الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شريط جديد لمحمد منير

عمر عبد العزيز زهيري
كاتب و باحث و شاعر

(Omar Abdelaziz Zoheiry)

2022 / 11 / 10
الادب والفن


العام 1978 وكنت عندها في الصف الثاني الاعدادي بالمدرسه الانجليزيه. في هذه الفتره كانت مصر قد خرجت من بوتقة الفتره الناصريه وغارقه في الانفتاح الاقتصادي و الانفتاح السياسي علي من كانوا الد الاعداء بالامس القريب. وبين هذا وذاك كان معظم ابناء جيلي لم يتبينوا طريقهم بعد. علي الصعيد الفني كان هناك تحولا جذريا قاده محمد نوح ليخطف الاغنيه موسيقي وكلمات الي مسار مختلف تماما عما كانت عليه موسيقي الجيل السابق من عبد الحليم وام كلثوم ومعاصريهم " ولنوح والحديث عنه دوما مقام آخر" الامر الذي ادي الي ظهور العديد من الفرق الغنائيه مثل الجيتس " سمير حبيب" والمصريين " العملاق هاني شنوده" وتباعا ظهرت العديد من الفرق الغنائيه التي ضاقت بهم الساحه الفنيه مثل الحب والسلام وطيبه " حسين ومودي الامام وصولا الي الاصدقاء " العبقري الراحل عمار الشريعي" فيما بعد.
اتذكر ذاك النهار الذي كنت فيه زائرا لمحل اسماعيل العجيل والذي كان مواجها لباب المدرسه الانجليزيه بمصر الجديده والذي كان مقصدا لي ولزملائي بعد انتهاء اليوم الدراسي. خطف اذني صوت يشبهنا بحيرته وشبابه ورغبته في غد افضل بكلمات لم أألفها من قبل. كانت الكلمات تتردد قائله..

بافتح زرار قميصي
للنسمه وللاغاني
وانور فوانيسي
واملا العالم أغاني

باغنى للمحبة، وللنجم الملالى
دى الغنوة فى قلبى شابة، وطايرة فى العلالى
أه يا هوا يا سيسي إنت لساني وحصاني
بافتح زرار قميصي واملى العالم أغاني

بفتح زرار قميصي للنسمة و للأماني
و أنور فوانيسي وأملى العالم أغاني

باغني للسعادة، وباغني للرضا
والغنوة كل مادا، تعلى وتملى الفضا

باغني للحقيقة وباغني للانسان
و غنوتي الرقيقة بتنورلي الزمان

اشتريت شريط "بنتولد" الذي حملني لعالم اوجدني بقدر ما وجدت نفسي في كل ما يمثله لي من معاني الحب للناس وللوطن والمشاركه الوجدانيه والاحساس بالمشاعر الانسانيه التي لم يتطرق لها الغناء من قبل

بنتولد طاهرين

بنتولد شبعانين

بنتولد متلهفين

على صدر أم وكتف أب.. مرتاحين

بنتولد باكين

بنتولد مش عارفين

بنتولد مش خايفين

واسمنا فى درب الحياة بنى ادمين

بنتولد دفيانين

بنتولد صافيين

بنتولد صادقين

كما زرعة خضرا فى أرض طين

زرعة حصادها حصاد عمر السنين

الحلو والمر والطيب والحزين

بنتولد مش داريين.. بالرايحين والجايين

نكبر، وتكبر بينا أعمار السنين

ونكره السنين وتكرهنا السنين

ونجرح البشر ونجرح نفسنا مع إننا بنتولد…

كانت هذه الكلمات بدايه لانتمائي لعالم منير واصبح منير بالنسبه لي ولمعظم مثقفي جيلي هو لسان حالهم والمعبر عما يجيش بصدورهم في كل ازمات ومراحل الحياه سواء علي المستوي الفردي او الوطني.اصبح صوت منير واغاني منير علامه لكل مواقف الحياه. حدوته مصريه وعودة ابي من الخليج ، شبابيك واغتيال السادات اتكلمي ودخولي كلية الهندسه وهلم جرا حيث اصبح صوت منير هو الموسيقي التصويريه التي دائما ما تصاحب بل احسب انها تساهم بشكل ما في التعامل والاحساس بكل ما مر بي في الحياه من تفاصيل. كما صارت عبارة " شريط جديد لمحمد منير" بمثابة اعلان عن حدث سيقوم بتلوين الحياه وبث فيها من الاحساس والشجن وتدفق المشاعر ما من شأنه الايذان بالولوج لعالم سحري يحوي كل ما هو ممتع للروح ولفتره جديده يزداد ملجأنا الروحي اتساعا بدفقه جديده من الشعر والموسيقي وتجارب فنيه تحمل لارواحنا وفكرنا قدر أكبر من الثراء.

اصبح محمد منير هو الملك المتوج من جماهيره مطربا محرضا ثائرا علي كل ما يحيط بالإنسان من احباطات. اغاني منير هي عصفا فكريا ومحفزا لكل ما هو انساني وصادق وجميل " انا لسه قادر في الحزن افرح..لسه الاغاني ممكنه" جمهور
منير هو الانسان علي اختلاف تصنيفاته " يهمني الانسان ولو مالوش عنوان. منير حاله فنيه مكتمله للفن في ذروة تميزه فن قادر علي تحريك المشاعرللفرح تارة وللحزن بما يحتويه من شجن تارة وللحب بكافة انواعه واشكاله تارة وتارات. اغاني منير هي مساكن شعبيه تستطيع اسر قلوب الجميع واسكان اصحابها مستظلين بدفء صوته وامن كلماته.
أعمال منير هي حاله فنيه مكتملة الاركان فانا ازعم ان منير هو اعظم كلمات مغناه في تاريخ الغناء بالعربيه.فمنذ البومه الاول تم نقل الاغنيه نقله نوعيه خارج نطاق الغناء السائد بكلماته النمطيه وبمنتهي الجرأه والاقدام. اغاني منير مكتمله فنيا من صوت مميز شكل وجدان جيلنا " واعترف بهذا كاحد عوامل انحيازي" وموسيقي بالغة التميز وكلمات تخرج عن السائد من كلمات اللوعه والانين والشكوي والثأر بين المحبين.
اكتب كلماتي هذه بعد أن حضرت حفلة منير في مهرجان الموسيقي العربيه الاخير بالامس والذي يفصل بينه وبين منير " علموني عنيك" وهو البومه الاول خمسه واربعون عاما بالتمام والكمال. كبر منير وكبرنا كذلك،كبرنا معه.وتدور في اذني كلمات اغنيته " بنتولد" ويمر بي شريط حياه بدأ من ٤٥ سنه واري من خلاله ما حاق بنا جميعا من تغيير وكم ما مر بنا وباشكالنا وبارواحنا من جروح . كان منير دائما حاضرا في كافة التفاصيل وكما كان وفيا لفنه ولجمهوره بقدر ما احببناه مما دفعني لكتابة هذه الكلمات عنه بدافع الانحياز والحب ومن جيلنا خصيصا الكثير من العرفان والامتنان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح


.. عرض يضم الفنون الأدائية في قطر من الرقص بالسيف إلى المسرح ال




.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل


.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع




.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو