الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هنيا لقادة دول التطبيع بعودة نتانياهو للحكم

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2022 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


أثبتت نتائج انتخابات " الكنيست " الإسرائيلي الأخيرة انحياز المجتمع الإسرائيلي وتأييده للأحزاب اليمينية الفاشية العنصرية الأكثر تطرفا؛ وكانت بمثابة رسالة واضحة للفلسطينيين والعرب عموما مفادها ان غالبية الإسرائيليين لا يريدون تسوية سياسية للنزاع، وان القوى السياسية المتطرفة التي أوصلوها للحكم ليست مهتمة بالعملية السلمية، وتؤمن بحسم الصراع مع الفلسطينيين والعرب لصالحا باتخاذ خطوات عملية تتمحور حول زيادة الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية على الفلسطينيين، والتمسك بالاحتلال وتهويد القدس، ومحاربة الوجود الفلسطيني في الضفة وأراضي ال 48 وغزة، وضم الضفة الغربية، وفرض نزع السلاح على المقاومة، واتخاذ خطوات عملية لإغلاق ملفات اللاجئين والقدس، ودفع المزيد من الدول العربية للتطبيع المجاني مع دولة الاحتلال وتحقيق رؤية نتنياهو للحل " السلام مقابل السلام"، أي استسلام عربي بدون مقابل!

وعلى الرغم من أن العديد من قادة الدول وبعض زعماء الجاليات اليهودية أعربوا عن قلقهم من عودة نتنياهو وشركائه للحكم، وإن بعض وسائل الاعلام الإسرائيلية ومن ضمنها صحيفة " هآرتس " اعتبرت نتائج الانتخابات كارثية لأنها أثبتت، كما ذكرت الصحيفة، أن دولة الاحتلال أصبحت أكثر تطرفا وخطورة خلال السنوات الأخيرة، إلا ان دول التطبيع العربية التزمت الصمت " والصمت علامة الرضا "، وأعلن بعضها كالبحرين والامارات استعدادهما للعمل مع حكومة يرأسها نتنياهو، ويشارك فيها إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش اللذان لا يخفيان حقدهما واحتقارهما للعرب والمسلمين، ورغبتهما بطرد الفلسطينيين شرقا وإقامة " الوطن البديل" في الأردن!

لا شك أن إسرائيل نجحت في استخدام اتفاق "أوسلو " لتكريس الاحتلال والتوسع الاستيطاني وتطبيع علاقاتها مع بعض الحكام العرب؛ لكنها فشلت فشلا ذريعا في التطبيع وتحقيق السلام مع شعوبهم، وستخيب آمالهم بالتخلي عنهم وعن أنظمتهم عندما تتطلب مصالحها ذلك. ولهذا نقول للفلسطينيين الذين ما زالوا يراهنون على أوهام السلام عودوا لرشدكم، ووحدوا صفوفكم، وأوقفوا التنسيق الأمني، واعملوا على دعم وشمولية واستمرار المقاومة.

ونقول أيضا لدول وحكام التطبيع ان الشعب الإسرائيلي الذي اختار غلاة الصهاينة ليحكموه يزداد تطرفا يوما بعد يوم، ويرفض حل الدولتين وتحقيق السلام على الرغم من اعترافكم بوجوده وفتح حدود دولكم له، وإقامة علاقات متشعبة مع دولته، مما يعني ببساطة أن سلامكم الذي رفضته شعوبكم لم ولن يساعد دولكم اقتصاديا وسياسيا وأمنيا كما تخيلتم، ولن يؤدي إلا لمزيد من الصلف والعدوانية الصهيونية والظلم للشعب الفلسطيني.

الشعوب العربية هي التي تحمي أوطانها وحكامها الذين يرفضون الرضوخ للإرادة الصهيونية، ويحكمون بالعدل والمساواة، ويحترمون حقها في الحرية والمشاركة في الحكم، ويوفرون لها فرص العمل والحياة الكريمة الآمنة. ولهذا فإننا نقدم التهاني لقادة دول التطبيع بعودة نتنياهو واليمين الأكثر تطرفا لحكم دولة الاحتلال، ونأمل أن تساهم هذه العودة في تغيير أنظمتهم، وتعجل في لم الشمل الفلسطيني، ودعم المقاومة وتحويلها إلى مقاومة فلسطينية عربية عابرة للحدود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا