الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خاطرة رابطية حقوقية مختصرة من أجل تعزيز و تفعيل دور الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان...

عمران مختار حاضري

2022 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


خاطرة رابطية حقوقية مختصرة من أجل تعزيز و تفعيل دور الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ... !
* تعكف الرابطة في المدة الأخيرة بعد إعادة تجديد فروعها الجهوية استعدادا لمؤتمرها الوطني الثامن المزمع انعقاده أيام 11و 12 و 13 نوفمبر 2022 في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية و ثقافية طاحنة و انتهاكات بالجملة لحقوق الإنسان المدنية و السياسية كما الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، حيث استفحال ظاهرة التهميش و البطالة و التفقير و التجويع و التجهيل و التطبيع و تحويل المواطنين إلى متسولين نسقيين لدى السلطة، تائهين في صحراء الرأسمالية التبعية يتامى لهذه الكيانات الريعية التبعية الحاكمة ...و إنتشار ظاهرة القمع و الإفلات من المسائلة و العقاب و انتهاك الحريات، المنجز النسبي الوحيد رغم المحدودية الذي ضحت من أجله أجيال عانت شتى أنواع العذابات و القمع و الاعتقال و الاستشهاد...!
* هذه الانتهاكات التي راكمت مسارها مع حكومات متعاقبة منتمية كلها إلى نفس المنظومة النيوليبرالية التبعية الرثة بمختلف تمثلاتها الحداثوية الزائفة المشوهة كما الاسلاموية الإخوانية كما الشعبوية الطوباوية المحافظة... حيث تلتقي هذه المكونات كلها رغم اختلاف زوايا النظر في نحر الشعب و الوطن على مذبح شهوات الحكم كما تلتقي أيضاً في الحفاظ على نفس الخيارات القديمة المتازمة التي ثار ضدها الشعب و كذلك في تزييف الوعي و حرف التناقض الرئيسي عن جوهره الحقيقي و تهميش دور منظمات المجتمع المدني و محاولات تدجينها و عرقلتها بشتى السبل...!
*و في ظل هكذا تحديات، تبقى رابطة حقوق الإنسان من أبرز المنظمات الموكول لها بأن تلعب دورها النضالي و تسبيق الموقف على التموقع و استنباط تصورات جديدة و آليات نضالية جديدة لتفعيل دورها الريادي كقاطرة حاضنة للنضال الحقوقي الديموقراطي الحقيقي ، المنتصر للشعب و انتظاراته و للوطن و سيادته... كما تحتاج إلى مقاربات "جديدة"، ومراجعات جذرية تتخطى الرتابة و التكلس و الركود و البقرطة و الحرص الواعي على تطوير الأداء و الارتقاء بقدرات الرابطيين في الهيئة المديرة و هيئات الفروع الجهوية كما المنخرطين على درب الإنتصار لحقوق الإنسان في كافة مفرداتها و للثورة و مطالبها باعتبار الثورة أعلى مراحل الديمقراطية و حقوق الإنسان... ! اتساقا مع تطلعات الشعب و متطلبات المرحلة التاريخية و حجم التحديات بهدف تعزيز المسار النضالي الحقوقي الديموقراطي التقدمي في سياق الاستقلالية السياسية عن السلطات الحاكمة و دعم الاستقلالية المالية و تدعيم انفتاحها على التجارب النضالية الرائدة في مجال حقوق الإنسان كما تثبيت دورها التشاركي على قاعدة الديمقراطية التشاركية مع الأطراف الوطنية التقدمية الديموقراطية الناهضة من المجتمع المدني/ السياسي ، انطلاقا من المواثيق الدولية و المبادىء الإنسانية الكونية ذات الصلة و الحرص على تطويرها إضافة إلى التحولات التي تشهدها التجارب الإيجابية في "الحركة الحقوقية/السياسية" التقدمية العالمية، في مجالات الهيكلة و التشريعات و الأساليب النضالية، و السعي الجاد إلى تطوير تنظيمها و تمددها بما يضمن إهتمام الشباب و المواطنين وتكوين قاعدة شعبية و الإستمرار بتطوير و تنويع الأنشطة و الاضطلاع بدورها المطلوب و الإستعداد الفكري و السياسي و التنظيمي، لمواجهة التحديات و الانتهاكات بأبعادها المدنية و السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والثقافية و البيئية... و تجاوز العفوية و النشاط المناسباتي و الحضور الباهت،،، و الحرص كما هو مطلوب من الأطياف السياسية و المدنية التقدمية و الوطنية الأخرى، على عدم الانحسار في الجانب السياسي على أهميته و شموليته طبعاً و إهمال الجانب الاقتصادي والاجتماعي والثقافي و السيادي بما فيها السيادة الشعبية على الثروات، حيث يكون النضال من أجل الحرية جنبا إلى جنب مع الديموقراطية الاجتماعية التشاركية في كافة مفرداتها ، المحمولة بقيم المساواة و التكافؤ و التوزيع العادل للثروة و التعليم العمومي و الرعاية الصحية و الاجتماعية و التي رغم المحدودية و تدني الخدمات، جرى و يجري تدميرها قصديا لفائدة لوبيات الاستثمار الخاص نتيجة التبعية و الإنخراط الطوعي في سياسات صندوق النقد الدولي الكارثية كآلية للاستعمار الجديد...!
* وهي مهمة ليست بالمستحيلة على الرابطة التي تملك رصيداً نضاليا و راكمت تجربة منذ سبعينيات القرن الماضي، بما يؤهلها لفهم الواقع و تلمس احتياجات الشعب المقهور و تملك جميع مقومات النهوض الجديد...! إذا ما حافظت على روحها النضالية و استقلاليتها عن السلطة، و بوصلتها الإنسانية القيمية ، وابتدعت تصورات جديدة و أشكال نضالية تستجيب للظرفية التاريخية و بخاصةً لتطلعات الشعب في الحرية و السيادة و التعليم و الغذاء والدواء... و ابتعدت عن التجاذبات السياسية الفاقدة للمضامين الجوهرية القيمية و تخطي المفاهيم الحقوقية الضبابية الملتبسة و الاصطفافات الهلامية الملوثة للوعي والضمير الإنساني القيمي ، النافية للعقل و المزورة للتاريخ... و وضعت نفسها في مقام الراعي للحقوق والحريات في كافة المفردات الحياتية و المجالات الحيوية الإنسانية و القيمية و المنعطفات المصيرية في سياقات النضال الديموقراطي التقدمي و التحرر الوطني و الانعتاق الاجتماعي ...!
*عاشت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان حرة ، مستقلة ، ديموقراطية و مناضلة... منتصرة للشعب و انتظاراته و للوطن و سيادته...

عمران حاضري
10/11/2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز