الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افريقيا انقلابات العسكر و المواقف المتحولة

محمد الاغظف بوية

2022 / 11 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


يغير الافارقة حكامهم كما يغيرون ألبستهم ،فهم الاستثناء في هذا الكون، ولا غرابة في كون الافريقي مازال عالقا في براثين الجهل والعبثية والضعف السياسي والاقتصادي. وحالة التردي تصيبهم حتى في مواقفهم السياسية من القضايا التي تطرح عليهم.
إستحضار الافارقة دوليا لا يعني قوتهم ورمزيتهم، بل لانهم مجموعة ارقام فقط لا تغير ،بل تتغير هذه الارقام بحسب من يدفع أكثر.
سياسيا وفي اطار اشراكهم يبذل الافريقي الحاكم كل المجهودات لارضاء طرف ما مع الاستعداد للميل للطرف الاخر كلما دعت الضرورة لذلك.
من القصص التي تستحق الدراسة السياسية كظاهرة تعاني منها الدبلوماسية الافريقية مسألة تعدد الولاءات. يتغير الولاء دون دراسة مسبقة وفهم جديد وانما تحصيل حاصل. ومن يدفع أكثر يمكنه العبث بهذه الدبلوماسية المتصابية.
العبثية الدبلوماسية لم تعد تقتصر على البلدان الراسمالية او اللاعبين الكبار فلا جدوى من دعم تشاد لقضية ما. مادام قصر نجامينا مفتوحا امام عساكر مفتولي العضلات يمكنهم في اية لحظة احداث انقلاب مسلح. بل قد ينتشي بذلك وقس على ذلك دولا أخرى.
نهج الإنقلاب هو الأصوب في ظل عبثية وضبابية المشهد السياسي الأفريقي.
العساكر لا يحملون هموما للحالة المزرية ولن يهتموا بالتوازنات الداخلية ،ألهم الوحيد والمشترك بين عساكر أفريقيا هو الانقلاب ومن ثم بناء ولاءات جديدة تنبثق عنها علاقات لكنها وبكل بساطة تتغير حسب العرض والمنح والعطاء.
العسكر لايملك رؤية واضحة، وفي ظل غياب الوعي السياسي بأهمية بناء تحالفات حقيقية تنعش الاقتصاد وتعيد الثقة بين الشعب والحكام، ينصاع العساكر للتجاذبات الدولية التي تحيي فيهم البقاء في السلطة والحرص عليها، محاربين كل محاولات التغيير. ولذلك لن تجد حاكما عسكريا افريقيا يمجد الديمقراطية. فخطابه الوحيد يقوم على تمجيد الذات والنفخ فيها ولن يسمح لأين كان انتقاد سياساته أو رفضها.
خوفه على نفسه وهو مدرك ان غيابه إما بسبب موت مفاجئ او انقلاب رفيق له.
الوضعية في افريقيا تتطلب وقفات بعيدا عن التحامل والتعامل من عل.إذ القراءات الممجدة للحالة الافريقية مصدرها الغرب الذي يتبنى خطابا متسما تارة بالعنف ضد المنقلب سعيا من وراء المواجهة إرغام الحاكم الجديد على تقديم المزيد من التنازلات. ورفضه لذلك معناه سماع اصوات العودة للحكم المدني والمطالبة بالدمقرطة مع فرض عقوبات اقتصادية.وفي المرحلة الثانية أو الوجه الآخر للغرب التعاطي بلباقة مع المنقلب ، فالعسكر وان تغيرت رتبهم يبقى فيهم شيئا واحدا لا يتغير مع مرور الزمن عنوانه المحافظة على مصالح المستعمر السابق مهما كانت التكلفة.
الاعتماد على القوى الاستعمارية أخرج الافارقة من دائرة التحولات الكبري الجيوسياسية وعمق كره الانسان الافريقي لبلده. يجتاز البحار بحثا عن المنقذ والذي كان ومازال سببا لمعاناته.يفشل داخليا ليرتمي في احضان الاخر المتفرج على واقع يدرك تماما انه لن يتغير بسببه.

فما المطلوب اذن ؟
الدول التي تثق في العساكر حان الوقت لتنظر لقضاياها من زاوية سياسية تقطع مع استعطاف العساكر والسعي لكسب ودهم.
ننظر هنا لموقف كينيا مثلا من قضية الصحراء. عساكر بجبة الديمقراطية ينشرون المواقف ويعلنون عن رأي وينقضونه في لحظة .وفي لحظة انتشاء يصرحون ويبتسمون بعد ان ضمنوا عطاءات تشجعهم على السير على نفس المنوال ،ولاءات متقلبة ووفق العرض والطلب. لنتذكر دائما الافارقة العسكر وكيف يحكمون شعوبا مرضت وأتلفت.واغلب شبابها ضاع بين الممرات البحرية وفيافي الصحاري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو