الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائف و اللا لطائف الطوائف

عصام محمد جميل مروة

2022 / 11 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


دائماً كانت نهاية الحروب تستند الى مضاعفات وبدايات لتذليل عقبات مَنْ يقف في وجه الحوار والتوصل الى نهاية سعيدة للمآسي المتجددة سواءً كانت عبر تصنيف الحروب ضرورة أم تكلف المجتمع تخلفاً يلاحق الأجيال التالية منذ القِدم .
دارت رحى الحرب الأهلية اللبنانية التي ذاع سيطها في منتصف العقد السابع من القرن الماضي ولماذا حددنا تاريخ "" 13- نيسان - افريل - 1975-"" ، ؟ والجواب قد يتضح متسللاً الى الذين يهمهم الأمر دون عناء او بحث حول الأسباب التي ادت الى إندلاع الحرب التي قُدِرت خسارتها الى ما يُزيد على نصف مليون لبناني ومقيم ، وتوزعت الخسائر البشرية ما بين ضحايا وجرحي واعتقال وترهيب وخطف وقتل وذبح على الهوية ، وليس معلوماً الى اللحظة حقيقة مؤكدة تطرحها لجنة متابعة وملاحقة فلول اطياف الذين ما تزال صورهم معلقة على جدران بيوت الفقراء والاغنياء معاً لأن الحرب عندما تستعر لا يُصبحُ شئنها تطيفاً لمن يجب تصفيتهِ او سجنه او اخفائهِ لدرجة التفاوض لاحقاً لقضم مكاسب اذا ما صارت الضرورات تُستباح للمبادلة المُقرفة والمُقززة للأبدان إنطلاقاً من فرض قانون شريعة الغاب بعد كل فرصة تلاقى حول انهاء الحرب .
لاحظنا سباقات ادراج ما ذا يعني ايقاف الحرب الاهلية اللبنانية في مدينة الطائف السعودية ، ورعاية ملكها حينها فهد ابن عبد العزيز إحتضان من تبقى من رواد المجلس النيابي اللبناني التي انتجتهُ انتخابات اخيرة عام 1972 قبل بداية الحرب فعلياً . تلقفت القيادة السعودية مسودات تلقتها من الجانب السوري ومن الجانب الجزائري ومن جانب الملك المغربي الحسن الثاني ، ومن إشارات الولايات المتحدة الامريكية ، ومن رسائل سفراء فرنسا ، حينها بعدما تم توصلت اللجنة غداة تقاريرها التسرع في جدية ضرورة ايقاف حمامات الدماء السائلة في لبنان !؟. على الاقل الحرب الأهلية بعد تقسيم ليس العاصمة وحدها ما بين شرقية وغربية ، بل تقسيم المجتمع بكل اطيافهِ وصولاً الى الجيش والأقتصاد والتعليم والرعاية الصحية في فسادٍ غير مسبوق ، وهناك ملاحظة خطيرة بقى سعر الصرف للعملة اللبنانية "" الليرة - 275 قرشاً - مقابل الدولار الواحد "" ، محافظة خلال وطيلة ايام الحروب وصولاً الى ما بعد طرد منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت ، وظل سعر العملة الوطنية سراً لا يمكن معرفتهِ الا اذا خمنا إن صيغة الحرب تتعلق بسباق وسياق تحديد نمو الاقتصاد الوطني المحلي ، وهناك اشارات معروفة ان لبنان يعتمد اولاً واخيراً على مدخرات مداخيل الدولة نتيجة الودائع المصرفية التي تصل يومياً من الإنتشار اللبناني الذي وصل الى كافة القارات منذ بداية رحلة الفرار والهروب جماعات وفرادى والسفر او التسفير الجماعي المفروض غداة تعسف الغرباء والأباطرة الذين كان طموحهم يُستند الى طوائف وتبعيات لبنانية .
اذان ، الصورة واضحة ولا تحتاج الى ضرورة وابعاد دراية في دراسة التاريخ المُذْل للطوائف وتحميلها كافة الإنحدار في مسئولياتها العوجاء وتنافسها مع بعضها البعض منذ حرب "" المعول ،والمساس ،والمقلاع، والحجر ،ايام المتصرفية "" ، التي فرضتها إمبراطورية "" الخازوق والسحل والإبادة للطوائف ولكل من يرفع صوتهِ وبارودتهِ من اجل التحرير من سلاطين وغول من يعتقد دون مواربة إنهُ يتوجب إماطة اللثام في تطوير وتضييق عملية ادارة الحروب لدواعى ذاتية مقتة وبشعة "" .
الطائفة المارونية تُعتبرُ سيدة النتاج الماسي لوجود لبنان الطبيعي المتوجب إحترام قوانينه وسننهِ المُشرعة ما بعد دولة لبنان الكبير الذي دبرتهُ فرنسا مع اعلى موقع للطائفة المارونية في لبنان وتحت رعايتها ومنحها رئاسة دولة لبنان الكبير ، للموارنة دون تنافس ، وليس كما يُقال ان الدستور عُرف وليس نصاً .
كما تعودنا رؤية الطائفة السنية التي إستمدت قواتها من بقايا تركيا وامبراطوريتها الفظيعة ، لكن الدور الطليعي للسنة في لبنان كان يتنقل ما بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية حسب مكانة الحالة الزمنية لمدى اوسع لنظرة تلك الدول في تواجدها على الساحة العربية مباشرة ما بعد إحتلال فلسطين ،
وايجاد الصهاينة في خاصرة دولنا الحالية .
كما لعلنا ندرس موقعاً جديداً للطائفة الشيعية التي كانت شبه مُغيبة عن الساحة اللبنانية غداة لبنان الكبير وما بعد تاريخ الاستقلال عام 1943 ، والمعلوم ان التركيبة الحالية للطوائف الكبرى الثلاثة الانفة الذكر لها مرجعيات محلية بلا تأثير ، والطائفة الشيعية اليوم تستمد خلاصات فوضويتها السياسية مع الحوزات العراقية لجزء من الطائفة ، ومع أخر للجمهورية الإيرانية الحديثة ما بعد عام 1979، وتبنيها تعويم ولاية الفقيه ،
كذلك من كبريات الطوائف المهمة على اكبر مفصل تاريخي في جبال لبنان الطائفة الدرزية التي تضطلع في تناسقها المذهبي مع دروز فلسطين وسوريا ، وإبتكار محلاً جديداً وقوياً على الساحة اللبنانية ، وهذا ما شعرنا بهِ منذ إعلان المفكر والفيلسوف الوطني الكبير كمال جنبلاط عندما صرح قائلاً ، الوطن ليس لواحدة من كبريات الطوائف بل لمن يسعى الى صهر حجمه مع البوتقة الوطنية الفاعلة دون الإستناد الى المحاصصة . والبقية من الطوائف التي يتجاوز اعدادها حسب التوزيع الديموغرافي يستند الى صياغة ضرورية منعاً للتجاوز ، فيسرع الجميع الى التحالفات الفاضحة على سبيل المثال وليس الحصر " الطائفية العلوية " والطائفة " البروتستانتية " يتم احتضانها أحياناً حسب طبيعة سير خطط الإنتخابات البالية !؟.
الطائف واللا لطائف الطوائف - هي اساساً و بلاء متجدد !؟. ومن الصعب التخلص من اثامهِ وجرمهِ وجرحهِ البالغ والنازف المستمر طِوال سنوات ما بعد إتفاق الطائف لأيقاف اصوات انفجارات القنابل في بيروت والمناطق الاخرى كانت دائماً اي الطوائف لها حجج في تمرسها حول كيفية تسلحها المعهود لأغراض فوضوية ،
منها الإحتلال الصهيوني وصولاً الى العاصمة تحت حجج طرد مشاغبة منظمة التحرير الفلسطينية عام 1982 ، وحينما أُستدعي الجيش السوري لحل المشاكل ودفاعاً عن دستور لبنان وعدم سقوط قصر بعبدا في مطلع عام 1976 . وتم منح حافظ الاسد خطة سير قيادة الدفة هناك .
كما رأينا الوجود الفلسطيني المؤثر الذي اججج لإستباحة استغلال العفن المذهبي والطائفي ايام صعود الاحزاب اليمينية اللبنانية في قولها الشهير انذاك يجب تنظيف لبنان من الغرباء مهما كانت الاساليب حتى لو ادت الى الاستعانة بالألة الصهيونية المحتلة وفرض عنف المجازر على غِرار صبرا وشاتيلا .
بعد ثلاثة وثلاثين عاماً إحتفلت الامس في قاعة الأونيسكو في بيروت ثلة غير نزيهة في إغراق المجتمع اللبناني مجدداً مقولة " اوعى خيك - لا غالب ولا مغلوب - ولا شرقية ولا غربية - ولا اسلامية ومسيحية - " . وهناك إرساء سياسة الحياد إعلاء الصوت مجددا لتطبيق قرارت نشر الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية مع إسرائيل " فلسطين المحتلة " ، وتجريد حزب الله من سلاحهِ المتمسك بهِ منذ شرائع وقوانين وميثاق الطائف ، وخيبته المؤلمة والموجعة والقابلة الى سعير العداء خاصة بعد نهاية عهد الجنرال الذي لم يُشارك في اعمال الطائف إلا لدواعى جميعنا نعرفها اذا ما قرأنا جيداً اسرار من يفتح الحوار واسرار من يوقع على القرار .
المطلوب نجدة ما تبقى من الشعب اللبناني دعماً للإنقاذ قبل فوات الاوان لأننا اليوم " أُوقعنا في آتون الجوع والفقر والسرقة والفساد " .
وكلنا ندرى من هُم .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 6 تشرين الثاني - نوفمبر / 2022 / ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل