الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آيات تشرينيه: نهاية الغرب؟/ 4

عبدالامير الركابي

2022 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


تسنى للغرب مع الالة والثورة الصناعية الحديثة، تكريس مفاهيم من غير جنس او طبيعة التحول الحاصل، فكان بالاحرى واقعا تحت اسر مفاهيم ومنطلقات وعي عائدة الى الماضي، والى طور من التاريخ المجتمعي، لاعلاقة له بما هو حاصل فعلا اليوم، وبهذا فقد تظافرت اسباب متناقضه، جعلت العالم يمر بفترة من تاريخه غير مسبوقة من حيث مستوى الايهامية الحالة على العقل البشري، ولايمكن بالطبع التغافل عن اثر المنجز الهائل الذي اضطلع به الغرب على المستويات المختلفة، الامر الذي هو في النوع والحصيله منجز متقدم، والاعلى بالقياس لممكنات نوع او نمط من المجتمعية، هي المجتمعية الارضية وقد بلغت منتهى وقمة مايمكنها بلوغه، مع الاخذ بالاعتبار كونها بالاساس وكنموذج، غالبة نوعا، وكاسحة كنمط على مستوى المعمورة.
هذا الوضع جعل الاليات المستجدة تعمل باتجاه، والنظر اليها، وطرق التعامل معها ومعالجتها باتجاه غير متلائم، ولامتناسب مع طبيعتها، وكمثال فان الغرب تعامل مع الاله على انها انقلابية انتاجية ارضوية، من ذات نوع ماسبقها، مع القفزه الكبرى في نوع وحجم المنتجية المواكبه، ذلك بينما كانت الالة تسير باتجاه اخر مختلف كليا،، فهي اذ تنبجس فانها توميء الى انتهاء الانتاجية الجسدية الحاجاتيه، وهي ذاتها غير ثابته نوعا وشكلا وعملا، بل خاضعه لاليات تحول تنقل فعلها، من التصنيعية الاولى الالية الدنيا، الى التكنولوجية، وصولا الى التكنولوجيا العليا، التي تقترب اليوم من الحلول محل التكنولوجيا الحالية.
ضمن مسار كهذا يكون نوع الاجتماع الاحادي قد صار على مشارف الانتهاء، وبينما يكون الغرب لاسباب وجيهة قد ظل يعتقد بابديته، ومناعته المتزايده، وتلك كانت بالاحرى وفي حينه نظرته لذاته آنيا اليوم اكثر من اي وقت مضى. كانت وسيلة الانتاج الجديده، ذاهبه قدما لحد التفارق، بين نوع المجتمعية البيئية اليدوية كما كانت قد وجدت اصلا، و نوع فعالية الوسيله الجديده المتحورة، وصولا الى الاختلال الاقصى، والى انتهاء آليات الصلاحية المجتمعية، وبالذات منها المجتمعية الارضوية الاحادية، هذا في الوقت الذي يظل الغرب ومعه العالم مثلا معتقدا بالاصطراعية الطبقية، وبالطبقات، والاهم والاخطر بوحدانية النموذج المجتمعي، وهنا تكمن اهم واخطر مناحي القصورية الغربية الفاصلة، ومع مايعمد الغرب لاثارته بتباه عن اكتشافه المتاخر لاخر العلوم، " علم الاجتماع"، الا انه يظل بالاخرى خارج نطاقه، عاجزا عن اجتياز اخطر موضوعاته التي لاعلم اجتماع يمكن اعتماده من دونها: الازدواج، وثنائية النمطية المجتمعية، ومايتولد عنهما ويترتب عليهما من اليات تفاعليه ونتائج.
ويترتب على هذه الناحية القصورية الكبرى، توليف حزمة من المفاهيم تتناسب والاحادية والوقوف خلف الحد الفاصل بين الارضوية واللاارضوية، حيث تقع التوهمية الاساس عن الوجود والتاريخ ومساراته، وعن حقيقة الكائن البشري ومالات ومنتهيات وجوده على الكوكب الارضي، ليجري تركيب مفهوم من نوع "الحضاروية "، و "المدنيه"، كاغراض عليا تلحق بمنجز اللحظة الحداثية المتحققه، وتزيد في تكريسها، ومن بين مايعمد الغرب لتكريسه لجهة تاكيد خاصية الابدية والاستمرارية التي لانهاية لها، القول بالاصطراع الطبقي واحتداميته، الامر الذي تساهم اللحظة الالية الابتداء في تعزيزه، في الوقت الذي تكون هي واقعا قد انهته، فالالة عنصر من خارج البنية الطبقية، منفصلة عنها، ومن غير نوعها، تظهر بنتيجة انحباس الاصطراع كعنصر ثالث، ماان يظهر حتى تتغير الاليات المجتمعية، وتتعرض المجتمعية البيئية، والوحدة القائمة حتى حينه بين الكائن البشري والطبيعه، الى انقلابية ونوع ضغط يخلخل لابعد حد تفاعليتهاالداخلية الطبيعيهت .
وقتها تنتهي الطبقات والصراع الطبقي، وان هي لاتزول فالبرجوازية تبقى لابصفتها ك " طبقة" وكذلك "العمال" الذين هم عنصر مستجد، البرجوازيه يصير همها العمل على تغيير المجتمعية بالوسيلة المستجدة الهائلة الفعل، والمجتمعات تقاوم فعل العامل الجديد الحاسم الاثر لندخل من يومها زمن التفاعلية الاصطراعية بين الالة من جهه، والمجتمعية كما كانت وصارت عبر الاف السنين من التشكل البيئي اليدوي، مايفضي في الحصيله لنتائج تلقي باثرها على الطرفين، تتغير الاله بموجبها من صيغتها الاولى الملائمه للمصنعية، الى الحالة الثانيه الوسطية، التكنولوجية الحالية، قبل القفزة النهائية مافوق المجتمعية الارضوية، حيث ينتهي ساعتها التوافق الانتاجوي الحاجاتي، مع الوسيلة الانتاجية التي ترتقي لتتحول الى "وسيلة انتاج عقلي لاارضوي".
خلال هذا الطور من الاصطراعية التحولية، تشهد المجتمعية اخطر واقسى اشكال التدمير، بالاخص في الجانب البيئي الحيوي الاساس، كما يلحق بالكائن البشري نفسه مايخرجه من نطاق سويته ككائن مزدوج كينونة، مع المزيد من التركيز على جعله كائنا من "بعد واحد"، حيث تتكرس الاحتدامية الاصطراعية الافنائية، ووقتها يدخل العالم اشتراطات التازم الاكبر الانقلابي، وتاخذ بالتداعي كل البنى المقامة على التوهمية الحداثوية، ومنها الدول، والانتاجية وكافة مرتكزات تسيير الشان الاجتماعي وتنظيمه، الامر الذي يترافق مع تزايد الانفصال، بين وسيلة الانتاج، وشروط الانتاج، بينما يختل متجها للاختفاء، الوهم الاكبر الذي تعرف المجتمعية بموجبه باعتبارها ( تجمع + انتاج الغذا ء) اي المجتمعية الحاجاتيه الجسدية.
ووقتها تنقلب كليا، وسائل ومقتضيات استمرار المجتمعية، فيحتل الوعي موقع العامل الحاسم، وفي حين تصبح الايهامية الغربية بكل مايتعلق بها، وبمنظورها للوجود، واشكال تنظيمه، مصدرا للخطر الاكبر المسبب لاحتمالية الوقوع في الفنائية، فلا يبقى امام الشبرية الا الالتفات الى الصوت التحولي المخبوء والممنوع من الظهور، من بداية المجتمعات حتى الساعه، صوت المجتمعية الفوق ارضية، الذاهبة الى الاكوان العليا، والداله على اللحظة او على البدء الثاني الانتقالي الاعظم، من النجتمعية الجسدية الحاجاتيه، الى المجتمعية العقلية التي غدت اليوم مع توفر وسيلتها الغائبه، هي النوع المجتمعي السائر للغلبة على مستوى المعمورة، بينما تكون المجتمعات الاحادية كلها قد اوغلت في التازم الافنائي.
وقتها يقع اكبر احتدام عرفه التاريخ، مع ثقل المترسخ الهائل في العقل البشري، وتوهميته العظمى، بالاخص منها تلك التي كرسها الغرب مؤخرا، واحتمالية انبثاق المدخر المخبوء غير المكشوف عنه النقاب، مع مايتضمنه من ركائز الحقيقةالكبرى المجتمعية الوجودية الضائعه، وبينما تنتقل ارض الرافدين من كونها ـ كما قيل ويقال بشانها "مهد الحضارة" ـ الى مكمن الحقيقة المجتمعية الازدواجية اللاارضوية، وقد صار نطقها بعد طول احتباسه، وغلبة الاحاديات ومنظورها، ليس من نوع الاشارة الى حقيقة "علمية" وحسب، بل الى مراجعه حيوية وضرورة شاملة لاستمرار للحياة البشرية المجتمعية، ذلك بحكم كون القصور العقلي الراهن، يتحول وقتها، ومع تعاظم التازم المجتمعي الشامل ،من كونه مجرد قصور اعقالي، الى عامل اساس، وسبب اكبر، لايمكن للحياة ان تستقيم، وتمتلك اسباب استمراريتها متجاوزة تازمها المريع، الا بتجاوزه والتخلص من وطاته القثاتله، الامر الذي يحقق في لحظته، الضرورة التفاعلية، بين وسيلة الانتاج الجديدة المتولدة عن قمة تطورالالة، اي "التكنولوجيا العليا"، والوعي التحولي الازدواجي المدخر،غير المقارب الى الساعة.
كما فعلت الارض الاولى الاساس عند الابتداء على الصعد الوجودية، وعلى مستوى اعقال الحياة والكون، عدا تداخل المنجزية المزدوجة السماوية الارضية، وكما اعطت البشرية اسباب الازدواج اللازم لاستمرار الحياة، خارج الاحادية المتعارضة مع الكينونة البشرية، سوف تنهض اليوم وقد ان الاوان، والح لدرجة هي الاقصى، لكي تقدم لسكان الارض ماهم بامس الحاجة اليه اليوم ومن هنا فصاعدا كما كان الامر فيما سبق مع الهواء والماء، لكي يواصلوا رحلتهم، بعدما ان اوان انتهاء طورها الارضوي، ولم يعد الماء والهواء ضرورة، مادامت الجسدية اخذة بالزوال.
انتهى الغرب، ونحن اليوم بانتظار "قرآن العراق"، الذي سيلاقي مالا يمكن تخيله من اشكال الرفض والاعراض، والغل الاسود المشحون بكل موروثات الجسدية الحاجاتيه وضيقها الاعقالي الغبي، مع اصولها الحيوانيه العالقة بالكائن "الانسايوان" ماتزال، قبل ان ينتهي امد حضورها الوشيك، وتحل وثبة العقل، فيذهب نحو استقلاله وتحرره من وطاتها الطويلة، مغادرا الكوكب الارضي، الى الاكوان الاخرى غير المرئية ، كما كان مقررا له بالاصل ويوم وجد، ليواصل رحلته المتعثرة الطويله قبل بلوغها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه