الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللصوص تشكر حماتها علناً

صائب خليل

2006 / 10 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في رسالة لحازم الشعلان المتهم بإختلاس عقد بقيمة مليار دولار, نشرت في "الشرق الأوسط", شكر الوزير السابق في "حكومة علاوي بابا والأربعين وزيرا" كل من وقف بينه وبين يد القانون.

في الرسالة المليئة بالغرور الشخصي الممزوج بالتملق الذي تعودناه من توابع صدام, إبتداءً من عنوانها الذي يضع الوقوف معه (أي مع الشعلان) بمصاف الوقوف مع العراق, وصف الشعلان موقف أولئك الذين ابطلوا طلب رفع الحصانة البرلمانية عنه لتتمكن المحكمة من محاسبته, بأنه " موقفا مشرفا ومبدئيا من قضية رفع الحصانة عن عضو من اعضائها لم يقترف ذنبا سوى انه خدم قضية بلده وشعبه بروح وطنية وشعور عربي اصيل" ولا بد انه الوحيد المتمتع بالروح الوطنية والشعور العربي الأصيل, (الذي تحمس له الأعضاء الأكراد في البرلمان قبل غيرهم, كما سيذكر ذلك بنفسه بعد قليل) فلم يطلب رفع الحصانة عن غيره.
بعد ذلك اشاد الشعلان بنفسه "بكل فخر واعتزاز" وبعشيرته وقال أن "شعبه يعرفه".

في الجمعية هناك حسب الرسالة "قلة مشخصون" طالبت برفع الحصانة عنه وليس لديها من الأسباب " سوى الاحقاد والكراهية للمنجز الوطني الذي قمت به مع مجموعة من اخوتي في الحكومة المؤقتة التي قادها بكل روح مقدامة واخلاص للعراق الاخ الدكتور أياد علاوي، السياسي المحنك ورجل الدولة المجرب."
" هذا البعض الصغير والمشخص من قبلنا"..... , " هذه الاتهامات لم تستند الا الى الشائعات والاكاذيب"
وبالطبع فهؤلاء الـ "مشخصون" الذين يهددهم حازم لم يستندوا على ما يبدوا على تقارير "لجنة النزاهة" التي قتل من اعضائها من قتل وهي تلاحق اللصوص, بل ذهبوا الى سوق مريدي يتلقفون الشائعات من بائعات الرصيف, وكانوا حاقدين على "المنجز الوطني" الذي قام به هو وعلاوي, والذي يتمتع الشعب العراقي اليوم ببعض آثاره.

يواصل حازم الإمتداح المخجل لنفسه ولعشيرته ولشيوخ العشائر عموماً :
" لم نعد بحثا عن ترف العيش الذي تنازلنا عنه في بلاد الغرب، ولا طمعا في اموال، فانا، واسمحوا لي ان اقول انا، شيخ عشيرة عرفت على امتداد الفرات الاوسط وحتى الديوانية بكرمها، والذين يعرفون الشيوخ الحقيقيين لعشائر العراق يدركون اننا ما عرفنا سوى ان نعطي، تماما مثل ارضنا المعطاءة من غير ان نعرف كيف نأخذ ولم نترب على ان نأخذ سوى حقوقنا."

العراقيون يا عزيزي الشيخ الجليل يفضلون لو انك قبلت مواجهة المحكمة لتثبت حقيقتك, ولرفضت ان يحميك منها احد, فإن كنت برئياً فالمحكمة ستكون في صالحك حيث ستبرأ ساحتك بشكل واضح, بدلاً من هذا الكلام السخيف والمبتز لحق الناس في المعرفة المستندة على البحث والمحاكمة.
أقول لك أن الإنتماء الى عشيرة لا يعني أي شيء عن براءتك أو جرمك, وهناك في الواقع قلة من عشائر لها مواقف وطنية ومبدئية, وغالباً كانت العشائر اقرب الى المستعمرين من المستعمرين انفسهم واقرب للدكتاتوريين من الدكتاتوريين انفسهم ولك في العشائر التي تجرأت ان تطالب اليوم بإطلاق سراح "الرئيس", الذي اشرت في رسالتك اليه حين تحدثت عن " احلك الظروف التي مر بها شعبنا تحت نير الاضطهاد الصدامي", مثالاً جيداً. إن تأريخ العشائر العراقي وحاضرها ليس مشرفاً دائماً فلا تأخذنا بكلام الخرافات.

أما شيوخ العشائر فقد كانت دوماً الطبقة الأوسخ في تأريخ العراق, مثله مثل بقية انحاء العالم. وإن كان هناك بضعة امثلة مشرفة, فأن الغالبية الساحقة من شيوخ العشائر عبارة عن لصوص وطفوليين وفي غاية القسوة والوحشية على رعيتهم في العراق, خصوصاً إبتداء من فترة الإحتلال الإنكليزي وحتى اليوم حيث تحولوا الى سراق لأراضي أبناء عشائرهم يعيشون على إستغلالهم, ولا يستثنى من ذلك لا شيوخ الأكراد ولا شيوخ العرب.
في الجزء الأول من كتابه المخصص للعشائر يذكر بطاطو بأن شيوخ العشائر كانوا يضغطون على الملك فيصل الأول ليقبل شروط الإنكليز وأنهم قالوا له, حين ذهب ليجتمع بهم آملاً بالحصول على دعمهم في مواجهة الإنكليز في إحدى المرات, قالوا له ان رضانا عنك من رضا لأنكليز عنك. هذه هي العشائر وهؤلاء هم شيوخ العشائر, ولكن لعل هذا هو ما يثير حماسك لهم, فهذا "الشبل" من ذاك "الأسد".

أما إشارتك الى "التوسع الإيراني" وإتهامك لكل من يريد محاسبتك بالعمالة لإيران فهي محاولة ابتزاز لا تزيد الثقة بك بل تثير الشكوك بقصة هذا التوسع الذي تثير الهلع منه وتدعي الوقوف بوجهه, تماماً كما ادعى لص عراقي سابق أكبر منك, ليغرق العراق في حرب هائلة لحساب أصدقائه في الأمس. اليسوا هم نفس اصدقاءك اليوم؟

يحدثنا حازم عن من وقف معه فيقول:
" بالدرجة الاولى هم اعضاء التحالف الكردستاني الذين اخذوا من الاخ المناضل مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق النبل وسمو الاخلاق والصدق ومناصرة الحق الذين رفضوا اصلا مناقشة المقترح الذي لا يستند الى اية مسوغات قانونية، ثم اعضاء القائمة العراقية الذين انتهجوا طريق الدكتور اياد علاوي في شجاعة الموقف والاصرار عليه من اجل عراق موحد وقوي ومبدئي، عراق مؤسساتي حقيقي، والاخوة في القائمة العراقية الموحدة الذين تسلحوا بمبادئ آل البيت من نسل الشجرة العلوية الشريفة مستنيرين باخلاقيات السيد عبد العزيز الحكيم الذي سقت قوافل الشهداء من عائلته ارض عراقنا العظيم فوقفوا الى جانب اخلاقياتهم وناصروا الحق رافضين مقترح رفع الحصانة عن عراقي قدم حياته رهنا للعراق. كما فوت الاخوة من المنتمين وانصار التيار الصدري على المتصيدين في الماء العكر فرصة تفوقهم على قيم الصدق، فشكرا لهم."

عدا عبارات مداح السلاطين الفارغة المثيرة للإشمئزاز, لاحظوا العبارات التي اختيرت لتعاكس الحقيقة تماماً مثل " عراق موحد وقوي ومبدئي، عراق مؤسساتي حقيقي" فأي عراق موحد ينقسم برلمانه على الحق بمحاسبة متهم باللصوصية؟ وأي عراق مبدئي ومؤسساتي يمنع المؤسسات من محاسبة متهم رسمي بالسرقة؟ وكيف "تناصر الحق" بمنعه من التحقيق في قضية سرقة كبرى؟ وأين لنا ان نتبين "قيم الصدق" من قيم العصابات ان لم يتح للتحقيق ان يأخذ مجراه؟ هل الباحث عن الحق هو المتخذ قراراه استناداً الى الإصطفافات المسبقة, رافضاً المناقشة, وقد حدد عدوه وصديقه وسد أذنيه هاتفاً "أنصر اخاك ظالماً او مظلوماً"؟
وإن كان المقترح لا يستند الى مسوغات قانونية, فلم لم يناقشه هؤلاء البرلمانيون ذوي " النبل وسمو الاخلاق والصدق ومناصرة الحق" لرده على هذا الأساس بدلاً من الخروج من الإجتماع لكي لا يكتمل النصاب للتصويت عليه, تجنباً لإحراجهم مستقبلاً؟

من المفيد هنا ان نتساءل عن الأساس من فكرة الحصانة البرلمانية. هل وضعت من اجل أطلاق الحبل لمخالفة القانون وارتكاب الجرائم لكل من انتخب عضو في البرلمان, ومن اجل ان تحمي كل مجموعة برلمانية لصوصها, ام انها لحالة خاصة عندما يشعر اعضاء البرلمان ان السلطة القضائية والتنفيذية في البلاد لم تعد اهلاً للثقة وان التهم الموجهة الى عضو البرلمان لا اساس لها وإنما يراد بها ضرب الديمقراطية؟ هل هناك حالة طوارئ في البلاد خرجت عن ارادة البرلمانيين, وهل استولى على السلطة دكتاتور من خارج النظام المنتخب ام ان السلطة هي بيد نفس احزاب اعضاء البرلمان الذين يرفضون رفع الحصانة؟
إنها سابقة مخجلة لن تزيد إلا من عجز الحكومة امام الفساد الذي يكشر عن انيابه ساخرا بالقانون, وسيسجلها التأريخ كموقف عار لكل من اتخذه كحام للفساد والإرهاب الذي يعيش عليه.

على اية حال, إنها قائمة يقدمها حازم الشعلان بنفسه للتأريخ, أهنئ عليها التحالف الكردستاني وجميع اعضاء قائمة علاوي والقائمة الموحدة, وكل من ورد ذكره هنا, وخير ما يصفهم المثل المصري القائل "حرامي ما يمسكش حرامي".

لك يا حازم الشعلان ان تفرح بهزيمة القانون وفشل محاولته الوصول اليك, والتي : " راحت ادراج الرياح ووقف ضدها الشرفاء من اخوتي اعضاء الجمعية واحالوا المقترح الى سلة المهملات."

لكن التأريخ لم ينته بعد, ام انك تأمل بصدق أقصوصة "فوكو ياما"؟




رسالة حازم الشعلان: "شكراً لمن وقف معنا وانتصر للعراق" - الشرق الأوسط
http://www.sotaliraq.com/articles-iraq/nieuws.php?id=20827








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن الجمعية الوطنية الفرنسية؟ • فرانس 24


.. فلسطينيون يقيمون مصلى من القماش وسط الركام في جباليا




.. دمار كبير في أحياء غرب رفح جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غ


.. مصابون يصلون إلى مستشفى ناصر في خان يونس بعد قصف على مناطق ج




.. حريق ضخم اندلع في سانتا باربرا الأميركية .. والسلطات تخلي ال