الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مونولوج مشهد أنتظار كليوباترا

نانسي كايزن
د نانسي كايزن دكتوراه في فلسفة الفنون

(Dr Nancy Mohammed Aly)

2022 / 11 / 14
الادب والفن


 
هل تأذنين بان أعجل نقلتي         
  واحث عن دار الشقاء رحالي
وعلاك ما ادع الحياه جبانه
اوضيق زرع او قطيعه قالي
اني انتفعت بعبقري جمالها
وتمتعت من عبقري جمالي
وجمعت بين شعورها وعواطفي
وقرنت رحب خيالها بخيالي
ووجدتها قد خلدت أبطالها
فبسطت سلطاني على الابطال
بنت الحياة انا وتشهد سيرتي
ما كنت من امي سوى تمثال
منها تناولت الرياء وراثة
واخذت على خويعه ومحال
  وقصوت قسوتها ولنت كلينها
واقتست في صدري بها ووصالي
ولربما رشدت فسرت برشدها
وغوت فأغوتني وظل ضلالي
ووجدتها حبا يفيد ولذة
فجعلت لذات الهوى اشغالي
يومي بايام لكسرة مامشيت
فيه الحياه وليلى بليالي
ولقد لقيت من الحياة صبيه
فجعلت ملكي طفله وشردت في
صدر الصبا وراى المكاره آلي
شرعت على السوط في كتابها
واليوم تضربني بدرس غالي
يا موت هل حرج على مستنجد
بك ان يسابق واقع الآجال؟

مونولوج كليوباترا المونولوجات الشهير في المسرح مونولوج انتحار كليوباترا السابعة ملكة مصر بعد هزيمة جيشها بقيادة حبيبها أنطونيو في معركة إكتيوم البحرية وهزيمتها الثانية البرية علي أرض الإسكندرية ومخاطر اقتياد المنتصر الروماني اكتافيوس قيصر اها أسيرة وسلية حرب الي روما . وفي هذا المونولوج حيث تمهد نفسها للإنتحار بمونولوج تستعرض فيه ملخص لحياتها وما أنجزته من حفاظ الي مملكتها
تبدأ كليوباترا بوحها الذاتي قبيل الإقدام علي الانتحار في مشهد يمكن أن نطلق عليه مشهد طقوس الانتحار ؛ إذ رأيت أن هذا المونولوج هو طقس من طقوس وداع حياة حافلة بالجلال والغرام والقيادة والمغامرة والصعود والسقوط مع الاعتراف الذاتي والتسليم بالهزيمة دون استسلام للعدو ؛ حيث افضل أعلام استسلامها الجليل للموت ؛ لذا تبادر بالاعتراف في كبرياء :

" اليوم أقصر باطلي وضلالي
وخلت كأحلام الكري آمالي
وصحوت من لعب الحياة ولهوها
فوجدت للدنيا خمار زوال
وتلفتت عيني فلا بمواكبي
بصرت ولا بكتائبه ورجالي "

كليوباترا هنا في مطالع المونولوج تلوح بواقع حالها الذي وصلت إليه معلنة هزيمتها ، وانتهاء حاضر ملكها وجلال مواكبها بعد انكسار جيشها أمام جيش اكتافيوس قيصر .
اذا بتسم تعبير ها بنبر إيقاع صوتي حزين ، وقور متمهل في موقف اعتراف بواقع حالها . غير أنها لا تكتفي بالاعتراف بما آل إليه جلالها ؛ بل تلحق به الأسباب

" وطئت بساطي الحادثات وأهرقت
كأسي وفضًت سامري ونقالي "

* هكذا قامت بعرض واقع حالها بعد الهزيمة وما ينتظرها علي يد عدوها المنتصر ؛ مع معرفة بالأسباب التي جعلتها تعجل بأداء طقوس الاستسلام . هي اشعر بعظم ما فقدت .. فقدت عرسها ، لكنها ام تفقد جلالها الملكي ، ام تفقد إيمانها بحياة الخلود ، اذا تناشد ( إيزيس) : تنتقل من حالة البوح إلي حالة المناجاة والمناشدة ؛ إذ تناشد الآلهة ( ايزيس) طلبا لمؤازرتها في ما هي مقدمة عليه :

" إيديس ينبوع الحياة تعطفي
وتلفتي لضراعتي وسؤالي
أنت التي بكت الأحبة واشتكت
قبل الأرامل لوعة الإرمال
إني وقفت علي رحابك فأرحمي
ذل الملوك لمجدك المتعالي
هل تأذنين بأن أعجًل نقلتي
وأحث عن دار الشقاء رحالي

* تكشف في تضرعنا لإيزيس عن وازع ديني ، وحرص منها علي أداء شعيرة دينية هي شعيرة طلب السماح والمغفرة ؛ فهي ارجو من ايزيس منحها الإذن بإنهاء حياتها ؛ وهو مايؤكد وجود ما يعرف بالمحرم في ديانة المصريين القدماء .
ومن ناحية أخري تؤكد علي قناعة وعزم وإصرار علي الانتحار علي الرغم من حبها وتمسكها بأسباب الحياة : شريطة أن تكون جليلة ؛ وهي لم تعد جليلة :
ويشف أداؤها عن روح نفعية ، تعطي كما تأخذ فبقدر ما انتفعت من حياة ملكها قدمت للحياة ما يعد إضافة للحياة .
عاشت حياتها بالطول و بالعرض ؛ فهي محملة بخبرات الحياة في جلالها وفي نفاقها وفي معاركة تغير أحوالها

" وعلاك لا أدع الحياة جبانة
أو ضيق ذرع أو قطيعة قالي
إني انتفعت بعبقري جمالها
وتمتعت من عبقري جمالي
وجمعت بين شعورها وعواطفي
وقرنت رحب خيالها بخيالي
ووحدتها قد خلدت أبطالها
فبسطت سلطاني علي الأبطال "


* تعود كليوباترا مرة أخري إلي حالة الاعتراف أمام تمثال الالهة ايزيس ، وفي هذه الحالة تعترف ببعض فعلها المتدني ؛ وهي أفعال وراثية ، جينية وراثة عن الوالدين .
غير أن موقف الاعتراف هذا يذكرنا باعتراف المسيحي أنا أحد القساوسة ؛ وهي طقس من طقوس التطهر من كل آثام الفعل البشري :

" بنت الحياة أنا وتشهد سيرتي
ما كنت من أمي سوي تمثال
منها تناولت الرياء وراثة
وأخذت كل خديعة ومحال
و قسوت قسوتها ولنت كلينها
واقتست في صدي لها ووصالي
ولربما رشدت فسرت برشدها
و غوت فأغوتني وضل ضلالي
ووجدتها حبًا يفيض ولذة
فجعلت لذات الهوي أشغالي
يومي بأيام لكثرة ما مشت
فيه الحياة وليلتي بليالي "

* يعاودها الحنين هنا فتتذكر حياة البؤس التي عاشتها في منفاها بأمر أخيها الصغير بطلميوس الرابع عشر الذي نصبه حكماء اليهود في الإسكندرية ملكا علي عرش مصر ، بحجة وصية والدهما بطلميوس ( الزمار) بتقاسمها عرش مصر مع أخيها الصغير ، فأسرع اليهود بتنصيب الطفل ليسيطروا علي الحكم بإسمه باعتبار كبيرهم الحاخام وصيا علي العرش الأمر الذي أدي الي نفيها الي سوريا ، وهي الفترة التي تذكرها بحياة البؤس التي انتهت بنصرة يوليوس قيصر لها ولها بحبها وتقديرا لذكائها وهي تعبر هنا عن قسوة ما لاقت في فترة من حياتها :

" ولقد لقيت من الحياة صبية
ما جل من بؤس ورقة حال

فخلعت ملكي وشردت في
صدر الصبا ورأي المكاره آلي

شرعت علي السوط في كتابها
واليوم تضربني بدرس غالي

* بعد هذا الاعتراف لجلال حياتها الملكية وذكريات مرار حياتها من الطفولة الي ماقبل العرش انتهاء بالنزول عن عرشها بعد هزيمة جيشها وأنطونيو ، لم يتبق لها الا جلال الموت وقاية من مذلة الأسر علي يد اكتافيوس قيصر ونواياه في عرضها علي شعب روما عرض السبايا وهي سليلة الملك البطلمي وملكة مصر

" ياموت هل حرج علي مستنجد
بك أن يسابق واقع الآجال ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع