الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية أغنية -جبينة- لنجمة الطَّرب الفلسطيني كاميليا جبران

سيمون عيلوطي

2022 / 11 / 11
الادب والفن


منذ أن سطع نجم المطربة الفلسطينيَّة القديرة، كاميليا جبران، في عالم الغناء، وهي في رأي الكثيرين تتربَّع على عرش الغناء الفلسطينيّ بلا منازع. تتمتَّع بقدرات غنائيَّة خارقة، ولا شكَّ أنَّ تميّزها في العزف على آلتيِّ العود، والقانون، إضافة إلى موهبتها غير العاديَّة في هذا المجال، جعلوها تعرف كيف تتصرَّف بمساحات صوتها عند الغناء، وكيف تضع العُرَب الصوتيَّة في مكانها الصَّحيح، وكيف تشدو برقَّة وعذوبة تأسر القلوب، وتسحر والوجدان،
ولدت كاميليا جبران في مدينة عكا في العام 1963، لأبوين من بلدة الرَّامة الجليليَّة، والدها إلياس جبران، اشتهر بصناعة الآلات الموسيقيَّة، الشَّرقيَّة: العود، القانون، والبزق، وهو أيضًا مدرِّس موسيقى، مِمَّا أتاح الفرصة لابنته كاميليا أن تتعلَّم الموسيقى على يديه. ثم انتقلت لمواصلة تعليمها في القدس، حيث التقت هناك مع سعيد مراد، وهو موسيقي وملحِّن، وواحد من مؤسسي فرقة صابرين الفلسطينيَّة، أعجبَ بموهبتِها، فضمَّها إلى الفرقة. تقول كاميليا عن تلك المرحلة من حياتها: كنتُ حائرة، تدور في رأسي الكثير من الأسئلة حول هويَّتي الفنيَّة، لا أريد أن أكرِّر تجارب غيري من الفنَّانين الذين يردِّدون شعارات الثورة الفلسطينيَّة، أو مثل "فرقة العاشقين" التي تُردِّد أعاني التُّراث، أريد أغنية مختلفة...أغنيتي أنا. كلامها يُدلُّ على أنَّها وجدت نفسها في هذه الفرقة، "فرقة صابرين" المقدسيَّة. استمرَّت معها لمدة عشرين عامًا، كانت خلالها هي صاحبة الصوت الغنائيّ المركزيّ لهذه الفرقة، وعازفة العود والقانون، وضاربة بعض الإيقاعات فيها أيضًا.
أستطيع أن أقول إنَّ فرقة "صابرين" المقدسيَّة من العام 1982، إلى 2002، وهي الفترة الزمنيَّة التي شهدت انتماء كاميليا إليها، جسَّدا معًا نقلة نوعيَّة إبداعيَّة جديدة في الأغنية الفلسطينيَّة خاصة، والعربيَّة عامَّة. أغنية أصيلة، لا تُشبه غيرها، تجمع بين الأغنية الطربيَّة والاستعراضيًّة في آنٍ معًا. ولعلَّها هي الأغنية التي كانت تبحث عنها، والتي فيما أرى، شكَّلت بداية لمرحلة مفصليَّة هامَّة في تاريخ الغناء الفلسطينيّ والعربيّ على حد سواء، تستحق من المختصِّين الوقوف عندها ودراستها بشكل مُعَمَّق مُسْتَفِيض.
صَدَحَت "جبران" خلال تلك الفترة بعدّة أغنيات حاكت فيها الحداثة الموسيقيَّة، والغنائيَّة، وقد تجلَّى ذلك بصدقٍ فنيٍّ وبإبداع ضاعف من تلاحمها مع روح التُّراث الفلسطينيّ، وانصهارها في قضيَّة وهموم شعبها، وذلك من خلال المضامين الوطنيَّة، الإنسانيَّة، والحضاريَّة التي تختارها لأغنياتها، فوضعتها في قوالب موسيقيَّة-لحنيَّة جديدة، فيها الكثير من مغامرة التَّجريب، والابتكار.
توزَّعت كلمات أغنياتها على نخبة من الشَّعراء الفلسطينيين، من بينهم: محمود درويش، سميح القاسم، حسين البرغوثي، عبد اللطيف عقل، وغيرهم. كما أذكر أنها غنَّت أيضًا لشعراء من الوطن العربيّ، منهم: اللبنانيّ، طلال حيدر، والمصريّ، سيد حجاب.
من أغنياتها: "جبينه"، "دخان البراكين"، "جاي الحمام"، "عن الأمنيات"، "صلِّي عليه"، "وميض، "مكان"، "عن إنسان"، والقائمة تطول.
(من أجوائها أخترت أغنية: عن الأمنيات)
https://www.youtube.com/watch?v=XjL67lLXFOU
حقَّقت "صابرين" وكاميليا في هذه الأغاني، كما جاء أعلاه، قفزة إبداعيَّة، غنائيَّة أضافت بالنِّسبة لحركة الغناء الفلسطينيّ نكهة جديدة، تُعتبر علامة بارزه على طريق هذا الفن، أطلقته بصوتها الشَّجيَّ بمهنيَّة عالية، وبأسلوب مبتكر، واثق من براعته في التَجديد والأداء، أسَّس لظاهرة فنيَّة فريدة وشجاعة من حيث الخروج عن المألوف، والتّحليق بعيدًا في أفق الغناء الواسع مع "الطُّيور الطايرِه"، (يا طيور طايرِه
عا جبال العاليِه
قولي لأمي وأبويي
القدس راعيِه
ترعى وز وتمشي غز
وِتْنام تحت الداليِه)...إلخ...إلخ....
أغنية "جبينة"، مستوحاة من الترُّاث الفلسطينيّ، وهي قصة شعبيَّة من حكايات جداتنا عن "جبينة"، برع في تجسيدها لكلمات أغنية، شاعرنا حسين البرغوثي، وقد استطاع سعيد مراد عند تلحينها أن يشكِّل الانزياح المطلوب لرصد الأجواء الفلكلوريَّة التي تدور فيها الحكاية، تاركًا في الوقت نفسه مساحة واسعة تتفنَّن فيها مطربتنا كاميليا جبران مثلما يطيب لها التَّطريب عند الغناء.
حكاية "جبينة" نُشِرَت في أكثر من موقع فلسطيني، كما شاهدنا الحكاية بالصور المتحركة في فيلم قصير من أعداد طالبتين فلسطينيتين في الجامعة الامريكية – جنين.
(رابط الفيلم على يو تيوب)
https://www.youtube.com/watch?v=O-248lY-P10
(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟