الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مطر مطر مطر بالنعمة انهمر

صوت الانتفاضة

2022 / 11 / 12
كتابات ساخرة


عندما كنا في الصفوف الابتدائية كنا نحفظ نشيد المطر للشاعر السوري سليمان العيسى 1921-2013، وبقي هذا النشيد عالقا في الذهن، نستحضره كلما نزل المطر، ففيه الكثير من الصور الجميلة والزاهية، مفردات "سنابل، عشب، ثمر، حقل، جدول"، كان نشيد يعبر عن فوائد المطر، وكيف ان الأرض تفرح بنزوله، فهو يعيد لها نظارتها ورونقها "تهللي يا ارضنا السمراء، وعانقي هدية السماء".

لم تبقى تلك الصورة، تغيرت الأحوال، المطر احتفظ بخصائصه ولم يتغير، لكن واقعنا قد تغير كثيرا، فقد حكم الإسلاميون هذه البلاد، وساد الخراب واليباب، أصبحنا لا نريد المطر، فلا حقول تسقى ولا تغني للسنابل، ولا جداول ستٌملأ، صار المطر كابوسا على هذا البلد، الجميع "يدعو الله" ان لا تمطر، فلا شارع نظيف ولا مجاري تصريف المياه.

مع ان المطر في هذه البلاد انحسر كثيرا، فأصبحنا نادرا ما نشاهدها تمطر؛ أيضا فقد بدأ وقته يتأخر كثيرا، فنحن قاربنا على انتصاف تشرين الثاني، ولم نرى غير "مطرة" واحدة، فالبلاد تمر بموجة جفاف غير مسبوقة، إضافة لانحسار مياه نهري دجلة الفرات بسبب إقامة السدود من البلدان الإسلامية المجاورة.

تصحرت أراضي كثيرة، والاهوار قد جفت، ونفقت الحيوانات وهجرت الطيور اماكنها المحببة اليها، ذهبت تلك المناظر الجميلة، والناس هجروا اريافهم، او حولوها الى "سكنية"، والفلاح ترك ارضه ليتطوع في الجيش او الشرطة او الحشد الشعبي، فمبلغ "مليون وربع" شهريا لا يمكن حصوله من زراعة الأرض.

"بس لا تمطر باچر"، هذا ما بتنا نسمعه من الناس، وما يرددوه، لكن لماذا هذا الكره للمطر؟ تكدست الناس في مناطق صنعوها هم بالذات، عشوائيات "حواسم" وزراعي، وتوزيع ميليشيات، هذه المناطق من البؤس الذي لا يمكن وصفه، فلا خدمات فيها مطلقا، في الصيف الاتربة مع الحر تنتج مزيجا مريع، وفي الشتاء وامطاره النادرة جدا، فان الطين و "السيان" والطرق الممتلئة بالمياه هي الصور الطبيعية لذلك الواقع. لا تختلف باقي المناطق عن العشوائيات والزراعي، فصور مناطق بغداد اليوم مأساوية، حتى تلك المناطق التي يسموها "راقية" طفحت مياه المجاري فيها.

هذه حال بلد يحكمه الإسلاميين، لا افق له او مستقبل، فقط يلفه الضياع والتيه، يكره الحياة وكل مظاهرها، فعندما يكره المطر فهو يكره المظهر الأساسي لها، انه في حالة موت سريري، لقد اجهز الإسلاميين السفلة عليه، فلم يعد أحد يردد "مطر مطر مطر بالنعمة انهمر".
#طار_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال