الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستستمر حرب روسيا في أوكرانيا وتنتهي بدون أسلحة نووية؟

بوياسمين خولى
كاتب وباحث متفرغ

(Abouyasmine Khawla)

2022 / 11 / 6
العولمة وتطورات العالم المعاصر


أتيرت هذه الإشكالية في مؤتمر مؤسسة "كارنيجي" للسلام الدولي(1) والذي تناول هذه السنة (2022) السياسة النووية.
_____________________________
(1) - Carnegie Endowment for International Peace- مؤسسة خاصة مكرسة لتعزيز التعاون بين الدول وترويج التزام الولايات المتحدة الفاعل على الساحة الدولية. أسّسها "أندرو كارنجي" في 1910 كمؤسسة غير حزبية. تعمل على تحقيق نتائج عمليّة، من خلال الأبحاث والمنشورات وعقد الاجتماعات، وأحياناً إنشاء مؤسّسات جديدة وشبكات دولية. تشمل اهتماماتها مختلف المناطق الجغرافيّة والعلاقات بين الحكومات والأعمال والمنظّمات الدولية. ولها عدة برامج من بينها: برنامج الديمقراطية وسيادة القانون، مشروع "كارنيجي للشرق الأوسط".
___________________________

اهتم المشاركون في المؤتمر بما قد يحدث لاحقا، لا سيما فيما يتعلق بقضايا المخاطر النووية . وبدا الوضع مثير للقلق ، لأن الغزو الروسي لأوكرانيا فشل، مما دفع موسكو إلى بلورة استراتيجية مادامت روسيا اقتنعت أنها لن تقوى على هزيمة الجيش الأوكراني ، لذا بدأت تتطلع إلى تقويض الدعم الغربي وتقويض رغبة الشعب الأوكراني في الاستمرار في مقاومة الاحتلال الروسي.

توقع أحد المشاركين أنه بحلول الصيف المقبل ، ستكون روسيا قد طُردت من كامل أراضي أوكرانيا ، بما في ذلك شبه جزيرة القرم. وهذا سيعطي حوافز هائلة للتصعيد، والخوف كل الخوف، هو تجاوز العتبة النووية و عواقب. فليس هناك أهدافًا عسكرية ذات مغزى للاستخدام النووي في أوكرانيا، لا يوجد ميناء أو مطار أو حشد من أعداد كبيرة من القوات التي من شأنها أن تكون هدفًا نوويًا تقليديًا في ساحة المعركة. وما قد يكون محتملا - في هذه الحالة – هو تهور الرئيس فلاديمير بوتين أنه قد يكون وسعيه لتغطية الهزيمة المهينة من خلال شن هجوم نووي على كييف للتأثير على تغيير النظام من خلال تصفية الحكومة الأوكرانية.

إن القوى المسلحة نوويًا عندما يواجهون احتمال الهزيمة التقليدية وحيث تكون المخاطر عالية، يبرز إغراء استخدام السلاح النووي.

بالنسبة لبوتين ، يبدو أنه قد أغلق الباب أمام أي نوع من الهزيمة، هذا هو الشيء الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للكثيرين الذين يعتقدون أنه لا يريد استخدام الأسلحة النووية. ومع ذلك ، في مرحلة ما ، إذا شعر أنه محاصر ، فيمكنه فعل ذلك.

يبدو أن إحدى المعضلات المركزية ، هي: توقيف الحرب يستوجب هزيمة الروس، وبوتين لا يتصور أي خسارة، ، وعندما يبدأ في الخسارة ، تزداد مخاطر التصعيد . فلا يزال يقول إن العملية الخاصة كانت ناجحة - في روسيا. وتعقد الوضع للغاية ا ، نضمه مناطق أوكرانيا ، لذلك لا يمكنه التراجع. وهذا، في وقت، يبدو أن النخب الروسية بدأت بالفعل في التفكير في كيفية ترك الحرب دون خسارة مدمرة.

يرى البعض أنه لا يجب الوصول إلى حد إدلال بوتين، بل اعتماد طريقة لحفظ ماء وجهه، وهذا أمر أضحى صعبا للغاية الآن. فما هو الشيء الذي يمكن أن يفسره على أنه انتصار يستحق مغادرة أوكرانيا؟

لقد أضحت الأمور أكثر تعقيدا من السابق لأن بوتين ذهب بعيدا، فهل سيكون مستعدا لخسارة القرم وعدم اللجوء إلى الأسلحة النووية؟ سيما وأنه كلما انتصرت أوكرانيا ، كلما ازدادت حسابات التصعيد من طرف بوتين. فحفظ ماء الوجه في هذه الحالة يعني معاقبة أوكرانيا على نجاحها في استعادة أراضيها، وإن تم ذلك فسيكون خيارًا سياسيًا ضارًا لاستقرار أوروبا ما بعد الحرب العدوانية على أوكرانيا.

إن الولايات المتحدة لديها مصالح حقيقية ولكنها محدودة ، وأن الناتو لديه مصالح حقيقية ومحدودة في أوكرانيا - أي المساعدة في تخفيف حدة العدوان الروسي لحماية جناح الناتو حتى لا تكون هناك قوة مفترسة جريئة على أعتابه ، وجاهزة لتلتهم المزيد من الأراضي. وقد نجح الناتو في هذا وفي استنزاف روسيا بشكل كبير ، وتقليص قدرتها بشكل كبير على تهديد الجناح الشرقي للحلف.
كل هذا مهم بالنسبة للغرب ، ومهم بالنسبة لأوكرانيا بالتأكيد. إن مصالح هذه الأطراف متداخلة ولكن متباينة في بعض الأحيان.

يرى البعض انه لا يتعين على الغرب التدخل مباشرة في أوكرانيا لكي تكسب أوكرانيا هذه الحرب. وحتى لو تجاوزت روسيا العتبة النووية ، سيظل الرد الصحيح - سواء من منظور عدم انتشار الأسلحة النووية أو من منظور دعم أوكرانيا - هو اعتماد الإجابة التي يقدمها الشعب الأوكراني والدفاع عليها. هذه هي الطريقة أيضا التي تقلل من فعالية "ورقة أو عملة الابتزاز النووي".

فما هو التقييم البارز لخطر استخدام الأسلحة النووية من قبل روسيا حاليا؟
يبدو أن المخاطر عالية، وقد توضح هذا عندما بدأ الروس يذيعون التكهن باستخدام أوكرانيا للقنبلة القذرة ، والذي يمكن استخدامه كذريعة لاستخدام سلاح نووي تكتيكي، وطلب الصين والهند للتو من مواطنيهما مغادرة أوكرانيا للتو ، زهو ما يوشي أن شيئًا ما سيحدث.

إن صمدت أوكرانيا في مسارها، وإن نجحت في طرد الروس من "دونباس" وبدأت تركز على شبه جزيرة القرم ، ستكون نقطة الخطر الأقصى بخصوص استخدام سلاح نووي تكتيكي. فروسيا تبدو اليوم "عدوا ضعيفا" لكن مع ترسانة نووية كبيرة، وهذا ما يقوي مخاطر أكبر في الصراع ، لأن هزيمة بوتين في أوكرانيا هي نهايته. إنه لن يقبل الهزيمة ، وإمكانية القيام بما لا يمكن تصوره سوف ترتفع.

بخصوص مواقف الصين والهند ، في هذا الصدد، تران أن أوكرانيا تنتمي إلى روسيا وهي جزء من روسيا بالنسبة لهما. وحتى إذا فرضت الصين والهند جميع العقوبات على روسيا ، فسيؤثر ذلك على الاقتصاد الروسي ، لكنه لن يؤثر على الأرجح في صنع القرار الروسي بشكل مباشر ، لأن هذا أمر داخلي بالنسبة لهما. إنهما تريدان فقط إنهاء الأمر بطريقة ما بنتيجة إيجابية لروسيا.

ومهما يكن ، سنظل نعيش في عالم تعتبر فيه الثورة النووية أهم حقيقة في العلاقات الدولية. وقد نعاين انتصار قوة غير نووية في حرب ضد قوة نووية ، وسيكون من الرائع، بالنسبة لقضية حظر انتشار الأسلحة النووية أن تكسب أوكرانيا هذه الحرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا