الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العولمة العلمية بين العلم والدين

مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)

2022 / 11 / 8
العولمة وتطورات العالم المعاصر


أثرت العولمة فى العلم كثيرا حيث ساهمت فى تدويل العلم بطريقة غير مسبوقة وساهمت كذلك فى سرعة انتشار الدراسات والبحوث العلمية والاتصالات والتعاون بين الجامعات والباحثين حول العالم ، أما التقدم الأعظم فكان فى تطوير الأجهزة العلمية والتكنولوجية غير المسبوق منذ مطلع التسعينيات. إن تطور الأجهزة العلمية التكنولوجية واتساع الابتكارات العلمية عبر تعاون علماء العالم ومبتكريه باستخدام أدوات العولمة مثل الانترنت ساهم كثيرا فى تطوير العلوم التطبيقية مثل الطب والهندسة والزراعة والفضاء وغير ذلك من العلوم ، بل وحاد كثيرا بالعلوم البحتة لتتحول إلى النظرة التطبيقية للعلم بدلا من النظرة العلوية والتأويلات الفوقية مثلما فعلت نظريات القرن التاسع عشر بما فيها نظرية التطور القديمة والنظرية الذرية القديمة وحتى النسبية ونظرية الكم وغيرها . إن العولمة بتطورها وسرعة انتشار بحوثها وأجهزتها أفادت البشرية كثيرا فى إيجاد حلول للأمراض وتشخيصها وعلاجها وكذلك تطوير الزراعة والصناعة والهندسة والصيدلة والنقل بتبادل الأفكار والإبداعات حول العالم وظهر ذلك بوضوح فى مجابهة جائحة كورونا التى لو جاءت فى عصر سابق لقتلت معها مئات الملايين من البشر وأصابت على الأقل ثلث سكان العالم كما فعلت الإنفلوانزا الأسبانية عام 1918 وكما فعلت من قبلها الكوليرا.
بعض النظريات العلمية لاقت شهرة ليس لطبيعتها العلمية فقط بل لإنها أثارت رجال الدين ومعارضيهم مثل نظرية التطور التى تطورت هى نفسها لتصل إلى مرحلة الدراسات الجينية فهدمت الكثير من آراء النظرية القديمة لداروين ولكن علماء الدين يحاولون إدخالها فى أمور الخلق وهى غير معنية بذلك لإنها نظرية علمية يمكن أن يتم هدمها بعد سنوات لتحل محلها نظرية أخرى. الغريب أن هناك نظريات مؤثرة اخرى لم تأخذ نفس الجدال مثل النظرية النسبية والنظرية الذرية ونظرية الكم وغيرهم من النظريات التى تناقض الدين أيضا حيث أن كل النظريات العلمية لا تهمها أمور الأديان وما وراء الطبيعة لذلك فهى لم تجد أى أثر للروح ولا ما وراء الطبيعة فى مكونات الذرة المتناهية فى الصغر، بل إن طبيعة العلم الحديث تسعى إلى تفسير كل أفكارنا بطريقة علمية حتى تأثير الفكر والعاطفة – وكذلك المعتقدات- يتم النظر إليه من حيث طبيعة حركة خلايا المخ الكيميائية والعصبية وكيفية التخزين والاستعادة للمعلومات والذكريات والعواطف لذلك ظهرت الأدوية التى تساهم فى تقليل الاكتئاب وعلاج الكثير من الأمراض النفسية والعصبية والمواد المخدرة والمنبهة.
إن النظريات العلمية فى عصر العولمة أصبحت تعتمد على الأجهزة العلمية التى تقدمت كثيرا وعلى القياسات التى لم تكن متاحة من قبل وأصبحت معظم الدراسات والنظريات العلمية لها مغزى اقتصادى نفعى قبل المغزى العلمى فتحولت نظريات البيولوجيا والبيولوجيا الجزيئية إلى الاستخدامات الطبية والصحية وتحولت النظرية الذرية إلى استخدامات الطاقة النووية والطاقة النظيفة وتحولت النسبية إلى استخدامات غزو الفضاء ، فالعالم الذى حصل على نوبل الطب والبيولوجيا لم يأت لدحض او تأييد نظرية التطور القديمة بل جاءت أبحاثه لدراسة تطور مناعة الإنسان قديما وكيف تغيرت عبر التطور فى كائنات شبيهة الانسان وبالتالى فهو لم يتطرق إلى الكائنات الأخرى التى تطورت ولا التى لم تتطور كثيرا مثل التماسيح .
إن العلم لم يصل إلى الآن إلى وجود إنسان أو كائنات حية على مدد النظر التلسكوبى لملايين السنين الضوئية وأيضا لم يجد السماوات والجنة والنار بمفهومها حسب الديانات السماوية ، ولكن لإن العلم محايد فهو أيضا لا يستطيع نفى وجود كائنات أخرى وعوالم أخرى لاتساع الفضاء وقلة دقة الأجهزة العلمية المتاحة حاليا والتى ربما تتطور كثيرا بعد قرون ، فالأجهزة والتلسكوبات الموجودة حاليا لا تستطيع رصد أى شئ فى الفضاء البعيد بدقة بل تعتمد كثيرا على برامج كمبيوتر تعيد تجميع الصور وتفسيرها لإن الرصد يكون من خلال أشعة ولربما بعد عدة عقود وقرون ومع انتقال الإنسان إلى الفضاء واستعماره تستطيع الأجهزة بذاتها القيام بالتصوير الحقيقى ومعرفة العالم بصورة أفضل من الآن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟