الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحوة الروسية العظيمة - ألكسندر دوغين

نورالدين علاك الاسفي

2022 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


4 نوفمبر هو يوم عيد جميل (=عيد طقسي في المسيحية الشرقية يحيي ذكرى انتصار الحروب المادية والروحية). هنا معانيه الرئيسة.
الوحدة المعنية هي:
- وحدة الشعب في حد ذاتها، نهاية الانقسامات والانفصال؛
- وحدة الشعب والكنيسة، و بالتالي الصورة المجيدة لأيقونة قازان أم المسيح، مخلص روسيا؛
- وحدة الشعب والدولة، و ظروف الشعب: الأرستقراطي الحقيقي موال لشعبه ووطنه (الخائن، المغري، الدجال، المحتل – على الخارج)؛
- وحدة الأراضي الروسية، التي يجب تحريرها من الغزاة الغربيين حتى الحدود الغربية (بعد أن بدأ بطرد الحامية البولندية من الكرملين بموسكو، أكمل الشعب الروسي والسلطة الروسية العمل بتقسيم بولندا).
فالميليشيا الشعبية الثانية، التي اقتحمت كيتاي جورود/ Kitay-gorod؛ثم حررت الكرملين من البولنديين؛ كانت ظاهرة فريدة في التاريخ الروسي. هذه المرة بات الشعب- نعم، الشعب الروسي، الشعب على هذا النحو - هو الذي قرر مصير وجوده التاريخي، و قوته و توجهه الجيوسياسي، و نظامه السياسي. و قد قرر الشعب، و هي ربما المرة الوحيدة التي يتصرف فيها بمفرده وبمبادرة منه:
يجب أن تكون روسيا
- روسية، أي مستقلة وذات سيادة، لا تخضع للمحتالين ولا للبولنديين ولا للسويديين ولا للأرستقراطية الفاسدة (في الواقع، للأوليغارشية؛)
- أن تكون روسيا أرثوذكسية
كانت روسيا استبدادية، مرة واحدة مع الكاتيشون/ [2]Catechon و اعتمدت على زيمسكي سوبور/ Zemsky Sobor (= أول برلمان روسي في الفترة الإقطاعية)، كان بمثابة الجهاز الرئيسي للإرادة التاريخية للشعب الروسي (مباشرة بعد تحرير موسكو، تم انتخاب أول ممثل للعرش من آل رومانوف / Romanovs)؛ السلالة الحاكمة الجديدة.
اتخذ الشعب الروسي في 1612- 1613 هذا الخيار؛ و ليومنا هذا لم يرفضه، وإذا سئل الشعب الروسي مرة أخرى اليوم، فسيقوم بنفس الاختيار تماما كما فعل قبل 400 عام. ببساطة هو لم يساءل. و هنا مكمن كل المشاكل. مرة أخرى، الغرب يتقدم ويضغط على روسيا، ومرة أخرى تتعثر السلطات القوية، ومرة أخرى تخون الأوليغارشية الوطن الأم و تحلف الولاء للمؤقتين و المغتصبين والأجانب؛ و مرة أخرى تضطر روسيا إلى الحرب.
إنه 4 نوفمبر 2022. يجب على السلطات أن تلجأ على الفور إلى الشعب الروسي للحصول على المساعدة والتواطؤ و النصيحة. وإلا لن يتم فعل شيء حيال ذلك. لن نفوز في العملية الخاصة / SMO إلا إذا كانت تقودها فقط ميليشيا الشعب، ميليشيا روسية، فصحوة الشعب الروسي فقط؛ هي من ستضع حدا حقيقيا لجميع المشاكل الجديدة.
درس آخر: الاستبداد فقط ممكن في روسيا. بغض النظر عن كيفية بناء الديمقراطية أو الاشتراكية أو المجتمع المدني، فينتهي بنا المطاف بنظام ملكي. لقد حان الوقت للاعتراف بصدق أنه لا يوجد شيء سوى ملكية ممكنة في روسيا؛ حين تضعف أو تسقط، تشرع الأوليغارشية. هو ذا موت الأرض الروسية. الدمار يأتي دون رادع، الأوليغارشية تبيع وتخون الوطن أكثر فأكثر، حتى تؤدي إلى ثورات، عندها ينهض الشعب الروسي؛ و يعيد تأسيس الملكية.
ستنتهي المشاكل بانتصار حقيقي إذا وجد الشعب الروسي في النهاية حاكما شرعيا حقيقيا، ملكه الروسي.
و مع ذلك، نحن نتحدث عن ملكية شعبية، ولدت من أعماق الوجود الروسي، ملكية وجودية وروحية. روسيا هي الكاتيشون/ Katechon، الحامي. نحن نحارب أنتيكيمينوس[3]/ Antikeimenos(= من يعارض ويمجد نفسه)،العدو، الغرب الجماعي وحضارته الشيطانية المناهضة للمسيح. يجب أن نلج بالكامل هذا الإرث الأخروي و ننفذ هذه المهمة.
ففي ظل أيقونة السيدة العذراء في قازان/ Kazan فقط سنهزم الغرب. سنفوز كشعب روسي حقيقي، وإذا لزم الأمر، سيتعين علينا إعادة تشغيل الدولة ذاتها، و انتخاب الحكام من جديد. فخلاصنا سيتم فقط بنظام ملكي الروح، بزيمسكي سوبور/ Zemsky Sobor و بالصحوة الروسية العظيمة. [4]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] في البال: المقالة مناط الترجمة رهن بالإحاطة علما؛ لا بقصد تبني فحواها جملة أو تفصيلا. المترجم.
[2]كاتيشون/ Katechon (عن اليونانية: ، "ما يحجبه" ، أو "الشخص الذي يحجب") هو مفهوم توراتي؛ مفاده أن عودة المسيح إلى الأرض لن تحدث طالما أن الكاتيشون، هذا "الذي يعيق" بإطلاق العنان للشر، يتصرف بفعالية.كما أن العودة مشروطة بإزالة "شيء/شخص يقيده" و يمنعه من الظهور الكامل.
كما يفهم البعض الكاتيشون على أنه الملك العظيم أو الإمبراطور الأرثوذكسي الجديد ، والبعض الآخر على أنه ولادة جديدة للإمبراطورية الرومانية المقدسة.
تطور لاحقا في الفلسفة السياسية كشكل من أشكال زيادة الفعالية التي تعارض اتجاهات تقصد تحلل النظام.
ففي مذكرات كارل شميت المنشورة بعد وفاته. يكتب بتاريخ 19 ديسمبر 1947: "أنا أؤمن بالكاتيشون: بالنسبة لي هي الطريقة الوحيدة الممكنة لفهم التاريخ المسيحي والعثور عليه مليئا بالمعنى".
لمزيد الاطلاع:
https://www.geopolitika.ru/fr/article/katechon-et-antikeimenos-la-bataille-geopolitique-et-spirituelle
[3] أنتيكيمينوس/ Antikeimenos
للإحاطة أكثر بهذا المفهوم؛ الفيلسوف الكسندر دوغين ينشر مقالات تباعا بخصوصه:
https://www.geopolitika.ru/en/article/antikeimenos-8
[4] المصدر على الرابط:
https://www.geopolitika.ru/en/article/great-russian-awakening-dugins-prediction-how-russia-will-defeat-west








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دوغين هو عفلق روسيا
د.لبيب سلطان ( 2022 / 11 / 14 - 11:06 )
بل ان دوغين اكثر تطرفا مثلا لم يطرح عفلق تحويل دولة وشعب الى ميليشيات كما يطرحه دوغين ولم يجعل الاسلام اساسا للنهوض العربي القومي كما يطرح دوغين الارثذودوكسية اساسا لنهوض روسيا رغم ان كلاهما يلتقيان بما يسمى - بعث الروح في الامة- والشعب الروسي ليس بحاجة لتنظيرات دوكين قدر حاجة بوتين لها لتتويجه قيصرا يؤمن بالاستبداد لأدارة روسيا كما يشير دوغين اما قيم العلمانية والثقافة والتحضر التي ربما الشعب الروسي قادر عليها للنهوض من مستنقع بوتين فهي عند دوغين علائم انحلال للمجتمع كونه منظر فاشي كالذي رأته اوروبا
ثلاثينات القرن المنصرم وهو صنو مواز لدور الفريد روزنبيرغ في تجهيز الافكار القومية لهتلر وكلاهما ينتميان لمدرسة واحدة القومية والعنصرية وعسكرة المجتمع لأعادة وبناء مجد الامة ويبدو عفلق وللانصاف كاهنا مسالما مقارنة معهم رغم انهم جميعا حثالات ومن الصعب تصنيفهم غير ذلك فما اانتجوه لايعدو غير ماينتجه حثالات من انصاف المتعلمين واشباه المفكرين ممن يرى مجد الامة فوق المواطنة وحقوق الشعوب وتطلعها للحريات والعيش والبناء بعيدا عن الديكتاتوريات

اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط