الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغيير النظام السياسي القائم في العراق هل بات أمراً محتوماً؟

محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(“syd A. Dilbat”)

2022 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


حتمية التغيير، لكن بأي سيناريو؟
من هو الفريق الدولي الذي سيقوم بإعادة ترتيب أوضاع العراق؟ ما دور روسيا؟ و ما موقف الصين؟ ماذا عن دول الخليج؟. كٌل هذه الأسئلة المطروحة يجب ان تخضع الى التحليل.
ماذا يٌقصد بـ إعادة ترتيب الأوراق في ما يخص الشأن العراقي؟
الجواب على الأرجح سيٌشق الى شقين ، أولاً: إن إعادة الترتيب سيكون بضرب المصالح الإيرانية في العراق و قطع أذرع إيران المتوغلة في سوريا كذلك. ربما بعمل تحركات تقتضي بأن يتم تحجيم إيران في المنطقة عن طريق تشكيل قوات مٌستعدة لأخذ الدور المنوط بها من أجل الصراع مع ميليشيات إيران في العراق و سوريا. هذا السيناريو يبدو مٌستبعداً لأن هذه الطريقة إعتُمدت من قبل من قِبل الولايات المٌتحدة الأمريكية في مواقف عديدة. و لا يخفى على مٌطلع في الشأن العراقي بأن التفاهمات بين أميركا و إيران على العراق لم تنهار بعد، كما ان التوافقات الدولية بين القوى المتهافتة على سوريا، لم تزل تخدم مصلحة إسرائيل و تحمي مصلحة أمنها القومي.
تٌرى هل توجد إمكانية لحدوث سيناريو من هذا القبيل؟ السؤال الأدق، هل توجد رغبة لحدوث عمل من هذا النوع؟
أما ما يخص الأمكانية فالإجابة تكون ب نعم ، توجد هنالك إمكانية لهكذا عملية، لكن التكاليف ستكون باهضة للغاية على المنطقة و العالم. أما الرغبة لهكذا فعل ، مشكوك في أمرها. للأسباب التي سيتم دراستها في الفقرات أدناه.
الشق الثاني حدوث التغيرات في النظام السياسي العراقي في حال تم هز أركان النظام الإيراني، مما سيحتم دخول قوى جديدة كروسيا لأخذ مكانها في الأماكن التي ستكون شاغرة في الساحة العراقية أي بمعنى آخر هنالك إحتمالية لمزاحمة روسيا للإسلام السياسي في العراق سيما و ان روسيا تقف على حدود العراق بقواتها العسكرية المتواجدة في سوريا.
قبل الخوض في التفاصيل هنالك أسئلة ستساعد الإجابة عنها بإعطائنا رؤية أوسع لمقادير الأمور.
الأسئلة:
هل سيكون العراق بؤرة صراع بعد إنتهاء ولاية بايدن؟
نعم، في حالة الصراع:ــ على الأرجح، سيكون السيناريو المطروح على الطاولة إذا ما قررت القاعدة الأمريكية المتقدمة "إسرائيل" و أميركا أن تصطدم مع إيران عقب فوز مرشح للجمهوريون و جلوسه خلف المكتب البيضاوي للبيت الأبيض، السيناريو يتم بدعم الحركات المٌناهضة للإسلام السياسي ، إذا ما إستشعرت أمريكا بأن إيران تعمل على ضرب مصالحها في العراق لحساب المعسكر الشرقي. ستلقي المناوشات بين الأطراف المتصارعة بثقلها على العراق، الذي يقع بدوره على رأس الخليج العربي. الصراع بالضرورة سيٌعيد ترتيب مناطق النفوذ بالمنطقة.
ما دور التغييرات الدولية في الصراع المحتمل؟ لكن قبل ذلك هل توجد معططيات واقعية بنشوب صراع أمريكا و إسرائيل مع إيران؟ سيما إذا ما عدنا الى الوراء و رأينا المٌعطيات و المٌتغيرات التي طرأت على الساحة الدولية، نرى أن إنسحاب أمريكا من أفغانستان في 2021 كان رغبة منها بتوجيه القوة العسكرية أقصى الشرق في المحيط الهادئ و بحر الصين. ألا يتناقض هذا التوجه مع معطيات الحرب و التنبؤ بنشوبها في الشرق الاوسط؟
للإجابة عن كٌل هذه الأسئلة نبدأ بقراءة المتغييرات التي طرأت على الساحة الدولية.
لم نعد نحن عالم القطب الواحد، هذه الرؤية بدأت بالتشكل و التبلور، في ظل صعود قوى جديدة تزاحم الولايات المٌتحدة؟ أبرز هذه القوى الصين التي بدأت ببسط نفوذها في جميع أنحاء العالم بشكل غير مسبوق ، ربما أكثر ما يُثير مخاوف الولايات المُتحدة من هذا الصعود الصيني ، شئ يتمثل بأن الصين تعمد حرفياً الى هدم مبنى النظام العالمي القائم ، عن طريق تحريك طوبة تلو الأخرى. على الجانب الإخر نرى روسيا أعلنتها بصراحة بأنها في صدد تشكيل عالم مٌتعدد الأقطاب، بالتالي قد ولّى زمن القُطب الواحد الى غير رجعة.
إن أكثر ما يلفت النظر في الصراع القائم بين المعسكر الغربي المتمثل بـ الولايات المٌتحدة و الغرب من جهة و المعسكر الشرقي المتمثل بـ الصين و روسيا من جهة أخرى. هي الأستفزازات المتكررة التي تمارسها الولايات المتحدة تجاه الصين فيما يخص المسألة التايوانية، كأن لسان حال الولايات المتحدة يقول جرجرة الصين الى الحرب اليوم أفضل من الغد. في الوقت ذاته نجد تريثاً من الصين في ما يخص الشأن التايواني، الصين تعول على صعودها الى المركز الأول كأقوى إقتصاد بالعالم، كذلك عمدت الصين الى إنتهاك الخط البحري الفاصل بين الجزيرة التايوانية و البر الرئيسي الصيني مرات عديدة بالسفن العسكرية و الطائرات المقاتلة، كطريقة منها لجعل تايوان في حالة إعتياد على تواجد القطعات العسكرية ، مما يترتب في المستقبل على ذلك ضربات عسكرية دون سابق إنذار و بشكل مباغت. و هذه الإستراتيجية الصينية المٌتبعة صحيحة عسكرياً. ربما إن عدم إنجرار الصين وراء الإستفزازات هو أكثر ما يٌغيض الولايات المتحدة.
في الجانب الاوربي هناك الأزمة الاوكرانية التي تٌنذر بالتصعيد، مجريات الحرب تُحتم على روسيا التقدم الى الأمام، و لا توجد أي آفاق قريبة للتسوية و الجلوس على طاولة المفاوضات. بل القادم سيكون بضم ميكولايف و أوديسا و خاركيف الى الأراضي الروسية بالتالي ستكون أوكرانيا قد تجردت تماماً من سواحلها على البحر الأسود مما يترتب على ذلك أن تصبح اوكرانيا دولة حبيسة. من يعود الى الوراء و يركز على خطاب الرئيس الروسي بوتين سيلاحظ أنه أشار الى كُل هذه الأمور. أن أكثر ما يُثير الذعر هو وجود إحتمالية صدام عسكري مباشر بين روسيا و الناتو، بالتالي ستكون الحرب العالمية الثالثة قد إشتعلت، و لا يٌستبعد في هذه الحرب خيار اللجوء الى السلاح النووي.
تحليل ما يحدث بين القوى الكبرى أمر لا بد منه، لدراسة ما يٌمكن ان يحدث للدول الصغيرة في حالتي النزاع و التفاهمات بين تلكم الدول الكُبرى. و وفقاً لكٌل هذه المٌتغيرات نرى ان الأثر على العراق سيكون بلا شك مباشر في حال نشوب صراع إيراني ـ إسرائيلي في المنطقة.
هل سيٌنهي هذا التزاحم وبسط النفوذ التفاهمات القائمة بين إيران و أمريكا في الشأن العراقي؟ في حال إصطدام إسرائيل مع إيران بشكل مباشر ، سيترتب نتيجة لهذا الصِدام نسف التفاهمات الإيرانية الأمريكية و إنزياح أمريكا بجانب إسرائيل بينما ستتدخل روسيا في هذا الصراع حفاضاً على مكاسبها في سوريا و ستعمل على ضخ السلاح الى الجانب الإيراني، سيكون العراق محور صراعات إقليمية و دولية حينها لأنه يُشكل منطقة نفوذ. إذاً هذه كانت المٌعطيات الخارجية و تأثيرها المباشر على الشأن العراقي.
يا تُرى ما دور دول الخليج و على رأسها المملكة العربية السعودية من صراع من هكذا نوع؟ ما يلوح في الأفق بأن دول مجلس التعاون الخليجي ستعمل على الإنحياز أكثر الى الجهة التي تضغط على إيران، لكنها ستحافظ على شعرة معاوية فيما يخص روسيا و مصالحها و كذلك الصين.
أما المعطيات الداخلية في القُطر العراقي.
عراق ما يٌسمى الصدرين و جميع التيارات الإسلامية سيكونوا مع إيران قلباً و قالباً في حال نشوب أي تصعيد دولي ، و لا يٌستبعد صراع طائفي على خلفية تضاربب مصالح السياسيين و الصراعات الإيديولوجية ، و تردي الأحوال المعيشية.
للأسف صراع القيادات السياسية على كرسي صدام ، قوض بناء دولة مؤسساتية حقيقية، مما شكل شعباً لم تتبلور في كيانه مفهوم الدولة، مجتمع يحمل القابلية الى الإنجذاب الى الأطراف الإقليمية المُتضادة.
بما أن الإرادة الدولية تلعب دورها الأكبر فيما يخص الشأن العراقي ، إذاً مسألة العراق هي فوق طاقة المواطن العراقي ، دون أدنى شك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل