الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اردوغان .. والحادث الارهابى أمس .

أحمد فاروق عباس

2022 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لأول مرة أصدق اردوغان بل واتعاطف - قليلا - معه ، طبعا كل التعاطف مع الشعب التركى فى مصابه بالأمس ..

وأصدق وزير داخلية اردوغان عندما رفض عزاء السفارة الأمريكية ، ملمحا لدور دولة كبرى فى الحادث الارهابى بالأمس ..

ساذج من كان يتصور أن تقارب تركيا مع روسيا سيمر على أمريكا وبريطانيا بسهولة ..

تركيا دولة على ملتقى قارات ثلاث ، وهى بجسمها كله فى آسيا ، ورأسها فى أوربا ، وهى قريبة جدا من روسيا ، ودورها الأساسى بالنسبة للغرب هو مشاكسة روسيا وازعاجها وليس التقارب معها ..

اردوغان هو رجل الغرب فى تركيا ، ووصوله واستلامه منصبه تم بسماح وضوء غربى لا لبس فيه ، ومن ضمن تعبيد الطريق أمام اردوغان كان تحييد الجيش التركى وقصقصة ريشه بضغوط غربية ..

كان المتوقع أن يقود اردوغان قطعان الإسلام السياسى فى عموم الشرق الأوسط لحرب حضارات ضد روسيا والصين ، وقد قطعت الخطة شوطا بعيدا، قبل أن تتعثر على ضفاف النيل فى صيف ٢٠١٣ ، ثم فى وديان الشام بعد ٢٠١٥ مع التدخل الروسى الحاسم ، ثم ظهرت نهايات المشروع عندما فقد الإخوان السلطة - بالانتخابات - فى ليبيا وفى تونس وفى المغرب ..

حتى اردوغان نفسه فقد اهتمامه بالمشروع الأساسى ، وغرق فى مشاكل تركيا الداخلية بعد التعثر الاقتصادى المتوالى في تركيا ..

وجرب أن يذهب إلى ليبيا عام ٢٠٢٠ ، لعله يجد فى بترولها وغازها ما ينقذه من متاعبه الاقتصادية ..
ولكن كان لخط الرئيس السيسي الاحمر الحاسم بخصوص التدخل التركى فى ليبيا نهاية لأحلامه في غاز ليبيا وبترولها ..

وبعدها - وكعادته فى ألعابه البهلوانية التى لا تنتهى - تقارب مع روسيا ، وتغاضى الغرب فى البداية ، وعندما جاءت الحرب الروسية الأوكرانية وفرض الغرب أقسى عقوبات على روسيا ، كان الغضب على روسيا فى الغرب قد وصل إلى منتهاه ..

وحل غضب الغرب بكل من تقارب مع روسيا ولو بالتعاطف :

- فذهب عمران خان وفقد منصبه كرئيس لوزراء باكستان عندما تعاطف مع الروس في بداية الحرب ، وتعرض لمحاولة إغتيال من أسابيع بعدما أعلن نيته دخول الانتخابات مرة أخرى !!

- واغتيل شنزو أبى رئيس وزراء اليابان السابق من شهور قليلة ، عندما أعلن نيته دخول الانتخابات مرة أخرى فى اليابان ، وهو رجل ذو سياسة مستقلة ، وقد نعته السفارة الخارجية الروسية بكلمات حارة ..

وفى مصر ، أعيدت الحياة لفرقة حسب الله التى كانت تظهر كل ليلة من فضائيات موجودة في تركيا ، وعندما انهت تركيا خدمتهم ، فتحت لهم بريطانيا قنوات فضائية جديدة فى لندن ، ولم تتحرج بريطانيا مثلا من فتح صفحات وأبواب واحدة من اعرق المجلات فى العالم - وهى الايكونوميست - لرجل لا يفيق تقريبامن أثر تعاطى المخدرات والخمور كالفنان والمقاول والمهرج محمد على !!

ورجعنا مرة أخرى - بعد استراحة طويلة - لقصة الثورات التى تحدد مواعيدها فى الفضائيات ، واخرها ثورة ١١/١١ !!

وجاء الدور على اردوغان نفسه .. وحدث ما حدث له أمس !!

وهو نفس ما فعلته أمريكا مع رجالها المخلصين عندما يضلون الطريق ويتصرفون من تلقاء أنفسهم ..
فعلتها قبله مع شاه إيران في السبعينات ..
وفعلتها مع نورييجا في بنما في الثمانينات ..
وفعلتها مع حسنى مبارك فى الألفية الجديدة ..

هل يركب اردوغان رأسه ويكمل في طريق التقارب مع روسيا ، ام يعقل ويسمع الكلام ويرجع إلى مكانه الطبيعى ؟

اردوغان براجماتى بطبعه ، وتقريبا بلا أى مبادئ ، لذا فإن سماعه الكلام ورجوعه إلى الصف - بعد قرصة اذن الأمس - مسألة وقت ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة