الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التأريخ: يصنع الحاضر والمستقبل معا

مزهر جبر الساعدي

2022 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


التاريخ بالإضافة الى دروسه؛ يصنع الحاضر ويلقي بعوامله.. لصناعة المستقبل.. في لحظة الحاضر الذي اكون في لحظته هذه، يصبح ماضيا، وتلقي تلك اللحظة بظلالها على المستقبل.. الماضي مسؤول عن صناعة الحاضر والحاضر بدوره يصنع المستقبل...كل امة لها خصوصيتها التي صنعها التاريخ الموغل في القدم.. لذا فان مجموع القيم وما إليها تشكل روح الامة اي امة حضارية.. اي تشكل زخم معنوي في الفعل والحركة لجهة السمات والمميزات والصفات وانتاج التحَول.. محاولة ازالة هذه القيم.. والروح.. هو اعتداء واستلاب ...هذا لا يعني باي شكل كان عدم التناغم مع الحداثة، بل ان العكس هو الصحيح تماما. التأريخ ليس له نهاية ابدا، بل هو مستمر في تغييراته وتحولاته الكونية، وايضا في تغييراته وتحولاته للأمم التي تشكل بمجموعها البشرية على ظهر الكوكب. قد تنتصر امبراطورية على امبراطورية منافسة، إنما التأريخ لا يتوقف عن الفعل والحركة في انتاج المتغير الذي تولد من الحاضر، ويولد عوامل تغير الحاضر من رحم الحاضر الى حاضر جديد يختلف عن الحاضر، وهكذا هو مسار التأريخ، وهو مسار ابدي. المنطقة العربية تعرضت ولم تزل تتعرض الى هزات عنيفة جدا، هزت اليقينيات من جذورها، وهي يقينيات ترتبط عضويا بالتاريخ وفي الوقت ذاته، لا ترتبط بالتاريخ لجهة تطوره على مسار العصرنة والحداثة لذات التاريخ وليس شكلا مغايرا له ابدا، من حيث زخم الحركة والفعل وانتاج واقع جديد ينسجم مع إرادة الانسان في الحرية والتحرر، والبناء والانتاج.. وهذه الهزات هي عوامل ذاتية، تم تنشيطها بإرادة ذاتية وخارجية من دون اتفاق بل تلاقي مصالح. كما ان هذه الهزات العنيفة جدا، أو قل الدموية التي أتت على كل جميل في الوطن العربي، رغم سياسة دكتاتورية الانظمة العربية الرثة التي شكلت كل العوامل الذاتية لهذا الخرب؛ سوف تنتج واقعا جديدا حداثويا في ظل التحول الكوني في المعمورة، وان طال زمن الانتظار. توقفت كثيرا؛ قراءة وفحصا للتقرير السياسي للمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني...التقرير عميق في طروحاته، بل عميق جدا.. يشكل بداية لتحول عالمي على الرغم من ان التقرير ركز على سلمية السياسة الصينية في الحاضر والمستقبل. هناك طرحان مهمان جدا في التقرير وهما؛ اولا صيننة الماركسية، وثانيا اعتبار الحزب الشيوعي الصيني القائد الاوحد للصين الدولة والشعب معا، طبعا وكما جاء في التقرير بقيادة شين جين بينغ، واعُتِبرَ الثورة الاجتماعية هي في نفس الوقت ثورة الحزب الذاتية، وهي قيادة شمولية للحزب والقائد. هذه هي نفس ما وقع فيه الحزب الشيوعي السوفيتي الذي خسر بسببها المعركة الكونية مع الامبريالية المتوحشة. إنما هناك اختلاف كلي بين الاثنين.. تأريخ الشعب الصيني يختلف كليا عن تأريخ الشعب الروسي. الصينيون يتعاملون مع لحظة الحاضر بعوامل تكويناتها ببرغماتية ومرونة فائقة، لذا عندما تستوجب هذه اللحظة ان تغير القيادة الصينية من سياستها الداخلية؛ سوف تعمل على احداث التغير المطلوب. سياسة الصين في المرحلة التي اعقبت ماوتسي تونغ، تختلف تماما عن ماوتسي تونغ، وهذه السياسة هي التي ساهمت مساهمة فعالة جدا بما صارت علية الصين في الوقت الحاضر، وسياسة الصين في تلك المرحلة ايضا تختلف عن سياسة شين جين بينغ بدرجة كبيرة جدا. الصينيون يدركون ان اللحظة التاريخية التي ينتجها الماضي والحاضر معا؛ تصنع المستقبل؛ عليه فان سوف تغير من سياستها واقصد هنا سياسة الحزب الاوحد والقائد الاوحد، عندما تستوجب لحظة التاريخ منهم اي من القيادة الصينية؛ التغيير لو جزئيا في الذي يخص الذي سبق في هذه السطور المتواضعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة