الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جوعوهم تشبعوا... ألسنة تقاوم... بالسيوف تقطع

رشاد الشلاه

2006 / 10 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


جاء تعهد " وقف نزف الدم العراقي وتحريمه وقدسيته" الذي ابرم بين قادة الكتل البرلمانية مساء الثاني من تشربن الأول الجاري، خطوة هامة وان تأخرت كثيرا، على طريق تحقيق وإنجاح مبادرة المصالحة الوطنية، علها تستطيع فعلا وقف نزيف الدم بين أبناء الملة الواحدة. ولا يسع أي مواطن غيور أثكلته الفتنة الطائفية إلا مباركته مع الأمنيات لنجاحه والتثبت من فاعليته. لكن مشاعر القلق على فشله تظل قائمة ومشروعة، لأسباب عديدة من أهمها التمسك بالمصالح الفئوية وتغليبها على مصلحة الوطن، و انعدام الثقة بين الطوائف المتقاتلة، وتعمق روح الانتقام والثأر، والتدخل المباشر لدول الجوار التي لا يمكنها قبول واقع بلد يسعى الى بناء دولة مؤسسات ديمقراطية تحترم الإنسان وحقوقه على أنقاض حكم شمولي ديكتاتوري، واقع يرفض أيضا أي شكل آخر من أشكال الحكم الشمولية المتسلطة.

ان التقاتل الطائفي يتنافى بالمطلق مع من يريد التمسك بثقافة الحوار و يؤمن حقا بالديمقراطية السياسية ، تلك الديمقراطية التي أوصلت قادة القوائم الانتخابية الحالية الى سدة المسؤولية لقيادة البلد في أحلك ظرف شهده تاريخ العراق المعاصر. كما ان الديمقراطية، وبتكرار يبدو مملا، تعني من بين ما تعني، الاعتراف بالآخر واحترام رأيه، ولا سلطة على أي مواطن سوى سلطة القانون المشرع من مجلس نواب شعب منتخب. ومع الإدراك الواضح للإرث الثقيل الذي خلفه النظام السابق و الديمقراطية الممسوخة التي كانت تمارس قبل و أثناء انتخابات مجلسه الوطني مجلس التصفيق فقط للقائد الضرورة وقراراته الهوجاء، فلن نكون مثاليين لنطالب بتحقيق ممارسة ديمقراطية مثلى في أداء مجلس النواب الحالي رئيسا وأعضاء، لكننا نطمح وهذا حق مشروع ، ان يكون مجلس النواب هذا وبخطوات وئيدة، مدرسة يتعلم منها أبناء شعبنا الديمقراطية قولا وممارسة، بأساليب حضارية سامية، مدرسة اقل ما يقال عنها أو مطلوب منها ان تكون ساحة لممارسة أخلاقية تكون مدعاة فخر لا انتقاض، وعامل توحد لا انقسام، وهذا لم يتحقق حتى اليوم، مما حدا بالأمين العام لإتحاد البرلمانيين العراقيين إلى الدعوة في الثالث من الشهر الجاري بعدم نقل وقائع جلسات مجلس النواب العراقي عبر شاشات التلفزة، تلك الدعوة التي لا نتفق معها رغم تعليلها بالقول " ادعوا إلى إلغاء نقل وقائع جلسات البرلمان العراقي عبر شاشات التلفزة العراقية لما لذلك من تأثير سلبي على المتلقي وإحداث حالة من الشد الطائفي على حساب إبراز الوجه الديمقراطي للعملية السياسية الجارية في العراق بسب التصريحات اللامسؤولة التي يدلي بها بعض أعضاء البرلمان."

فمتى يتعظ السادة النواب ورئيسهم والكف عن الإساءات المتكررة التي غدت مدعاة للبؤس والسخرية.. وأخيرها، وهي الأقوى لغاية اليوم ، لجوء السيد رئيس المجلس الى حذائه سلاحا بوجه المعترضين من النواب والنائبات على تطبيق القرارات والقوانين المنسجمة مع ثقافته "الإسلامية" المهذبة بقوله الذي قوبل بعاصفة من التصفيق على جزالته المعمدة بالأدب الجم:
"أي قانون لا يتوافق مع الإسلام نتعامل معه بالقندرة سواء توافق مع الديمقراطية أو لا يتوافق".
لقد كان الدكتور المشهداني في السنوات الأولى من سبعينيات القرن الماضي طالبا في الصفوف المنتهية من المرحلة الجامعية، وكنا أيضا في الصفوف المنتهية في كلية الآداب، وكان لنا في تلك الكلية احتفال سنوي بيوم الكلية يقام فيه العديد من النشاطات في الأقسام الدراسية المختلفة، ويفد إليها في ذاك اليوم أيضا طلاب الكليات الأخرى وقد يكون الدكتور المشهداني احدهم. طلاب قسم اللغة العربية ولإضفاء نوع من البهجة، تميزوا بتحويرهم عدد من المأثور من القول ولأبيات شعرية مشهورة بما يتناسب عادة مع الظرف السياسي السائد آنذاك الذي شهد أساليب الترغيب والترهيب المتعددة والمتنوعة لضم الجميع الى عضوية التنظيم الطلابي السلطوي البعثي، رغم الإرهاب والبطالة الأكيدة التي تنتظرهم عقب تخرجهم. في صباح يوم الاحتفال فوجئ البعثيون بترديد الطالبات والطلاب قائلين: جوعوهم تشبعوا... ألسنة تقاوم... بالقنادر تقطع! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اطفال الشطرة يرسمون لغزة


.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا




.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ


.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت




.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا