الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اَلْقَمَرُ آلدَّامِي

عبد الله خطوري

2022 / 11 / 9
الادب والفن


كانت الأضواء متوهجة في أفق بلا أفق تشابكت فيه الأبعاد بما رحبت، وآختلط السطح بما سَمَاهُ من فضاء في الفضاء..ظلت كذلك تشق غَرابيبَ ليلتنا المظلمة..في مكانها رابضة جعلَتْ ترتعش تذهب تجيئ تعلو تنحدر تتراقص تتلولب تتموج في كتل مجموعة ومتفرقة.كنا نتناجى نتهامس بصمت نتلصص نسرق لحظات بحجم الجبال في ثقلها ووقعها على النفوس..فكرتُ في الهرب، لكن شيئا ما كالسر كاللغز الخفي كالدم الساري في العروق كَبَّلَني بطوق ثقيل لذيذ.أحسست بسكينة وغبطة غير عاديتيْن تشبه خدر الوسن..وإذا بالمقابر كلها دُرَرُ لُجَيْنٍ ولآلئُ لُمَّع وجُمانُ أرجوانٍ تفتح أبوابها بحدب لِمَنْ يروم الدخول والخروج بأمان وسلام دون آستئذان..سيان.. وإذا بالجرم آلجبار يبزغ أحمرَ جلنارَ داميا أصفرَ مشرقا ريانا عملاقا يدنو حثيثا يقترب من شهقاتنا وأفواهنا المفتوحة يلوح واضحا جليا قريبا جدا من مَرْجنا الأخضر المُحَلّى بذبذبات تمرق مُشعة تنزل من سموقها كأكوام عهن بتؤدة بهدوء بفتور..لكن، أين كان هذا الجسم الجبار قبل هذا الوقت؟لِمَ آحتجابه مادام جرمه بمثل هذا الهول وهذا القرب في مداره حولنا؟ما عدتُ أفهم شيئا..ما عدت أدرك ما يقع.. كانت السماء في مداها السحيق صافية بلا سحب وآلااااف النجوم تومض من قريب وبعيد تَسُوحُ بحرية برشاقة، ومنها ما يعبر خاطفا كالبرق آلخُلَّبِ ومنها ما يتحرك بسلاسة ومنها ما يتلألأ في مكان واحد لا يبرحه..وصمت عجيب لا تشوبه شائبة..لا حَسيسَ نار يطقطق حطبُها المتقدُ، لاهزيمَ رعود، لا عواءَ كلاب في المدشر، لا نعيبَ غربان، لا صرصرةَ بُزاة إيسْغِي (١) في الآفاق القفار..حتى غيالم الليل وضفادع آلقيعان آختفى نقيقها القارع، حتى صراصير الفلوات كف لجبُها عن إصدار معزوفاته الجماعية المعهودة..وحدها المطارق في رأسي تدق تدق.. وهواجسي تتوالد تكبر والذي يقع حولي لا يعلمه أحد...وظللت مسجى بهذا البهاء المنور في حفرتي مدثرا في دثاري الأبيض الشفاف حتى آخر الليل بهيئة جنين تلامس صدره ركبتاه مستسلما للصور تريني أشياءها السحرية الرائقة..كانوا ينزلون يصعدون يتسللون يتحركون يعلنون حضورهم آمْ إيتران(٢) نراهم ولا نُرَى..غَدَوْنا مثلهم لا يُكشَفُ سرُّنا..صرنا أرواحا طافية شفافة يصفو وَجيبُ بدنها يغدو خفيفا كثيفا يسوح يطير..تراجع آلتوجس، اِبتعد الخوف، انحسر الترقب الأهوكُ وآنسابت الوساوس العمياء بعيدا سحيقا؛ وإذا بي منتشيا..أبصرُ أبصرُ أبصــرُ...


_إشارات:

١_إيسْغي:طيور جارحة
٢_آمْ إيترانْ:مثل النجوم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب


.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا




.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم