الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصدد التجنيد الالزامي

صوت الانتفاضة

2022 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


من أشهر التعريفات للدولة انها "قوة منظمة لفرض سيطرة طبقة على طبقة أخرى"، هذه السيطرة لا يمكن فرضها وتحقيقها الا بوجود ما يسمى "الة الدولة"، وهذه الالة تتمثل بالجيش والشرطة، وبقية الأجهزة القامعة، فالوظيفة الرئيسية والاساسية للدولة هي القمع والاضطهاد، ولا يمكن ان توجد "دولة" دون وجود "ألتها" القمعية، فهي القوة الوحيدة التي من المفترض ان تحتكر ممارسة العنف.

حكومة السوداني الإسلامية الميليشياتية المتطرفة نزلت الى الملعب بقوة، فقد ارادت ان تلفت الانتباه لها بمجموعة قرارات وتصريحات، جلها تافهة، وقد نجحت في ذلك الى حد ما، وصارت حديث الناس؛ وزيرة الاتصالات الإسلامية المحجبة تعلن عن حجب "المواقع الإباحية"، وهو قرار اسخف من الوزيرة ذاتها؛ وزير التعليم "العصائبي" يعلن عن فصل "الذكور عن الاناث" في الجامعات، ومراقبة ملابس الطالبات؛ اما زعيم هذه الطغمة الوزارية فأنه يقوم بعزل مجموعة مدراء ومسؤولين، وبعد يوم واحد يرجعهم الى مناصبهم، ثم يقترح سبعة نقاط-سحرية- للنهوض بالبلد، وكل نقطة اسخف من الأخرى، وأخيرا يعلن عن توليه "من موقع ادنى" منصب "مدير جهاز المخابرات"، والذي يسمع بهذا المنصب يتخيل انه جهاز "السي آي أي". اما أكثر القضايا التي اثارت عاصفة من ردود الأفعال هي قضية "التجنيد الالزامي" او ما تسمى ب "خدمة العلم".

صبي العملية السياسية، البدوي "الحلبوسي" يعلن "المضي بتشريع قانون العلم"، وكالعادة فانه يجد له مبررات لتشريعه، فهو يقول ان هذا القانون: "يضمن اعداد جيل من الشباب أكثر قدرة على مواجهة الحياة، ملم بالحقوق والواجبات، ومتحفز لحفظ الدولة وسيادتها، ويسهم في تعزيز منظومة القيم والأخلاق والانضباط والالتزام بالهوية الوطنية". اما يحيى رسول، المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، فأنه يقول: "العراق بحاجة للخدمة الإلزامية، فعندما يتعرض الوطن لخطر خارجي يجب ان تكون هناك قوات احتياط لدرء الخطر وبناء الروح الوطنية وصناعة الرجال".

مبررات قذرة جدا ومضحكة في ذات الوقت؛ الحلبوسي ورسول وباقي شلة الحكم الإسلامية النهابة لا تخجل ابدا من أحاديث كهذه، والا فما معنى "مواجهة الحياة"؟ كيف يواجه الحياة من كان معطلا عن العمل؟ من نٌهبت ثروات بلاده؟ من سٌرقت أحلامه ومستقبله؟ ثم ما معنى "يتعرض الوطن لخطر خارجي"؟ مدفعية ومسيرات الحرس الثوري تقصف ليل نهار مناطق إقليم كٌردستان، وطائرات اف 16 التركية أيضا تقصف، وكل الاعلام يصف الحكومة الجديدة بأنها "الموالية لإيران"، فعن أي خطر يتحدث هذا المعتوه؟ وما معنى "صناعة الرجال"؟ ما هذه الذكورية القبيحة التي ترددها سلطة الإسلاميين الظلامية القروسطية؟

لكن الحلبوسي يكشف حقيقة محددة في تغريدته، فهو يقول: "متحفز لحفظ الدولة"، انه بحاجة لتقوية الة الدولة بالمزيد من الجيوش "لحفظ الدولة"، فنظرة بسيطة على واقع هذه الالة يؤكد بوضوح ما ذهب اليه الحلبوسي؛ فهناك بحدود 350 الف جندي تابع لوزارة الدفاع، اما قوات "جهاز مكافحة الإرهاب، الحشد الشعبي" فهذه القوات خارج الوزارة، وهناك بحدود ال 650 الف شرطي تابع لوزارة الداخلية، فضلا عن قوات تابعة لجهاز المخابرات، والالاف من عناصر الامن الوطني، وقوات مكافحة الشغب، والوية حماية المنطقة الخضراء، والحمايات الخاصة"، ولا ننسى ابدا جيوش الميليشيات، كل هذه القوى، والتي تٌصرف عليها المليارات من الدولارات سنويا هي لاجل "حفظ الدولة"، والحلبوسي يطالب بالمزيد، انه يريد عسكرة المجتمع بالكامل ل "حفظ الدولة"، دولتهم الإسلامية القبيحة، حتى يتسنى لهم المزيد من النهب والسرقة، وليست كما يقول "تعزيز منظومة القيم والأخلاق"، فالجيش ليس مؤسسة تربوية، انه قوة قامعة لا اكثر او اقل.

ان السكوت على مشاريع قوانين فاشية كهذه هو كمثل الذهاب الى عمق الهاوية، فهذا القانون سيطيل من عمر سلطة قوى الإسلام السياسي، فهو سيضيف "لالتهم" المزيد من قوى القمع والاضطهاد، فيجب الوقوف بحزم وبكل الطرق لأفشال هذه القوانين.
#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت