الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكم أشباحكم ولنا أشباحنا

سعيد مبشور

2022 / 11 / 9
كتابات ساخرة


مر عيد الهالوين الذي يحتفي فيه الأمريكيون ومعهم بعض الشعوب الأنجلوسكسونية بالموت، ويقلدهم الكثير من شعوب الأرض، فيمارسون طقوسا يختلط فيها الدين بالخرافة بالأسطورة لحماية أنفسهم من الأشباح ولو عن طريق فانوس جاك البخيل الشخصية الإيرلندية التي خدعت الشيطان، وهو الفانوس الذي تحول إلى يقطين "ݣرعة" مضيء لإخافة الأشباح الشريرة.
في بلادنا، أشباح من نوع آخر، لا علاقة لهم بدين ولا أسطورة، ويستحقون أن ننصب لهم الخيام و "الوثاقات" المزركشة، احتفالا بوجودهم الدائم بيننا، ما دامت أشباحنا لا تخيفها لا "ݣرعة" دكالة، ولا تمور "المجهول".
وأشهر أشباحنا المخيفة، الموظفون الأشباح، الذين يصل عددهم بحسب تصريح رسمي سابق لنجيب بوليف أيام كان وزيرا إلى 80 ألف موظف شبح، منهم 2400 شبح في بلدية الرباط لوحدها بحسب إفادة أسماء اغلالو، يتقاضون أجورهم من المال العام، من رزق الشعب المغربي الذي لا يعلم لماذا يتقاضى هؤلاء الأشباح كل هذه المبالغ، علما بأننا شعب مؤمن جدا بطقوس طرد الشياطين والأرواح الشريرة، واللجوء إلى الرقاة لإعادة أشباح الجن إلى عالمهم السفلي، لكن يبدو على أن الإدارة المغربية بقضها وقضيضها غير قادرة على طرد أشباحها، وعليها ربما الاستعانة بصاحبنا "مكي الصخيرات" أو "الحضرة الݣناوية" لطرد ناهبي "الريالات" ديال الشعب.
العجيب في قضية الأشباح أنها توجد حتى في الحكومة، حيث بعض الوزراء والمسؤولين لا نكاد نجد ريحهم، ولا يراهم منا أحد، ولا أثر لمنجزاتهم إلا في التلفزيون، حيث الحكومة "دايرا حالة" في البلاد من الإنجازات والمشاريع، بينما في الواقع هم لا يروننا إلا من الزجاج المدخن لسيارات "الشبح" التي يركبونها.
أضيف إلى الأشباح السالفة الذكر أحزابنا العتيدة التي لا يظهر مرشحوها بقدرة قادر إلا كل أربع او خمس سنوات بمناسبة الانتخابات، حيث يفاجأ بهم المواطنون في الطرقات، ينصتون خلالها
إلى وعودهم وبرامجهم التي تتبخر كما يتبخرون بعد انقضاء الحملة، وهو أمر طبيعي، فالأشباح عندما تختفي، تختفي معها كل متعلقاتها، ولا تعود إلا في أحلام البسطاء الذين تنطلي عليهم همزات المرشحين ونفثهم وغمزهم، في الوقت الذي يظل فيه أبناء الشعب "مشبحين" في الشوارع بفعل قلة ما يدار.
وفي عز الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر منها البلاد، يحتاج الشعب لمسؤوليه ليفكوا عنه عزلة الفقر والغلاء, فلا يكاد يسمع لهم ركزا، هؤلا المسؤولون المطالبون اليوم بالخروج من عالمهم السفلي، وإيجاد الحلول الكفيلة بضمان العيش الكريم للمواطن اليومي المسحوق بقساوة الظرفية.
لكن، ولكونهم أشباحا، ربما علينا لاستحضار ارواحهم، أن نسمي لهم عيدا على غرار الهالوين، أقترح له اسم عيد "هوما فين".. نحتفل فيه بطقوس جماعية نتساءل فيها بصوت واحد "هوما فين هوما فين .. الأشباح المسؤولين" ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??