الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الريح والثلج

مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)

2022 / 11 / 9
الادب والفن


أراد الثلج أن يعيد بعضه الحميم الذي أذيب، وتحوّل إلى جداول ماء هاربة، ثم، توحدّت، وأصبحت نهرا راقصا، يتبختر في جريانه بين السهول، والوديان فاستعان الثلج بضفتي النهر نفسه يطلب مساعدتهما، بعد أن رفضت الجداول ذلك. تعرجتا الضفتين وقامتا بإطالة الطريق على النهر ولكن دون فائدة، فاستمر النهر في جريانه، وأصبح شلالا قوّيا. طرد الثلج ضفتي النهر من خدمته، وطلب مساعدة الشلال السريع الخالي من الضفاف، فلم يقدر الشلال أن يقدم للثلج غير هديره، وكان الماء دائما يفلت منه ويصبّ في البحيرة، رجا الثلج البحيرة بإرجاع ماءه إليه فقد كان بالأصل ثلجا عزيزا عليه وجزء منه، ولكن كلّ ما قدرت عليه البحيرة هو حجز الماء لبعض الوقت حتى فاضت المياه. يأس الثلج، وكمحاولة أخيرة طرق باب الريح، وتوسل أن تعيد إليه ثلجه الذي سرقته الشمس منه، فقالت له الريح:
"سأرى ما يمكنني أن افعله من أجلك يا صديقي"، وفي بداية أربعانية الصيف توقفت الرياح عن الحركة، فأصبحت حرارة الشمس لا تطاق، وتبخر البعض من ماء البحيرة، ثم تشكلت الغيوم، وبعدها دفعتها الريح شمالا حتى تكدست تلك الغيوم على بعضها البعض، وفي ليلة باردة من ليالي أربعانية الشتاء سكنت الرياح تماما، فتساقط الثلج بغزارة، وهكذا استرجع الثلج الجزء العزيز المسروق منه.
إلى الآن، المنافسة جارية بين الشمس، وهي تأخذ من الثلج بعضه، وبين الريح وهي تعيد للثلج ثلجه المسروق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا