا وهو سر الحياة نفسها .. ومن هنا تكون الأمور صعبة على كل من يقتحم عالم الرواية فى أن يحقق وجوده على الخارطة الثقافية وفى تواجده خانه الروائيين العرب.
عندما بدأت رحلة القراءة فى " المرحلة المرة " وجدت أمامى " رواية قصيرة " وهذا النوع من الروايات إنتشر هذه الأيام فى العالم حيث أن القارىء أصبح يصاب بحالة من الضجر السريع وليس لديه الوقت فى أن يمكث 4 ساعات للقراءة .
" المرحلة المرة " عند بداية القراءة شعرت بأنني أمام عمل مسطح ولكن بعد عدة صفحات بدأت أشعر بأن هناك أنفاس تحمل بعض المشاعر والنوايا الصادقة لقول شىء له أهمية خاصة و أن البطلة لبنانية تتحدث عن مرارة الحرب .. والحرب اللبنانية جعلت الكلمة مشتعلة عند البعض والبعض الآخر إندفع بحماس للكتابة هذا الحماس يقتل أحيانا الفكرة .. لأن الكاتب لابد و أن ينتظر حتى تنضج التجربة فى أعماقه وتتبلور حتى تخرج للناس بشكل فني ناضج غير مشوه وغير ضعيف ودوي المنصب تقطع رحلة هروب فى روايتها القصيرة المرحلة المرة من بيروت إلى أمريكا . أحيانا تجدها متألقة فى موقف جزئي إنسانى تلتقطه بعين فنية و أحيانا تجدها تندفع بين السطور ببعض الكلمات تسقط العمل وتضعفه .. ثم تعود مرة أخرى إلى التألق ومن هنا يكون العمل فى إحتياج إلى إعادة صياغة ربما أو إعادة كتابة .. فمثلاً الدكتور علي البارودي في روايته " حدث فى رحلة خريف " يمضي نصف الرواية فى الطائرة وعلاقته بالمضيفة ومن يجاوره وتاريخه الماضي ولكن كل جزئية فى روايته تتألق بنبض متوهج إبداعيًا ولكن فدوى المنصب فى رحلة الطائرة تتوهج أحيانا وتسقط أحيانا فى عبارات وفقرات وموضوعات ضعيفة فالخط البيانى عند فدوى المنصب لا يسير فى إتجاه تصاعدي حتى تصل بالقارىء إلى تحديد موقف .. أما نهاية الرواية " المرحلة الأخيرة " نهاية ضعيفة .. إقتحمت فيها مجموعة من الفدائيين والقبض على البطلة ودخولها السجن وهروبها من السجن بمساعدتهم كل هذا جاء سريعًا جدًا وكأن الكاتبة . تريد أن تنهي كتابة الرواية بشكل سريع أو كان أحدُ يلهثَ وراءها .
و أعتقد ان فدوى المنصب تحتاج إلى من يقرأ أعمالها ويناقشها قبل النشر وخاصة الذين يحملون وجهات نظر ناضجة فى الإبداء حتى لا تغامر بنشر عمل تحاسب عليه أو يؤخذ عليها بعض نقاط الضعف . ولكن تبقى محاولتها تستحق التشجيع ليس من باب كونها امرأة تقتحم عالم الرواية ولكن من باب أننا يمكن أن نكسب روائية لو قمنا بمناقشتها و إقامة حوار معها حتى تنضج تجربتها خاصة و أن الساحة اللبنانية وما يجري فيها يحتاج إلى أعمال أدبية تؤرخ لهذه الفترة والتى لا يمكن أن تصفها الكلمات.

السيد حافظ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ


.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ




.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال


.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ




.. إسرائـ.يل سجنتني سنتين??.. قصة صعبة للفنان الفلسطيني كامل ال