الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حراك نوفمبر بين مبارك والإخوان

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2022 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


قبل حوالى ثلاث سنوات ، وبالتحديد فى 26-2-2022 بدأت رحلة إسترجاع ميراث حسنى مبارك بمبادرة فردية فى مقال نشرته هنا على صفحتى فى الحوار المتمدن ، بعنوان ، حسنى مبارك فى ميزان التاريخ ، بهدف إعادة قراءة ميراث حسنى مبارك والإستفادة منه ، مع محاولة لرد الإعتبار للرجل ، خاصة بعد ماعانيناه من النظام الحالى ، وبعد ذلك رحبت وترجمت مانشرته بعض المواقع الإستخباراتية عن رغبة بعض قطاعات الجيش المصرى فى إزاحة دولة السيسى وتأسيس حكم ثنائى مدنى عسكرى إنتقالى برئاسة أحد أبناء الرئيس الراحل حسنى مبارك ، وقد قمت بذلك على سبيل الأمل وليس على سبيل اليقين فى الواقع ، لكن الأحداث تسارعت وفاجئتنا جميعاً بأن هذه التسريبات والتوقعات والأمانى تكاد تكون حقيقة ، فقد ظهر جمال مبارك فى الإمارات ثم فى مصر فى أكتوبر هذا فى زيارة لقبر أبيه فى ذكرى حرب أكتوبر ثم فى عزاء محامى أبيه فريد الديب بعد ذلك ، وأثار ظهوره حماساً لايمكن إنكاره فى الشارع المصرى ، حماس رجل الشارع العادى ، وليس حماس أكاديمى ، ذلك الحماس الذى يصنع الثورات ، خارج الحسابات و التوقعات ، حدث كل ذلك فى الوقت الذى كان قادة المعارضة المصرية المفترضة ، وعلى رأسهم حزب الإخوان يعدون لمظاهرات 11 نوفمبر هذا ، تلك المظاهرات التى لم تخرج أبداً بينما ظل بعض الناس يهتفون بإسم جمال مبارك ، لمجرد خطوتين خطاهما فى الشارع ، فى رسالة لاتخطئها العين ، فماذا نقول تلك الرسالة ؟
تقول الرسالة أشياء كثيرة ، تقول أن زمن الإخوان كقيادة للشارع قد إنتهى ، وأن مابقى منها هو مجرد قيادة فى العالم الإفتراضى ، فقد أصبح الناس يفضلون دولة السيسى الشيطانية على دولة الإخوان مهما تمسحت بالسلف الصالح ، وعدالة الإسلام وروعة زمانه الخرافى ، تقول الرسالة أن حسنى مبارك قد أسس دولة عجيبة غريبة ، تشبه العملة ذات الوجهين ، أحدهما جيدة والثانية ردئية ، وأن الجيدة بقوتها الإقليمية وتوجهها الشمالى ورعايتها لقضية السلام الفلسطينى وحفاظها على إحتياجات مواطنيها الأساسية وهامش حرياتهم ، هى التى عاشت ، بينما ماتت أونسيت دولة الفساد والمحسوبية والحكم الطويل والتوريث ، تقول أننا نحن الذين إستدعينا جمال مبارك اليوم وأنه لم يفرض نفسه علينا كما حدث فى الماضى ، تقول أن السيسى وإعلامه وأجهزته فقدوا أعصابهم مع خطوتين خطاهما جمال فى الشارع ، بينما كانوا يركبون العجلات فى شرم الشيخ قبل خروج الإخوان وأصحابهم المفترض فى 11 نوفمبر هذا ، لقد كان إهتزاز النظام أقوى رسالة ، جالك الموت ياتارك الصلى، غريبة هى حكمة التاريخ ، مبارك هو الذى سيزيحك ، وليس أعدائك المباشرين ، مرسى وأصحابه ، لأول مرة نرى الطاغية مصفر الوجه يتصبب عرقاً فى موقف دفاعلى وقد فتح رجاله ملفات حسنى مبارك وفساد رجال أعماله ومؤامراته ، كل تلك الأقاصيص والتى قد يكون بعضها حقائق ، لكنها لم تؤثر فى حماس الشارع مع ذلك ، توقف جمال عن مزيد من التصعيد مؤقتاً ، هو الذى هدأ من فزع الطاغية ورجاله ، لاشئ يضيع فى التاريخ ، ولاشئ يأتى من فراغ ، نقول لجمال فى نهاية الرسالة ، تجنب أخطاء الماضى ، وإمضى إلى الأمام ومصر ورائك ،،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي