الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب يكره المطر

علي الخياط

2022 / 11 / 12
الفساد الإداري والمالي


تمطر السماء لمرات قليلة في العراق خلال ايام الشتاء وفي بعض فصل الربيع، وفي العراق تكون الأرض مستوية عادة وتتراكم المياه ولابد من شبكة تصريف للتخلص من الكم الهائل الذي يتجمع في الشوارع والأزقة ويدخل البيوت والمدارس والمساجد وحتى المطارات كما حصل في مطار النجف الأشرف سابقا حين تسربت المياه الى صالة المسافرين وجعلتهم يخوضون كأنهم على شاطئ بحر او على ضفة بحيرة.
كل عام يمر تعود المياه للتراكم في الشوارع وتبقى لأيام وتعطل حركة المرور وتدفع الناس الى التخلص منها بطرق مبتكرة بينما يصعد الكثير من الأسر الى أسطح منازلهم ومنهم من تغرق ثيابه ويتلف طعامه وتنفطع الكهرباء عنه ولايعود قادرا على ممارسة سلوك حياة طبيعي بإنتظار طوق الإنقاذ من أمانة بغداد ودوائر بلدياتها العاجزة في الغالب والمتلكئة في أحيان عديدة.
سنوات طويلة مرت وتعاقب على ملف الخدمات مئات المسؤولين الذين لم يقدموا شيئا لبغداد ومدن البلاد الاخرى لكنهم تمكنوا من الحصول على مستحقاتهم وملاذهم وحاجاتهم الخاصة دون نقص بل كانوا جزءا من حالة الفساد العامة التي ضربت الدولة ودمرتها وجعلت الناس ضحايا الإهمال والفساد وعدم الشعور بالمسؤولية، فبغداد لاتحقق تقدما على مستوى النظافة والمشاريع الخدمية والاعمار وهي تتربع على عرش المؤخرة في كل إستطلاع وإستبيان وتصنيف دولي مع كل ماقدم من اموال وماصرف من مليارات.
لم تنجح أمانة بغداد التي تقدم كل سنتين او ثلاثة أمينا جديدا في تحقيق منجز وفي كل شتاء تغرق العاصمة وتنقطع الطرق وتتخسف الشوارع ويخرب الإسفلت المغشوش من الأصل وتتحول الشوارع والممرات والساحات الى برك وبحيرات ولايعود الناس يميزوا بين الشارع والرصيف والحديقة والجزرة الوسطية فكل شئ يغطيه الماء المتراكم جراء سقوط الامطار التي لاتكون غزيرة بالضرورة ولكنها تتجمع لعدم وجود منافذ تصريف وتقوم بعض الدوائر والملاكات الهندسية بفتح سواق او تشغيل مكائن ضخمة لسحب المياه من مكان لآخر لتصريفها بعيد عن الاحياء التي تشكو المطر والمياه الآسنة والتي تعطلت فيها الحياة لأيام وليال بينما المسؤولون يدافعون عن فسادهم وخراب المدينة بحجج واهية ولايعباون مادامو حققوا مايريدون من مكاسب مالية وإنتفخت جيوبهم وإمتلأت بطونهم بالسحت الحرام دون أن ينظروا الى حال المساكين والفقراء والمعذبين الذين صبروا عقودا على الدكتاتورية ولم يجنوا الكثير؟.
للاسف فأننا لانشهد تقدما على مستوى الخدمات ولايبدو من جدية في تحقيق شئ او إلتزام بمعايير مهنية وتركيز المسؤول أصبح مقتصرا على مايتحقق لهم من مكاسب فحسب لاأكثر ولاأقل لانه لم يعد يخشى شيئا او يهاب سلطة او قانونا لأنه يشعر أنه فوق كل السلطات والقوانين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من