الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لتجميل وجه نظام يقمع الشعب والبيئة

الاشتراكيين الثوريين

2022 / 11 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


بيان الاشتراكيين الثوريين:
لا لتجميل وجه نظام يقمع الشعب والبيئة


تجري الاستعدادات لعقد مؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرين للمناخ، المُزمع انطلاقه غدًا الأحد في مصر، وسط تعبئة أمنية مكثفة وتحويل شرم الشيخ إلى ثكنة عسكرية منذ أسابيع عديدة لمنع أي مظاهر احتجاجية كتلك المعتادة في مؤتمرات المناخ السابقة. ومن المتوقع حضور حوالي 40 ألف مشارك، من بينهم حوالي 90 رئيس دولي، بحسب تصريحات مسئولين مصريين.

كان النظام المصري حريصًا على استضافة المؤتمر، فإلى جانب استهدافه استعادة ثقة الحكومات والمؤسسات الدولية والاستثمارات الكبرى في بلدٍ يُعرَف النظام فيه بانتهاكاته لحقوق الإنسان والقبضة العسكرية الحديدية، يمثل المؤتمر أيضًا فرصة للمطالبة بالمزيد من التمويل الدولي لدعم التحول إلى سياسات صديقة للبيئة. يترقب النظام في مصر تلقي تمويلات بمليارات الدولارات من أجل عدد من المشروعات الخضراء. لكن مؤسسة “كربون ماركت ووتش”، وهي مجموعة بحثية مستقلة يتركز عملها في مجال تغير المناخ، تقول إن “جزءًا كبيرًا من التمويل الذي يصل إلى مصر في خطر أن ينتهي بدعم عجلة الفساد في ظل غياب شروط صارمة. تنتهي التمويلات الأجنبية عادةً بدعم النظام فقط”.

على أية حال، كانت هذه الفرص التي يفتحها المؤتمر للنظام، من بين أسباب أخرى، هي التي دفعته لإطلاق مبادرته لحوار وطني (شكلي وزائف)، مع الإفراج عن مئات من المعتقلين السياسيين، فقط من أجل تزيين وجه النظام أمام الحكومات والمنظمات الدولية المشاركة في المؤتمر، ومن أجل أن يتجنب الأصوات التي قد تتعالى إبان المؤتمر في انتقاده لسجله في حقوق الإنسان (مثلًا، أعلنت وزيرة البيئة البلجيكية، زوهال ديمير، الشهر الماضي عدم حضورها المؤتمر بسبب حالة حقوق الإنسان في مصر).

هذه الصورة التي يحاول النظام المصري تصديرها عن نفسه ليست إلا قناعًا زائفًا. يظل المجال العام مغلقًا، ولا تزال حرية الصحافة والتعبير مقيدة، ويبقى عشرات الآلاف من المعتقلين داخل السجون، بل ويشن النظام حملةً شرسة من الاعتقالات من الشوارع والمنازل والتوقيف والتفتيش العشوائي في القاهرة وعدد من المحافظات، تزامنًا مع دعواتٍ للتظاهر أثناء استمرار فعاليات المؤتمر. وكما ذكرنا في بيان سابق، فقد زادت أعداد المعتقلين الجدد في الأشهر الستة الأخيرة عن العدد الذي أُفرِجَ عنه بالفعل، بحسب منظمات حقوقية مختلفة.

يحاول النظام المصري تجميل وجهه الاستبدادي القبيح بينما هو يقمع الشعب، فقط لينال ثقة الحكومات والمؤسسات والمستثمرين على المستوى الدولي. وبالقدر نفسه، يتجمَّل النظام بحملات دعائية وترويج إعلامي تحث على حماية البيئة والمناخ، بينما يعمل على قدم وساق على تدميرهما.

في الحملات البيئة التي يطلقها، مثل “اتحضر للأخضر”، يصوِّر النظام الضرر الهائل والخطر المحدق على البيئة والمناخ باعتبارهما من فعل الدول الصناعية الكبرى. هذا صحيح بالطبع إلى حد كبير، وهذه الدول، بشركاتها العملاقة الملوِّثة للبيئة، ليس لديها أدنى استعداد للتنازل عن أرباحها أو حتى فقط إبطائها لصالح البيئة، لكن النظام هو الآخر ليس بريئًا من تدمير البيئة في مصر.

منذ العام 2016، ضاعف النظام من إنتاج النفط والغاز، اللذين يمثلان الضرر الأكبر على المناخ والبيئة، حتى أصبح الوقود الأحفوري يمثل 95% من احتياجات مصر من الطاقة. وتستهلك مصر ثلث الميثان الذي يُستهلَك إجمالًا في قارة إفريقيا، بينما زادت الانبعاثات فيها بنسبة 140% منذ العام 1990، في إصرار واضح على الإضرار بالمناخ، وفي تناقض صارخ أيضًا مع الصداع الإعلامي الحالي في الفضائيات المصرية حول مصادر الطاقة المتجددة.

وبينما يبلغ مستوى التلوث في القاهرة 10 مرات الحد الآمن، يستمر النظام في إزالة الحدائق العامة والمساحات الخضراء، ولعل المثال الأكبر على ذلك هو محاولات استيلاء النظام على جزيرة الوراق (1850 فدان تشغل الأراضي الزراعية أكثر من نصف مساحتها) لتحل الاستثمارات العقارية محل جزيرة هي بمثابة رئة تتنفس بها القاهرة.. نظام السيسي هو العدو رقم واحد للبيئة في مصر.

نحن نقف ضد سياسات النظام القمعية والاستبدادية.. وأيضًا ضد سياسات تدمير البيئة لصالح الاستثمار والربح.

الاشتراكيون الثوريون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ