الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأثير تغير المناخ على المنطقة العربية...العراق البلد أكثر هشاشة ضمن مرتكزات مكافحة تغير المناخ؟

رمضان حمزة محمد
باحث

2022 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


من خلال النظر إلى تأثير تغير المناخ على المنطقة والجغرافيا المائية وتوافر المياه والحدود السياسية ، والأمور التي تحدد الموارد الطبيعية والعلاقات في المنطقة العربية. نرى بان المنطقة العربية بمجملها والعراق بشكل خاص معرض لخطر فقدان سمعة أراضيه الخصبة وزيادة في زحف الصحراء وتفكك في النسيج الإجتماعي وإضطراب في الإستقرار السياسي ـ حيث "التغيرات المناخية والأمن المائي والعلاجات المحتملة من تأثيرات تغير المناخ في المنطقة العربية بحلول عام 2050 حسب البحوث العلمية تشير الى "انخفاض كميات هطول الأمطار (بين) 20 إلى 25 ٪ أقل من القيم المتوسطة الحالية" مع "ارتفاع في درجة الحرارة في عموم المنطقة العربية، وهناك " تأثيرات أخرى محتملة لتغير المناخ ، وهي "المزيد من العواصف الغبارية والعواصف المطيرة الشديدة (السيول)، والتعرية والجريان السطحي لتقليل معدلات إعادة تغذية طبقات المياه الجوفية" مما يؤدي إلى انخفاض في إنتاجية المحاصيل الزراعية وزيادة الطلب على المياه. مع تأثير ارتفاع مستوى سطح البحر على المدن الساحلية وعلى جودة المياه في طبقات المياه الجوفية الساحلية ، مما يؤدي إلى زيادة كمية الملح إلى مستويات غير آمنة.
يعتقد العديد من علماء المناخ أن ظاهرة الاحتباس الحراري ستتجاوز حدود المدن وستكون عامة وشاملة لمناخ الأرض كله وستؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بضع درجات مئوية في القريب العاجل، محدثة تغيرات مناخية إقليمية وعالمية دائمة متمثلة بتغيرات في الأنماط الحرارية والهطولية محدثة ما يسمى بالتقلب المناخي Climate fluctuation والكثير يسمى ذلك بالتغير المناخيClimate change. الذي بدأ يجتاح المنطقة العربية منذ فترة قريبة.
لذلك فان قضايا تغير المناخ أو التقلب المناخي في المنطقة العربية تحتاج الى وضع مسار يُتبع ويتابع العمل في كل مراحله ضمن إستراتيجية واضحة المعالم والأهداف، ومعتمدة للقيام بهذا الإجراء باتباع السياسات العامة للدولة ، كون السياسة العامة في تعريفها المبسط تعتبر أية خطة/ برنامج/ قرار، إلى أخره يتم اتخاذه من أجل معالجة مشكلة أو قضية ما، لذلك فان العلاقة بين السياسات العامة وتغير المناخ تعتبر وثيقة جداً كونه المحرك الأساس للحفاظ على البيئة وحمايتها من اجل حماية الموارد المختلفة التي يعتمد عليها الأفراد والمجتمعات. لتعزيز النمو الإقتصادي مع الحفاظ على جودة البيئة للأجيال القادمة ضمن مفهوم التنمية المستدامة، وما زيادة عدد الحركات الإحتجاجية في العقود الأخيرة التي تطالب بعدالة بيئية بشتى الطرق وبطرح البدائل، إلا دليل واضح وجلًيُ على تاثر هذه المجتمات بتغيرات المناخ ، وخاصة في غياب أجوبة واضحة من أصحاب القرار حول إيجاد حلول للمواضيع الإقتصادية والإجتماعية لمجتمعاتهم في ظل تغير مناخي يتميز بالتطرف والقسوة.
لذلك فان الحاجة تقتضي للتخفيف والتكييف مع آثار التغير المناخي ومنها التحول العادل الى الطاقات المتجددة لخفض الإنبعاثات وتقليل الملوثات والحوكمة الرشيدة لإدارة المصادر المائية، وهذا يعتبر جزء لا يتجزأ من العديد من الإلتزامات العالمية التي اعتمدتها البلدان. حيث تقر اتفاقية باريس "بضرورات الإنتقال العادل للقوى العاملة وخلق العمل اللائق والوظائف الجيدة وفقا لأولويات التنمية المحددة وطنيا" وكاستجابة لتغير المناخ.
ومن أجل أن يحظى المنطقة العربية بالعديد من المنافع الإقتصادية والإجتماعية يعتبر الفهم الجيد للعلاقة بين البعد البيئي والأبعاد الإقتصادية والإجتماعية وحتى السياسية للدولة الأساس لمكافحة تغيرالمناخ .
خطط وطنية وإقليمية في المنطقة العربية مع أهداف جريئة، متوسطة وطويلة الأجل، مثلاً لصالح قطاع النقل والطاقة والنفايات واستخدامات المياه والأراضي، كفيلة بتأمين الحماية الإجتماعية والرفاه للمواطنين ، مثلاً مدن يعتمد فيها التنقل على الطاقة النظيفة، وتراهن على التكنولوجيا والإستهلاك الرشيد لمصادر المياه للشرب والري والزراعة والإستخدامات الأخرى تضمن الرفاه الناس وحريتهم وحقهم في الخصوصية، حيث يستنشق الهواء النقيً ويشرب الماء الصالح للإستخدام مما يؤثر إيجاباً على صحة الفرد والمجتمع والنظام الإحيائي باكمله ، وهذا سيشكل منحنى تصاعدي للنمو الإقتصادي والسلامة الصحية لسكان البلدان العربية وتماسك للنسيج الإجتاعي، وفي الوقت نفسه إنشاء منحنى هبوطي في وقف التلوث بكافة انواعه. اعتماد وسائل النقل الكهربائية، والمدن الذكية والمرنة المستدامة ، والإدارة السليمة للموارد وللنفايات والزراعة المستدامة وتحسين الخدمات اللوجستية سبل جديدة للتخفبف من آثار تغير المناخ والتكييف معه.
السياسات الوطنية الرشيدة والمعتمدة على تطبيق القوانين والتعليمات من الممكن لها أن تحقق قدر كبير من المساواة في التعرض للأعباء المناخية والبيئية. كلُ هذا يتحقق قدر تحقق العدالة المناخية، حيث إن منع الاضرار البيئية الجديدة فقط لسيت كافية لتحقيق العادالة المناخية بقدرأن يتم التعامل أيضا مع الأضرار القديمة التي حدثت بالفعل وأثرت على أعداد كبيرة من البشر والأنظمة الحيوية الأخرى. إن سياسات تصحيح الضرر وتحمل الملوث للتكلفة أمر مهم أن تتضمنه التشريعات ، مع مراعاة البعد الثالث لمفهوم العدالة المناخية وهو الإنصاف والذي يمكن أن نقيمه بتحديد الفئات المستفيدة من هذه السياسات.
إن المنطقة العربية ولكي تكافح تاثيرات المناخ بشكل فعال وبعيد عن الشكليات والجزئيات بحاجة ماسة لتطبيق سياسة ناجحة ذات بعد إستراتيجي من خلال توفير التمويل اللازم، والكفاءات البشرية المدربة، من أجل تنفيذ الخطط بمرونة تتناسب مع تغيرات المناح وتطورالعصر. وكلما توفرالمال والتنمية البشرية كلما ساعد ذلك على التنفيذ الجيد للسياسة العامة للدولة ونجاح خطط الحكومة. مع مراعاة المزج بين الجوانب التنظيمية والقانونية. أي أنه من الضروري عدم الإكتفاء بإصدار تشريعات فقط، بل من المهم أيضا ً أن يتماشى هذه التعليمات مع برامج بخطوات تنفيذية واضحة تقترن بتوفير ميزانية شفافة، وموارد بشرية مؤهلة ... ولما أصبحت الحكومات في المنطقة العربية عاجزة عن تنفيذ الأعمال ذات البعد الإستراتيجي بسب الفساد والإهمال وعدم المحاسبة والمحسوبية ، أصبح لزاماً أن يتم المزج بين العمل الحكومي والعمل غير الحكومي ، وما بين القطاع العام والقطاع الخاص والقطاع الاهلي أو التعاوني، لتقديم الخدمة المطلوبة حسب المواصفات ، ولكي لا تفشل خطط الدولة في حال اقتصر تطبيقها على الحكومة فقط. ومن الملاحظ بان معظم الدول العربية إن لم نقول جميعها لا تراعي التوازن بين ضمان المشاركة الشعبية في تطبيق خططها الإستراتيجية العامة، وبين الحرص على تحقيق هذه الإستراتيجيات والسياسات لتحقيق اهدافها المرسومة لها.
ملاحظة:
هناك فرق كبير بين التغير المناخي والتقلب المناخي وأن كثير من الناس ووسائل الإعلام وحتى بعض المختصين بمجالات أخرى لها علاقة بالمناخ، ما يخلط بين مفهوم التغير المناخي وبين مفهوم التقلب المناخي. وعلينا أن ندرك هنا أنه عندما يجري الحديث عن التغير المناخي فالمقصود هو تبدل كلي في نظام المناخ حدث في الماضي البعيد خلال مقاييس زمنية شاسعة تناهز عشرات القرون أو عدة آلاف من السنين، ويحتاج لمثل هذا الزمن ليحدث من جديد، ولهذا يسمي البعض هذا التغير بالتغير المناخي العميق. وبذلك فمن المستحيل أن تشهد الأجيال الإنسانية خلال حياتها القصيرة أي تغير مناخي، وإنما يستدل على حدوثه بواسطة عناصر المناخ البديلة مثل الأحفوريات (المستحثات) المحفوظة في طبقات الصخور الرسوبية المتشكلة عبر العصور الجيولوجية الموغلة في القدم، وفي ترسبات الطمي في البحيرات، ومن حلقات نمو الأشجار، ومن خلال دراسة الطبقات الجليدية المتراكمة في الأصقاع القطبية وما تحفظه من بقايا حيوانات وعضويات، وما تكشفه الحفريات الآثارية في المواقع والكهوف التي سكنها إنسان ما قبل التاريخ في العصور الحجرية القديمة، ويعتقد بشكل أكيد، كما تبين فيما تقدم، أن حدوثها متعلق بتغيرات فلكية تصيب محور مدار الأرض حول نفسها ومدارها حول الشمس. بينما بالمقابل فإن التقلب المناخي يحدث مرارا وتكرارا خلال فترات زمنية قصيرة تناهز عشرات السنين خلال حياة أي جيل من الأجيال البشرية وبالتالي يمكن أن يشهد الإنسان خلال حياته عدة تقلبات مناخية. ويعتقد بشكل أكيد أن حدوثها مرتبط بشذوذات أو تطرفات تصيب دورة الغلاف الجوي (دورة الرياح العامة)، ومواقع مراكز العمل الجوي من ضغوط جوية مرتفعة وضغوط جوية منخفضة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس