الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيدة مشاعرى ... قصة قصيرة

منى نوال حلمى

2022 / 11 / 16
الادب والفن


سيدة مشاعرى
----------------
تهمس لي عذوبة النسيم ، أن أبوح بالحنين .
تستثيرني رقة الأنغام ، لأن أفعل شيئا تجاه الاشتياق . الهدوء من حولي ، يعيد إلىَ الذاكرة المصرة على النسيان حلاوة آخـر لقاء ، حزن مـا يسري في الهواء ، وأمنيات تريد الارتواء من عينيك ، تسقيني مرارة كأس لا يفرغ ، ولا يمنح رشفة عزاء .
أقـاوم ..
لست أنا التي تضعف . عاهدت نفسي منذ زمن - لا أذكر متى كان - على أن أكون أنا منْ تملك زمام القلب . عـاهدت نفسي منذ زمن - لا أذكر متى كان - على أن هنـاك حـداً أقصى للتعب من الحنين. هنـاك درجـة لا أتجاوزهـا من الألم. منذ زمن – لا أذكر متى كـان - قررت أن أكون سيدة مشاعري ، وأن الرجل في حياتي لحظة بهجة ، لا لحظة شقاء.
برقـة تودع الـدنـيا مـوسـم الشتاء . لكنني أعشق الشتاء ، ولا أريد لـه الرحيل. متشبثة بالشتاء وأدعو له بطول البقاء وكيف لا أفعل ؟ . وفيه تتفتح أزهاري عصية المنال على مواسم الربيع ؟.
عيناك وآخر موسم الشتاء ، مؤامرة ضدي.
غيابك يصر على كسر كبريائي ، لكنني متماسكة . أبداً لن أسأل عنك . أبـداً لن يغريني نـداء الهاتف . لن أستسلم لتلك الجاذبية الـلا مـرئية تشـد أصابعي من مكانها ، لتستحضر صـوتك ، ذلك النغم الوقـــور ... إني على ما يرام . لا شيء ينقصني ..
ما زلت بقواي العقلية ، ألست أميـز بين الحنين إليك ، والحنين لأي رجـل آخر ؟ . مـا زالت أنوار المساء تلهم القلم ، مـا زال الحلم أني يومـا ما ، سأفك شفرة الكون . ما زلت مع الكروان أشـدو ، وسمائي ما زالت معطرة بألف لون . نعم ، إني على ما يرام . وإني لبخير ..
نعم ، أنا بخير ، أعترف . لكنني مشتاقة إليك والاعتراف بالشوق فضيلة.. لو كان بإمكاني أن أمتطي صهوة اشتياقي ، أعبر حاجز المكـان ، أقفز فوق عناد الزمـان ، أصل إليك ، أنفض عني الغبار والاشتياق .. أغمض عيوني وأرتمي بين يديك ، تظل حتى مطلع الفجر تغني لي أنشـودة الحنـان . أظل حتى مطلع الفجر متشبثة بعينيك ، أرتشف منهما مـا أفتقده مع كل الرجال ، ثم تمنحني ابتسامتك ، حين تدرك أني على وشك الارتواء ...
لو فقط كان بإمكاني رؤياك ، ما الذي يمنعني ؟ .
ولم أدر بنفسي إلا وأنا في الطريق إليك ، يلفني ثوب لـه لونك المفضل ، فأرتعش لهذه المصادفة المقصودة . نجـوم الليل تؤنس رعشتي ، ضـوء القمر يصافح شجاعتي ، و " النيل" أحسه يدفع بخطواتي ، إلى عشق اجتاحني دون أن يطرق الباب ...
على الطريق يقابلني عشاق يحلمون بـواحة تحتضن الأشواق الهاربة ، ومكان قرب الشمس يلم ما تبعثر من حلـو الغزل . ينظرون إليَ في دهشة ، كيف أتجرأ على اقتحام خلوتهم ، وأنا وحدي دون حبيب ؟. في حسرة ينظرون ، كيف مع سحر " النيل " والقمر المكتمل ، لا أحن إلى رجل عاشق ؟ .
ماذا ستقول عني ؟.
لا يهم ، إني مشتاقة .
هل سأجدك ؟.
لا يهم ، إني مشتاقة .
هل ستحسن إستقبالي ؟ .
لا يهم ، إني مشتاقة .
هل ستفهم هذا الجنون الآتي مع أواخر الشتاء ؟ .
لا يهم ، إني مشتاقة .
اقتربت من المكان .
سيارتك الصغيرة كعادتهـا يغطيها التراب . كم أحبهـا . أتذكر كل ليلة حملتك إليَ .. وتحملت مشقـة الـطـريق المسافـرة .. قاومت الريح والمطـر وتطفل عيون البشر .. جاءت إلىَ ، تقصدني أنا ، من دون كل نساء الأرض .
خطوة ، خطوتان وأقول وداعا لاشتياقي .
لحظـة ، لحظتان ويفسح الكـون مكاناً لعاشقة متواضعة ، لا ترضى إلا بالمستحيل.
خطوة واحدة ، لحظة واحدة ، وأرى الرجل الوحيد الذي يعنيني أمره ..
خطوة واحدة ، لحظة واحدة ، وتهل من بين عتمة الحنين ، عيناه...
أنغام حالمة آتية من شقته..
بكل اشتياقي أمد يدي لأدق الجرس ..
وإذا بي أتجمد .. أشرد .. أتذكر .. أبتعد .. ومن سكرة أرادت خداعي ،أفيـق ..
أعود من حيث أتيت ...
عيون العشاق على جانبي الطريق ترمقني بنظـرات الشفقة .. "النيل " حائر في أمري .. القمـر المكتمل يرسل أضواء رثاء .. النجـوم تبعث بأكثر من سؤال .. لكنني ماضية في طريقي ، ولن ألتفت إلى الوراء ...
عاهدت نفسي منذ زمن - لا أذكر متى كان - على أن أكون أنا ، منْ تملك زمام القلب . عاهدت نفسي منذ زمن - لا أتذكر متى كان - على أن هناك حدا أقصى للتعب من الحنين . هناك درجـة لا أتجاوزها من الألم . منذ زمن - لا أذكر متى كـان - قررت أن أكون سيدة مشاعري ، وأن الرجل في حياتي لحظة بهجة ، لا لحظة شقاء ..
وظللت أردد أني على ما يرام . نعم على ما يرام .. وإني لبخير .
****************************************








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل