الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل طهران تبيع الأسلحة لموسكو؟

مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب

(Marzouk Hallali)

2022 / 11 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


وغم نفي الجمهورية الإسلامية الإيرانية دعم الكرملين ، فإن التقارب الثنائي بينهما يبدو ملموسًا.
يتهم الغرب إيران علانية ببيع طائراتها بدون طيار أو حتى صواريخها لروسيا ، وهي مزاعم مثبتة في بعض الأحيان ، وفي بعض الأحيان تخمينية ، لكنها تشير إلى استراتيجية تتماشى في كثير من النواحي مع مصالح طهران.

بعد أن فرض المجتمع الدولي عقوبات شديدة بالفعل على برنامجها النووي ، وتعرضها لانتقادات عنيفة لقمع المظاهرات ، تنفي الجمهورية الإسلامية دعم موسكو. ومع ذلك ، يبدو التقارب الثنائي ملموسًا.

زعمت كييف أنه تم بالفعل استخدام حوالي 400 طائرة إيرانية بدون طيار ضد السكان المدنيين والبنية التحتية الرئيسية في الأسبوع بين نهاية شهر أكتوبر وبداية شهر نوفمبر: و أن موسكو طلبت تزويدها بـ 2000 طائرة إضافية. كما طالبت أوكرانيا إيران بالتوقف "فورًا" عن إمداد موسكو بالأسلحة.

وفرضت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من جانبها عقوبات في منتصف شهر أكتوبر على ثلاثة إيرانيين ، بالإضافة إلى وحدة متهم بتزويد روسيا بالسلاح. كما أعلن البيت الأبيض عن قلقه بشأن الشحنات المحتملة لصواريخ أرض - أرض الإيرانية إلى موسكو. وبعض هذه الاتهامات أيدتها المعارضة الإيرانية نفسها.

وتزعم حركة "مجاهدي خلق"، أن شحنات الطائرات المسيرة تغادر كل أسبوع من قاعدة تابعة للحرس الثوري ، بواسطة طائرات شحن عسكرية روسية. وتشير إلى أن تصنيع هذه الطائرات، تضطلع به مصانع تابعة لجمعية صناعات الطيران والفضاء الإيرانية (IASIA) ، التي تتهمها منظمة "مجاهدي خلق" بـ "التهرب من العقوبات واستيراد تقنيات محظورة".

وصف الأمين العام لحلف الناتو إمداد إيران بطائرات مسيرة وصواريخ محتملة إلى روسيا بأنه "غير مقبول". وقال :"نرى إيران تعرض طائرات مسيرة وتفكر في تسليم صواريخ باليستية لروسيا وهذا غير مقبول. لا ينبغي لأي دولة أن تدعم موسكو في هذه الحرب غير الشرعية".
وقد سمحت الطائرات بدون طيار الإيرانية لموسكو باستعادة ديناميكية عسكرية كانت للأوكرانيين وحدهم منذ نهاية شهر غشت.

من المعلوم أن طهران عزمت منذ عام 2016، على تحديث ترسانتها التقليدية الإيرانية. ولم يتم إبرام أي اتفاق منذ ذلك الحين ، بينها وموسكو، باستثناء عدد قليل من بطاريات - S-300 - الروسية المضادة للطائرات التي تم التنازل عنها لإيران بحكم وظيفتها الدفاعية البحتة. ولم يتم الكشف عن أي صفقة بين الطرفين بالنظر إلى احتياجات روسيا الضخمة من الأسلحة حاليا.

إلا أنه في سبتمبر 2022 ، نقلت وسائل إعلام روسية عن وكالة الأنباء الإيرانية "بورنا نيوز" أن طهران تدرس شراء طائرات مقاتلة من طراز "سوخوي 35". وهذا أمر لم يفاجئ أحدا، بالنظر إلى عدد الحوادث المؤسفة في أسطول إيراني يعود إلى ما قبل الثورة الإسلامية عام 1979. إذ أن أسلحته بلغ متوسط عمرها نصف قرن، وكلها أصبحت متجاوزة وقديمة. وكان لزاما تحديث الجيش الإيراني، لكن البلاد ظلت منهكة بالعقوبات المفروضة عليها. لذا تم اللجوء إلى المقايضة: طائرات بدون طيار مقابل مقاتلات ، مع تدريب خاص في كل مرة. علما ترى طهران أن من الممكن كسب الكثير من نشر أسلحتها في أوكرانيا وجعلها على المحك، بعد نشرها عبر الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط. وقد تكون فرصة تنتهزها إيران في أوكرانيا لضرب الغرب أو على الأقل ليكون بمثابة شكل من أشكال الردع المرئي.

هذا علاوة على أن تقارب إيران الانتهازي مع موسكو، قد يكون نتيجة التداعيات الظرفية في وقت تعثرت فيه اتفاقية فيينا بشأن الطاقة النووية الإيرانية وتم فيه استبعاد رفع العقوبات الأمريكية لفترة طويلة.

وبهذا الخصوص يرى بعض الخبراء إمكانية اتحاد صناعات الطيران في إيران وروسيا سوف تتحد بفعل الحرب في أوكرانيا، سيما وأن ليس لدى أي من البلدين أدنى أمل في الحصول على التكنولوجيا من الغرب - بما في ذلك تركيا - كم هناك حدود لما يمكن أن تقدمه الصين حاليا.

إلا أن هذا التقارب الإيراني الروسي مسكون بالهشاشة، كما هناك خطر بالنسبة للإيرانيين من الاعتماد المفرط على موسكو. فطهران تدرك جيدا أن موسكو يمكن أن تخسر الحرب في أوكرانيا، مما يساهم في إضعاف هذا التقارب للمصالح الاستراتيجية الثنائية.

هذا، وقد ظلت طهران تنفي بشدة إمداد روسيا بالأسلحة لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا، دون نفي أن إيران تتعاون مع روسيا مع احترام مبدأ "عدم إرسال السلاح إلى أطراف النزاع". لكن عشرات الهجمات باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة إيرانية استهدفت البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا وألحقت بها أضرارا بليغة.

وتناسلت بعض الأخبار حول بيع إفريقيا الجنوبية السلاح إلى روسيا لتغطية الخصاص في حربها على أوكرانيا. وتزامن هذا مع زيارة وزير الدفاع الجنوب إفريقي موسكو في غشت 2022، وأيضا في أواخر أكتوبر ، عندما أثارت حكومة جنوب إفريقيا جدلاً في البلاد من خلال السماح لليخت الخاص لأحد أفراد الأوليغارشية الروسية الخاضع لعقوبات دولية بالرسو في "كيب تاون" على الرغم من معارضة رئيس بلدية المدينة.

وتأكد عبر المخابرات الأمريكية أن كوريا الشمالية تزود روسيا بالأسلحة. فإن ملايين الصواريخ وقذائف المدفعية تشتريها موسكو من "بيونغ يانغ". بسبب العقوبات ، لذلك اتجهت روسيا إلى كوريا الشمالية. فمنذ بدء الصراع في أوكرانيا ، ظلت "بيونغ يانغ" حليفة مخلصه لموسكو. في بداية الغزو ، اتهمت كوريا الشمالية السياسة الأمريكية بأنها "السبب الجذري للأزمة الأوكرانية".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا