الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللغة العربية واللغات العالمية

عبد الحكيم الشندودي
كاتب وباحث

(Chendoudi Abdelhakim)

2022 / 11 / 15
الادب والفن


بفضل تراث اللغة العربية العلمي والسياسي والثقافي أصبح للغة العربية امتداد في جغرافية الكون، وحضور ملاحظ في اللغات الأخرى، يصل أحيانا إلى درجة اقتباس الحرف العربي على مستوى الكتابة ويظهر ذلك في اللغات الأسيوية كاللغة الكردية والأفغانية والكشميرية والبنجابية، ويشير الباحث رفائيل نخلة اليسوعي أن عدد اللغات التي أخذت عن العربية هو 37 لغة .
وفي أوروبا نجد اللغتين الإسبانية والبرتغالية من اللغات الأكثر اقتباسا من العربية حيث ضم معجمهما حسب الأب جان دي صوصة 18000 كلمة عربية شملت مختلف مناحي الحياة العلمية والاجتماعية والسياسية، بل في البحرية وحدها ضمت 400 كلمة عربية الأصل ،
ولا تخلو اللغة الفرنسية من ألفاظ عربية المنشأ، والتي تعد بالمئات رغم اختلاف الدارسين والمعجميين حول عددها، فقد أشارت الباحثة هنريت والتر Henriette Wإلى أنه من بين 4192 كلمة فرنسية ذات أصل أجنبي نجد 214 كلمة عربية ،
ونفس الأمر ينطبق على اللغة الإنجليزية، ففي معجم Oxford English Dictionary الذي يورد المعاني متسلسلة حسب استخدامها تاريخيا نعثر فيه على ألفاظ علمية إنجليزية ذات أصل عربي، انتقلت عن طريق الجامعات الأندلسية وتهم مجالات الكمياء والرياضيات والبيولوجيا والتجارة والفلك والطب هذا بالإضافة إلى عديد من الأسماء والأوصاف عرفت طريقها إلى اللغة الإنجليزية ،
يقول المفكر المغربي عبد الله العروي :« يستحيل تحقيق أي تقدم علمي أو ازدهار حضاري بالمغرب في غياب حل جذري للمشكل اللغوي» لذلك فإن التعدد اللغوي لا يبرر فكرة التخلي عن اللغة الأصلية والتي هي في الحالة المغربية اللغة العربية الفصحى الخالية من شوائب اللسان الدارج ، كما أن فكرة أن اللغة العربية ليست لغة علم قد تم دحضها ولم تعد مجدية نظرا للإرث الحضاري والعلمي الذي كتب باللغة العربية الفصحى، أضف إلى ذلك الجهود الذي بذلت في مجمع اللغة العربية في دمشق حول ترجمة العلوم كالفيزياء والرياضيات والبيولوجيا والجيولوجيا منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي ، وقد أنتج المجمع ما يربو عن 100 مجلد في دراسة اللغة والتعريب والترجمة، هذا بالإضافة إلى جهود المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم من خلال مكتبها لتنسيق التعريب الذي ساهم بشكل فعال في إنجاز دراسات لغوية في المصطلحات العلمية وفي إصدار جملة من المعاجم والقواميس تشمل مختلف العلوم الحديثة وذلك عبر تنظيم مؤتمر خاص بكل فرع وتخصص علمي، ولم يتوقف الأمر إلا بعد سنة 2008، وندرج في الجدول التالي تواريخ وأمكنة المؤتمرات اللغوية العلمية ومنجزاتها

المؤتمر الأول للتعريب الرباط 3-7/4/1961 المعجم الحي – الكتاب المبسط في اللغة – الكتب الدراسية لتعليم العربية – قاموس المعاني - الأرقام العربية والرموز العلمية ونقل الأصوات الأجنبية.
المؤتمر الثاني للتعريب الجزائر 12-20/12/1973 (6 معاجم) الحيوان – الطبيعة (الفيزياء) – الكيمياء – النبات – الرياضيات - الجيولوجيا
المؤتمر الثالث للتعريب طرابلس – ليبيا 7-16/2/1977 (8 معاجم): الجغرافيا والفلك (المجموعة الأولى) – التاريخ – الفلسفة والمنطق وعلم النفس – الصحة وجسم الإنسان – الرياضيات – الفلك (المجموعة الثانية) – الرياضيات البحتة والتطبيقية (المجموعة الأولى) – الإحصاء.
المؤتمر الرابع للتعريب طنجة – المغرب 20-22/4/1981 (9 معاجم): الكهرباء – هندسة البناء – المحاسبة – التجارة – النجارة – النفط (البترول) – الجيولوجيا – الطباعة – الحاسبات الإلكترونية.
المؤتمر الخامس للتعريب عمان – الأردن 21-25/9/1985 (10 معاجم): الفيزياء النووية – التربية – الاجتماع والأنثروبولوجيا – الفيزياء العامة – الكيمياء العامة – علم اللغة واللسانيات – الألعاب الرياضية (الجزء الأول) – المعجم العربي الزراعي – المعجم العربي للمصطلحات والتعاريف الإحصائية – القاموس العام لمصطلحات السكك الحديدية.
المؤتمر السادس للتعريب الرباط 26-30/9/1988 (5 معاجم): الاقتصاد – الجغرافيا – الموسيقى –الآثار – القانون.
المؤتمر السابع للتعريب الخرطوم 23/11/1994 (4 معاجم): السياحة – الزلازل – الطاقات المتجددة – البيئة
المؤتمر الثامن والتاسع للتعريب مراكش 4 -8/5/1998 (9 معاجم) التقنيات التربوية – الفنون التشكيلية – الإعلام – الاستشعار عن بعد – الأرصاد الجوية – علوم البحار – علوم المياه – المعلوماتية – الهندسة الميكانيكية.
المؤتمر العاشر للتعريب دمشق 20-25/07/2002
(5 معاجم) الحرب الإلكترونية – الصيدلة – علم الوراثة – تقانات الأغذية – الطب البيطري
المؤتمر الحادي عشر للتعريب عمان - الأردن 12-16/10/2008 (8 معاجم) تكنولوجيا المعلومات – الهندسة المدنية – التواصل اللغوي – النقل – الطب (علم التشريح) – الملابس والغزل والنسيج – ألفاظ الحضارة – التدبير المنزلي.

إن اشتغال العقل العربي العلمي في مجال العلوم، لم يفصله عن التفكير الدائم في بناء صرح فكري عربي جديد يتخذ من اللغة العربية الأساس اللغوي الذي يمكن الاستناد عليه في بناء التصورات والنظريات العلمية. غير أن هذا الاجتهاد العلمي المبذول يحتاج الى بناء تربوي يسهم في إرساء معالم تفكير عربي مستقل على غرار ما تفعله الدول المتقدمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر