الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(((الكلبة وصفّارة الحارس الليلي)))

شعوب محمود علي

2022 / 11 / 17
الادب والفن


ر واية
كانت السماء تمطر بغزارة ووميض البرق يزيح طبقة
الظلام للحظات ثمّ تعود وقطرات المطر المنحدرة
من السماء تطوي خلف رشقها النجوم الزاهية والقمر
المنير والانسان يتحسّس بقدميه الطريق المليء بالحجارة
والحفر وهواجس الوحدة التي ترافق القلق مع جريان
التصوّر. والعابر فيلجئ الى الصفير او الغناء والخوف
يأخذ بالتلابيب.
تلك الوسيلة الوحيدة للتغلّب على ما هو عليه حيث
يجري مع الصفير لنسيان الاشباح في الظلام الدامس
والهواجس التي تغذّي اهتزاز الشخصيّة ولا سبيل لخلع
قرني الخوف والقلق والصفير اشبه بقنطرة لعبور
المحنة وخلق البديل ولا سبيل لطمس الوحدة الّا بالصوت
العالي وعند تجاوز الممر الموحش في زقاق الهواجس
والباعث والمغذّي لتلك التصوّرات ولا خلاص من تلك
المحن إلّا إذا صدف وتواجد الحارس الليلي وخلفه الكلبة
والناس يتحاشون المرور مع كثافة الظلام لا
خوفاً من الكلبة بل من نباحها المزعج
للمارة وساكني الزقاق فأهل المحلّة مّمن لا يسكنون
الزقاق يتحاشون المرور من الزقاق ليلاً وفي مثل هذه
الحالة البعض يردّد ابعد عن الشر وغنّي له
وهم من سكنة الازقّة الاخرى يتحاشون المرور ليلاً
وعلى صوت صفّارة الحارس ترى الكلبة ترافقه
مع اهتزاز سريع لذيلها وهي تدور من حوله
هاشة تتمسّح ما بين قدميه وطوراً تدور من حوله
طول الزقاق جيئة وذهاباً الى جانب صداح النباح
تارة يختلط وصفّارة الحارس الليلي فالكلبة تميل
لذلك الازدواج المبرمج كما الحارس يخفي هوىً وعشقاً
اذ لا أنيس يؤانسه في تلك الوحدة الموحشة والقابضة
للنفس والمعكرة المزاج ولا يدري الى اين
تقوده قدماه ام يرخي زمامه لتلك العلاقة الحميمة
وهو قد تعوّد عليها منذ ليال مقمرة ومنذ ابتلاع البدر
بدر السماوات وقمر الأرض حيث تمر الحياة بخريفها وربيعها
ونباح الكلبة وهو يجوس الزقاق من جهة النهر صيفاً
وطورا ًيأتي من الجهة التي تقودك الى نهاية الزقاق’
وبين منطقة الشوّاكة آ, ومنطقة الدوب يلوح الفارس بينهما
وحين تقترب يصدمك تمثال الفاتح (مود) رمز العبوديّة وهو
يشمخ أمام مدخل الإمارة وعلى رأسه قبّعة ويرتدي
بدلته العسكريّة وهو على سرج جواده كمن يضع
القدر على ثالثة الاثافي ويتمتّع بكامل السيادة وبصلاحيّة
الملك غير المتوّج وتقع على عاتقه كافة المهام ’ والمشاريع
ومن اولويّات تلك المشاريع تدفّق الذهب الأسود والتبادل
التجاري الى جانب قرارات الحرب والسلام والبروتوكولات
الدوليّة مع عقد معاهدات الصداقة. والاعتراف بالدول
وسحب الاعتراف عن الدول. وفي الطرف الآخر يطالعك
الفارس بالعباءة والعقال العربي امّا التاج الملكي لا
يعدو ان يكون كعرف أحمر لديك مهلوس الريش امام
دجاج الاهل. وامّا مقوّمات الدولة كتسليح الجيش وعدم
تسليح الجيش يعود للحامية الام وشراء السلاح من ايّة
جهة لا يتم الّا بموافقة الام الحامية وأركان سلطتها الممتدة
كمظلّة ثم يغطي بالظلام فكلّ زاوية من زوايا الارض
وكلّ شيء في قبضة اليد الممتدة شرقاً وغرباً وكأنّها
حوتْ محيطٍ تحت الدائرة الكونيّة’ و تربة المحيط النفطي
إلا ما شاء الله وشاءت دولة التيجان في حاوية الملوك.
أمّا عروسة النهرين فقد شبعت من دخان النارجيلة في
في مقهى سيدة البحار وهي بين اليقظة والغيبوبة في
نادي العراة ولعلّها بانتظار الفوّال ام قارئ الكف
تلك صاحبة المجد العريق والتاريخ المجيد
(وكلّما اكتب عنها سادتي
بحبري السريّ ام ماء البصل
وما حصل
سوى الخطل
ضعنا وضيعنا الامل
في المقتبل
وما ورد
في عالم الحسد
حتى ولو جاء بكلّ من وأد
وما الحسد
ساعة إن هز ّالمهد
في زمن الطفولة
تفيق فيه عين شمس ساعة الرمد
وما اتحد
تحت مظلّة البلد
بين ضفاف تلكم النهرين)

يكاد يختنق شيطان شعري
ويضيع كلّ ما علق في ذهني
من الكتب المقفلة
ديدني الهرب
من ابهة الطواويس
والركض وراء غزلان البراري في سراب
كلّ حين افتح في الماء
واحلّق في الهواء
ولكن كلّ شيء تحت القبضة
وحتى رنين القشلة صباحاً تحت القبة
وقرع النواقيس صباحاً تحت القبضة
سوى الدائرة الكونيّة
وهدير شط العرب
وللزورق المربوط جنب سرادق نهر الشطّ
له قداسته ومجده من مجد السيد
قبل صلاة المحاريب وسهو التاريخ
ينقلب الحلم الى حقيقة آلت لقبضته فناب عن
السيدة هو الأمير والآمر والناهي والقاهر في كلّ صغيرة
وكبيرة واحكم الهيمنة على بلد هارون الرشيد والاسياف
العبّاسيّة تغمّدت في مهد القرون والنائب له
المنع والاستدراك في جيع
أنواع المشروبات الروحيّة والاقمشة والمواد
الخام كذلك من ادق برغي لأكبر رافعة ومن
الدرّاجة الهوائية الى أنواع السيّارات وباختصار
جميع أنواع التجارة تحت عيون النائب الرقيب
ولا تتم إلّا بموافقة الام ّالحامية وبما فيها العملة
الورقيّة وتحديدها كمّاً ونوعاً وكذلك الذهب والفضّة
والتبغ القنّب والصوف والقطن والخمور بأشكالها
وباختصار كلّ شيء يحتاجه ابن الرافدين فحياته اليوميّة
مع وجود برلمان. وملك كلّ. هذا والجمل يدخل
من ثقب الابرة. واتّكالاً على الخريطة المرصودة
والمتسقة والتي فضاءتها تتسع للكواكب الفارّة
والمتفرّد والتي كانت ومازالت فارت عن السياقات
والخارجة عن مركز دورانها حيث تعكس ظلالها في
قعر بئر كوني لرصد ما يلوح من صفحات السماء والقمر
الأسود في الخارطة الكونيّة التي يحجبها الظلام. وفي منطقة
الكريمات وفي موقع النجّارين الحالي كان عبارة عن منحدر
تتواجد فيه اكواخ لجموع من المعدان يبيعون الحليب
لأهل الكريمات ولسكنة الكرخ عموماً وقطعانهم من الجاموس.
وفي الصيف ينحدرون بها الى النهر وعلى مسافة قريبة
من هذه القطعان ترى ذلك القارب الراسي على الضفة
القارب الجميل بل القارب الاعجوبة في ذلك الزمن
للنائب المقنّع والمالك الخفي للوطن ولما يسمى بالملاح
والمحرّك للبيادق الشطرنجيّة. كان والدي رحمه الله اثناء
الحرب العالميّة الأولى مجنّداً كأيّ عراقي صار. الجنود
العرب يلوذون بالفرار من اغلب الجبهات التركيّة وذلك
فالقضيّة ليست قضيّتهم. والسنوات تمضي وبيت الوقف
يتسع ليضمّ شقيقي الحاج كاظم محمود المعموري رحمه الله
وشقيقي فاضل محمود المعموري رحمه وشقيق
فاطة المعموري رحمها الله
الله وحسين الخزرجي رحمه الله
وحسن الخزرجي رحمهم الله مع
والدتهم وزوجاتهم رحمهم الله.
والقصر المتاخم لبيت الوقف كانت تسكنه سارة
وابنها آرمين
وهي عائلة مسيحيّة وفي الزقاق الذي يقع خلف
زقاق الكلبة
كانت تسكنه عائلة يهوديّة ثريّة وكانت هذه العائلة تملك
ماكنة للطحين تعود لإسحاق اليهودي رحمه الله
ومنطقة الكريما عبارة عن سبحة حبّاتها ذهبية وملوّنة
تحتوي على الكثير من أصحاب الأديان الأخرى وهم
متعايشين كالعائلة الواحدة
ومن الصابئة الذين سكنوها الشاعر عبد
الرزّاق عبد الواحد رحمه الله وكذلك الشاعرة
لميعة عبّاس عمارة والعالم عبدالجبّار عبدا لله رحمهما الله
ومن العوائل المسلمة والمهمّة ضابط الشرطة المرحوم مردان
السعد والد كل من المحامي كاسب السعد وسامي السعد
وغضبان السعد الضابط العسكري والمناضل الشيوعي البارز
صاحب كتاب كوريا في موكب الحرّيّة وكذلك من
سكنة زقاق الكلبة بطل العراق المصارع الحاج
عبّاس الديك رحمه الله
واثناء محنة اليهود العراقيين وعمليّة الفرهود التي حصلت
ضدّهم في بغداد العمليّة القذرة والمدانة تاريخيّاً في
اغلب مناطق العاصمة تمّت استباحتهم وفي حدود
المنطقة المسمّات الكريمات حفظت بيوتات اليهود وكان
اطهر وأشرف وأنبل موقف وقفه البعض من الرجال
اللذين ضحّوا بأنفسهم ووقفوا على أبواب
اليهود يذودن عنهم مضحين بحياتهم ليحموا الرجال والنساء
والأطفال والشيوخ والأموال وقد ضحّوا بحياتهم ليحموا
اليهود امام ذاك المد العارم والدولة بكل ثقلها أضحت
عاجزة عن حمايتهم امام هذا الجنون وكان اكثرهم
بروزاً بحمايتهم الرجل الأكثر عوزاً وحاجة للمال وكان
الأكثر دفاعاً عن حماية اليهود والد المر حوم علّوش
بطل الكمال الجسمان
فكانا يقتسمان الشهامة والخلق الرفيع ويشمّران عن ساعديهما
عند الملمات ومن غرائب الصدف كان المرحوم علوش يقوم
ببعض التمارين في جفرة للمصارعة بالقرب من ضفاف نهر
دجلة وبجوار جسر الاحرار ومن الغريب جاء رجل وعلى
ما اظن كان أردني الجنسيّة ومعه دب كبير وضخم كان
مربوط بسلسلة حديديّة ولا أدري كيف اهتدى
الى المرحوم علّوش وكيف اتفقا على ان يترك الدب
كأمانة تحت رعاية المرحوم علوش ومع الايّام صار
ذلك الدب يألف علّوش والمرحوم علّوش يألفه ووصلت
الحال صار المرحوم علوّش يصارع الدب والناس تتجمهر
من على الجسر لتفاجأ بهذا الصراع العجيب الغريب
اما كيف تعارفا علّوش وصاحب الدب ذلك في صفحات
الغيب وخرائط المجهول. والحياة مثل كتاب تقلّب
صفحاته مرّات دون اعياء او ملل والسنون تمر تحت تقلّب
الليل والنهار والمحلّة تفخر بوجود هذين العلمين الخفّاقين
لتباهي بهما اهل بغداد عصمة الرشيد. اعود لبيت الوقف
والكلبة وصفّارة الحارس الليلي. كان’ في ببيت الوقف
نخلتان عاليتان تزهوان بما تعطيان من الثمر احداهما
البربن والأخرى الخستاوي والبيت يزه بتلك النخلتين.
والدي كبر وتقوس ظهره فترك مهنة الحلاقة ولكن استعاض
بمهنة الملّا ليعلم اطفال المحلّة القرآن الكريم.
للنبات الأكثر عطراً وجلالاً وعشقاً
كانت الحياة تجري بنهاياتها الثقيلة والأولاد يتعلّمون
ونبات الملّا جذوره تغوص في الطين لكي تتجانس وتثمر
على تربة الأرض الطيّبة والاولاد يجرون كمجرى الساقية
واغلب أحاديث الوالد كانت قد ذهبت مع الريح والتي رسبت
وقد تكون مفيدة والمحطّة المهمّة والتي قد تتوقف الحياة
دونها ألا وهو الماء وبين محطّة ومحطّة والأكثر حيويّة
ومن الاولويّات
التي تتوقّف حياة الجماعات دونها الا وهو الماء العنصر
الأكثر طلباً في الفترة التي اتكلّم عنها كانت اهم الأمكنة
في بغداد العاصمة وهي المتاخمة الى النهر ولم تحصل
على حصّتها من الماء الصافي منطقة الكريمات ولا
اعرف لايّ سبب لغلاء الماء العذب ام لم تصل
الاسالة آنذاك الى البيوت.
تفتّحت عيني على رجل يجلب الماء الى البيوت من النهر
مقابل ثمن زهيد وكان هذا يشكّل نصف الحل
إذ الماء الذي يجلب الى البيوت غير صالح للشرب لاحتوائه على الكثير
علي الشوائب ومع هذا اهتدت عائلتنا الى طريقة كان فيها نوع من النجاح
وهي كالتالي حين يملأ الحِب من ماء النهر مباشر ة
توضع تحته حبّانة ويعتمدون على ما ينزفه الحِب من قطرات
الحبّانة تظهر عقبة جديدة في طريق الهال ومع تكرير الماء تقف
ا لحصول على الماء تظهر عقبة جديدة
ونوع من المخلوقات الحيّة تسبح في سطح ماء الِحب
فكانوا يسمّونها بالعلق وبعد تفكير طويل
اهتدوا الى الحل فجاؤوا بنوع
من الاسماك الصغيرة والقوا بها داخل الحب
وهي شبيهة بعمليّة الأسماك الملوّنة
التي توضع داخل الصناديق الزجاجيّة
والاسماك تلقى لغرض التقاط جميع الشوائب
وكلّما ينضح من ماء الحِب ويتجمّع بالحبّانة
يستعمل لغرض ماء الشرب والطبخ
وجميع الاحتياجات الضروريّة وهذه العمليّة
ان دلّت على شيء انّما تدل ّعلى ذكاء الفقراء
وقديماً قيل الحاجة امّ الاختراع. والنهر يجري
وتمرّ السنوات بحلوها ومرّها.
كان القصر المجاور لبيت الوقف والمحلّة لا تتغيّر
والناس هم الناس واغلب العاملين فيها يشتغلون
بالسد وحياكة العبي والمخبز الحالي عبارة عن
جزء من معمل كبير تصل نهايته الى جدار
الحسينّة ومن الجهة الأخرى تحاذي
قصر داوود وهبِي مدير سجن بغداد وكان
عنده خادماً سمه حمّادي يعيش
في بيته ومعمل الحياكة يعمل به أكثر من أربعين
عاملاً يعملون لغرض الحياكة واغلب الازقّة
في المحلّة مشغولة بالحياكة وفي زقاق
الكلبة يوجد المرحوم محمّد العبد والد
كاظم وجواد وكريم رحمهم الله
جميعاً وكذلك المرحوم شوقي والد
قاسم وعلوان
وهؤلاء كلّهم في زقاق الكلبة يعملون
بالحياكة وكل ّواحد منهم
يشطر الزقاق الى شطرين من باب
القصر الى نهية الزقاق
للبيوت الطينيّة وقس على المحلّة والبيوت.
كانت تسكن القصر في زقاق الكلبة المرحومة سارة
وولدها ارمين واثناء الحرب العالميّة الثانية
كان المرحوم آرمبين ولد سارة شاب يافع
وجريء يحمل مسدّساً وفي أحد صباحات ........................:::::
الحرب العالميّة الثانية كان ارمين على سطح
الدار وكانت الطائرة الانجليزيّة
تمر بشكل منخفض وآرمين يطلق النار
من مسدسه باتجاه الطائرة
ووالدي يهتف بشقيقي فاضل
وهو يطلب منه النزول
من على سطح الوقف هذه الصورة لحد الآن
تلوح امامي وفي تلك الفترة وما جرّت على العراق
من المصائب. يوم حصل الانقلاب وكان رشيد عال
الكيلاني على رأس السلطة
والجيش انظمّ له بما فيه العقداء الأربعة
وعلى ضوء هذه التطوّرات فهربت العائلة
المالكة الى منطقة سنّ الذبان لتحتمي تحت
مظلّة القوات الانجليزيّة وكانت الحرب قائمة بين
المانيا النازيّة وإيطاليا الفاشيّة واليابان من جهة
والعالم برمّته باستثناء تركيا تلك الدولة التي فقدت سيطرتها
وخسرت مواقع نفوذها في العالم منذ الحرب العالميّة الاولى
فكانت الحكومة التركيّة تارة تناور قوّات النازيّة والفاشيّة
بعدم السماح بمرور قوّات الحلفاء من الأراضي التركيّة
وطوراً ناور القوّات النازيّة والفاشيّ بعدم السماح لمرور
قوّات الحلفاء من الأراضي التركيّة وبهذه اللعبة فلتة تركيا
دخول الحرب العالميّة الثانية وخرجت تركيا بقميص لم تعلق
به رائحة البارود وهي بلا جروح ولا كسور ولا مفقودين
ولا مقابر اضافيّة فكانت الدولة الوحيدة التي خرجت
تبحث عن الجلوس تحت الشمس بعيداً عن حشرجات الصدور
وانكسار كأس السعادة وتبدّد خمرة العشق الإلاهي
والبحث عن سلّم يصلها الى شارع النجوم وخيمة الشمس
اذ لا مكان للحقد ولا عود ما بين قابيل وهابل ولا عود
للحبل فوق بئر الجحيم ولا مكايدة فالله ما اعطى واغنى
ولا نبتة للحسد وانا اتخيل الانسان قد يكون على ارضيّة
وسقف وجدرانها المقعرة من المرايا تحت عين الرقيب
سعتها سعة الارض والسماوات تصعد منها التسبيحات
بلسان المخلوقات الطاهرة المطهرة تسبح الله بلغات لا تحصى
مع كلّ طلعة شمس وومضة نجم ودورة قمر ومع كلّ برعم ورد
وتنفّس جذر وكلّ ورقة تردّد لا إله إلّا الله محمد رسول الله ما بقينا
وبقية الدنيا وما ثقلت الموازين
كان القصر بالقياس الى البيوت الطينيّة في ذلك الزمن
بعد ان غادرته سارة وولدها ارمين سكنته عائلة شريف
الدهان لبضعة سنوات ذلك القصر المجاور لبيت الوقف
ومن غريب الصدف سكن البيت المجاور والمقابل لبيت
الوقف المصارع وبطل العراق الحاج عباس الديك رحمه الله
مرّة كنت صغيراً وفي يدي جرحاً وكان الدم ينزف من تحت
شاش التضميد وسحبني الى البيت وعالجني بسائل يسمّى
آنذاك التنتريوك ولفّاف جديد مع القطن وحصل له مشادة
مع نسوة الزقاق كان سطح البيت الذي يسكنه ينضح ماءً
المطر والعم عبود والد نجم وسالم وجعفر رحمهم الله وصاد 1111111111111
كان قد وضع له كمّية من طبين مع التبن ليخمّره لرشق سطح
الدار وغلق أماكن نضح الماء وكان موسم الامطار ونسوة الزقاق
حفظهن الله بدل ان يلقين بالماء الوسخ الى النهر كنّ يختصرن الطريق
فيلقين بالماء الوسخ فوق كدس الطين وبعد الطلب المتكرر
ما ارتدعن ولا خضعن الى توسلاته فطفح كأس الصبر وراح
بشتم فخرج له رضا ابنن بهار وشقيقه صالح وكاد يحصل
اشتباك بينهما ولكن تجمعن نسوة الزقاق والله دفع ما كان
وعندما عالج جرح يدي رأيت له صورة في يته كان يقف
وقفة المصارع لحظة المصارعة وبعد مرور سنوات كنت انا
والمرحوم هادي محسن عند ما نكون قريبين من جامع او
حسينيّة نذهب للصلاة وقت الظهر او العصر نصلّي هناك
ومرّة صلّينا في جامع المصلوب وحانت منّي التفاتة
الى غرفة امام الجماعة فرأيت في نفس الغرفة نفس
الصورة للمرحوم الحاج عباس الديك ولحدّ الآن
لم افهم هذا اللغز حول تواجد صورة المرحوم بطل العراق
في جامع المصلوب وفي غرفة امام الجامع.
وفي هذه المنطقة الحيويّة التي تضم نخبة من رجال
الفكر كالمرحوم الكاتب والشاعر والصحفي
كامل علّلاوي وللأسف ان تطوى تلك الصفحة النيّرة
دون الإشارة اليه سواء كان من قريب اومن بعيد
بعيد ومع انّه مقل ولكن مبدع وعلماً من الاعلام
كان نجماً من نجوم تلك المنطقة المسمّات الكريمات
إذ لا يجوز حرق الاوراق بكبريت الإهمال والنسيان
ولكن ماذا نفعل وليس بيدنا شعرة من قصائب الامل
المنسدلة على كتفي هرم الوعي المتكامل المزلزل
القواعد الهشة والآيلة للاكتساح
تحيّة للكاتب والشاعر
والصحفي كامل علّاوى
النجم المشّع في ظلمات الكريمات
وفي سماء الكريمات حيث افتقدنا نجماً حسينيّاً
تعجز ان تجود المحلّة بوزنه ورقة صوته وصفاء خلقه.
كان بلبلاً غرّيداً تعجز الأمهات أن اتجود بمثله كما تعيا
القلوب ان تجاريه في عشقه للحسين عليه السلام
لطيف المعشر رقيق العبارة وله حنجرة ساحر
يكاد يحلّق بك في الاعال وانت مأخذ مخلوب اللب
وحين ينتهي تخرج عن غيبوبتك آن ذاك تعود لعالمك
العكر وكم تمنّ النفس بالعود
ذلك هو القارئ الحسيني والد صادق الصديق الصدوق
كريم حمدي رحمه الله وأحسن مثواه وجعل الجنّة منزله.
كذلك كان للمحلّة جناحي نسر تفخر بالشاعرين وهما
المرحوم الشاعر عبد الحسين وله ديوان في مجال الشعر
الشعبي كان لا يميل لحفظ اشعاره وهي جزء من التراث
وفي أ كثر المناسبات له صولات وجولات ابداعيّة
خاصة في الاعراس وله قصيدة شهيرة قصيدة من
من باكي الهاذا الديك رحم الله عبد الحسين وأحسن مثواه
اما الشاعر الآخر فهو محمّد العصري كان المرحوم
أكثر تطوراً وأكثر نضجاً وله أغاني تقف عندها احتراماً
وتقديراً وله أغاني سجلت في دار الإذاعة العراقيّة في اكثر
العهود وله عضويّة في جمعيّة الشر الشعبي وليس هذا
فقط بل له قصائد حسينيّة كانت تلقى في المناسبات الدينيّة
فتحيّة للشاعرين الشعبيين عبد الحسين ومحمد العصري
اللهم اجعل مثواهما الجنّة.
فمحلّة الكريمات اشبه بقلادة
حبّانته مطعّم بالكرستال والذهب الخالص وفي سمائها
النجمة المشعّة في سماء العراق وفي سماء أمريكا
وفي ايّام سيطرة البعث تمّ اعتقال المرحوم العالم الجليل
عبد الجبار عبد الله وعومل اسوء معاملة وكان يطلب
من البعثيّن إعطائه الفرصة لأكتمل اعماله لتقدم اجلّ الفرص
للبشريّة ويقال عند هذا الطلب صرخ به أحد التافهين
من شلة الحرس القومي لحمل الإناء
الملئ بالبول وهذه عملية قد تلفت النظر
لما كان يرتكبه الحرس القزمي ناهيك عن التفنن بأساليب
التعذيب مما جرى مع الخصوم مع ضياع المقاييس
في قصر النهاية وبقيّة المعتقلات السرّية والعلنيّة.
وكذلك احتوت محلة الكريمات على شخصيّات
مهمّة لها مكانتها كضابط شرطة الخيّالة
ومع كل صباح كلّ خلال ايّام الدوام الرسمي
يأتي أحد افراد الشرطة اراكباً جواداً ويمسك برسن
جواد آخر وينتظر قرب مقهى عبد الله الظاهر لحين ما
يخرج الضابط الكبير من بيته ليمتطي جواده والمرافق
يسير خلفه والصورة تتكرّر بشكل يومي باستثناء ايّام
العطل وفي مرّة من المرّات جاء ت رسالة بريديّة
الى مردان السعد وحين التقطها لغرض فتحه فقال ولده كاسب
يا الله لعلّه فيها ترقية فابتسم الوالد وقال
من اين تأتي الترقية واللغم قابل للانفجار
وكان الوالد يتحدث ما بين السطور. كان لمردان
ثلاثة أولاد الطالب سامي والمحامي كاسب والضابط
الكبير غضبان ومواقفه من النظام وقد تمّ طرده من الجيش
لما يحمل من مبادئ هدّامة كما تسمّيها اقزام النظام وفي أحد
الايّام وحوالي الساعة العاشرة صباحاً دخلت محلّة الكريمات
مجموعة من ضباط الشرطة العلنيّة والسرّيّة قرابة العشرة
اشخاص واخذوا يطرقون الباب بعنف والباب
لم يفتح وبعد وقت من الطرق وكأنّما خالي من
ساكنيه او البيت خالي من الأحياء وبعد ان
عجزوا والناس تجمهروا بشكل غريب ولم
يققه وهم يتحدّثن همساً والبعض يردد كيف
يجرؤون ان يفعلوا ببيت ضابط أكبر منهم
رتبة وأخيراً صاروا يدفعن بالأكتاف الباب
لكسره وهم مغمورون بالدفع وإذا بصوت عاصف
يغطي على الرعد من شبّاك الغرفة المطلّة على
الباب ويد ممتدة وهي تمسك بمسدس فوق رؤوسهم
لماذا هذا الطرق الجنوني قال أحدهم افتحي الباب
فردّت ولم أفتح الباب قال كبيرهم لدينا أمر بالتفتيش
وعن ماذا تفتشون أجاب عن كتب وكتابات غضبان
قالت ليأتي غضبان معكم وسأفتح لكم الباب
قال إنّه فار عن وجه العدالة فردّت الباب
لم ولن يفتح ومن يخرق حرمة وقد سيّة الدار
فيكن نصيبه النصيب والمسدّس يهتز
مثل غصن تضربه الريح واخيراً بدت
تتساقط من على السطح بقايا أوراق تحترق
فانسحبوا بسرعة جنونيّة يبحثون عن بيت
مجاور يسرعون وعيونهم تترصد فوقعت
على بيت صبري المضمّد فصاروا يطرقون الباب
طرقاً بشكل مخيف على تلك العائلة المسيحيّة
أمّا عائلة صبري وبما فيهم صبري خاف من
حدة الطرق وعنما فتح الباب دخلوا البيت
ركضاً وهم يردّدون السلم السلم فازدادوا ساكنوا
الدار إرباكاً وبعد الترديد واللهاث وزوجة صبري
فقدت الوعي وصبري اصابته الرعشة وهم يبحثون
عن السلاّم واخيراً فهم قصدهم وكان السلّم امامه
بردة وصبري في حالة يرثى لها فدلّ بإصبعه
جهة البردة فهرعوا الى السلّم وبعد ان صاروا
على السطح خابت آمالهم فالفراغ الفاصل
بينهم وبين ما يتمنون الهاوية.
وكانت الصدمة بانتظارهم بعد ان نزلوا عن سطح
بيت صبري المضمّد مالوا الى بيت اليهودي المرتبط
سطحه بسطح بيت غضبان السعد ولما ملّوا من الطرق
على الباب وكان تحت سقف البيت دكّان عائد الى
كريم صالح الكسّوب رحمه الله فسأله عمّن في الدار قال لهم
عائلة يهوديّة فسأله الضابط أين هم قال لهم اليوم
سبت واغلب ايّام السبت يذهبون الى التوراة
فضاقت الدنيا بتلك المجموعة القذرة وبعد مضي أكثر
من ساعة جاء الرجل وزجته فطلبوا منه الصعود
الى السطح فسأل مستفسراً ولماذا الى السطح قالوا توجد
مهمة مناطة بنا خلاصتها لدينا حملة تفتش
أجاب حملة تفتيش عن ماذا عن اشياء سرّيّة ولا يمكن
بيت اليهودي عن بيت غضبان السعد فنزلوا
والخيبة على وجههم’ كل ّهذا والوقت يمضي وأخيراً
تجمّعوا قرب مقهى عبد الله الظاهر وبعد وقت لمحوا
الاب عائداً من الدوام
فاندفعوا اليه وشرحوا له الأمر بالتكليف
الصادر إليهم فقال لهم تفضّلوا وفي السرّ
كان قد علم كلّ شيء وقادهم الى البيت
وقال لهم خذوا حرّيتكم وعند دخولهم
الى البيت لم يروا ما يخرج عن المألوف
واخيراً فتشوا كل مكان حتى لم يروا أثراً
للأوارق المحروقة
فخرجوا بخفي حنين وهم يعتذرون
وفي الجانب الآخر من وجه القمر المظلم
كانت ثلّة من رجال الامن قد ذهبت الى
احدى المطابع وهاجمت المطبعة والقت
بجميع الحروف الى نهر دجلة مع حرق
كلّ شيء في الدار وكذلك حرق كتاب
كوريا في موكب (((للكاتب غضبان السعد)))
وفي ليلة ليلاء كانت الكلبة تعاني عذاب
الموت وهي تعوي وتأن طريحة على الأرض
لا أحد يعلم من الذي القى لها بكمشة العجين
المخلوط بالدهن مع كوم من الابر الدفينة.
لا أحد له مصلحة بقتل هذه المخلوقة البريئة
غير اللصوص.امّا من سكن القصر المجاور لبيت الوقف
بعد سارة وآرمين فقد سكنه هاشم جواد ممثل العراق في هيئت الامم مع
أخيه فؤاد وزجته السويسّريّة وكانت عندهم
طفلة وكلب كأنّه جاء تعويضاً لكلبة الزقاق
كان فواد يجس على السطح ليلاً وخاصة
في الليالي المقمرة ونسوة الزقاق ينحدرن الى
ضفاف النهر ليلاً لغسل الاواني امّ تلك المرأة
السويسريّة كانت تعاني عند العبور الزقاق
الذي تشطره القضبان ومد السد الى جانب ممر
العذاب وطفلتها في العربة وما يحز في نفسي
ايّام كنت طفلاً لا أعي. كان المرحوم فرج والد
كان المرحوم ع
سلّوم والمرحومة وفيّة في أكثر صباحات الصيف
يسبح في النهر ومرّة سبح وغطس في النهر
مرّات وعند الخروج ليذهب الى البيت فهتفت
بصوت عال نجس فرمقني بنظرة عتاب
وعاد الى النهر ليتطهر ثانية وما ان خرج فهتفت
ثانية ثم عاد الى النهر فوقفت على تلة بعيدة وعالية
وما ان خرج راكضاً خلفي وانا اعدو بكلّ ما اُتيت
من قوّة ولم التفت إلّا وحاذيت جدار السفارة
من جهة النهر فرأيته يركض الى جرف الهر
ثم يغتسل ويصعد وكان هذا العمل المشين
والقبيح والمدان شرعاً وبعد ان ازددت وعياَ
اطلب الغفران منه ومن ربّي. ومر ّة
كنت في معمل اخي فاضل فجائن العم فرج
وهو يحمل واحدة من شجر الاسكلة ولها
عنق مستطيل فطلب منّي ازالت العنق
فقطعت له العنق وحاولت ان اسحب الحَب
فحاولت سحب البذور من العمق فصرخ لا لا
ثمّ استدرك فابتسم ولم يقل لي لا تنجسها حسب
شريعتهم فاردفها بتلك الابتسامة وهو يردد
الجار حقه على الجار.
فالمذاهب والأديان تصان عند حدودها. وكمثال
لحم البعير في الإسلام حلال وعند اليهود
حرام كما يقال وهناك أشياء اشبه بالطلّسم
المغلق وفي أمسية من أماسي الصيف جاء
رجل يشيرون إليه بالبنان كونه الساحر
وفي ليلة من ليال الصيف حضر الساحر
ليري الناس قدراته وقد تجمّع في مقهى
المرحوم طالب ما يزيد الثمانين شخص
مع حضور الرجل الساحر ووقف في وسط
الجمهور وكان الجميع يركزون بأحاسيسهم
وكأنّ على رؤوسهم الطير وهم بانتظار المعجز
الخارق للطبيعة البشريّة والانسان متحفّز بكلّ
خلاياه العقليّة فتجمهر الحضور بعيون مفتوحة
بانتظار ما هو خارق وغريب والرجل ينظر
بعينيه ويترصد الجمهور ويدور برأسه وفي
الغفل منّا هجم على المرحوم هدوان ابن اخي
المرحوم ال حاج كاظم ا وانحنى على دشداشته
وراح يمزقها بأسنانه حتّى انكشف للناظرين
من موقع اللباس فما تحت وكانت دشداشة
بيضاء جديدة فراح المرحوم هدوان يبكي
ويشتم الرجل الساحر وكان المرحوم حسب
تقديري بعمر ستة عشر سنة وبعد ان نظر
الجميع لحال هدوان خلال ما يزيد على
الخمس دقائق أخيراً انحنى الرجل الساحر
على الدشداشة ولمّها بيديه ثمّ تركها فكانت
الدشداشة سليمة كما هي فحصل اللغط
بين مشكك ومصدق وكل واحد مشغول
بحديث مع زميله وامتد الوقت حوالي
النصف ساعة وبعد أن هدئت النفوس
عاد الرجل الساحر الى وسط الجمهور
ليفعل بأدهى مما فعل عاد ينظر الى
الى النفوس هل استقرّت وهو يركز
نظراته على الأيدي فمسك بيد واحدة
وراح ينتزع الخاتم من إصبع يد
أحد ذلك التجمّع المنبهر بين مكذب ومصدق
وعندما استقرّ الخاتم بيد الرجل الساحر
ووضعه براحة يده وقد استقرّت العيون
على ذلك الخاتم واخيراً التقطه وقذفه في الهواء
وقال لصاحب الخاتم اتريد استرجاعه
قال اجل قال ابحث عنه في البيض قال
ايّ بيض أجاب في ايّة بيضة ستجده
وتحرّك صاحب الخاتم بصحبة مجموعة
من جمهرة الحاضرين فذهبوا مجموعة
الى دكّان رسول بن علّوب رحمه الله
لشراء بيضة وانا تبعتهم وعندما طلبوا
شراء بيضة وكان المرحوم رسول يضع
البيض في سلّة من السيم الغليظ ويعلّقها
قرب المصباح وعندما طلبوا بيضة ونظروا
لها على ضوء المصباح فلاحة البيضة
مستقرّة في الوسط فقالوا لرسول غيرها
وكان كلّما يقدم لهم بيضة يطالبون تبديلها
تبديلها يتكرّر الرفض الى ان ضجر فانزل
لهم جميع ما في السلّة فكان الخاتم في الوسط
من البيضة الى ان عجزوا فخضعوا ل لأمر
الواقع فعادوا بواحدة وسلّموها للرجل الساحر
فكسرها والتقط الخاتم من وسط البيضة وكان
الخاتم تسقط منه قطرات السائل وليس من
تفسير وانا ليس لي يقين بما يسمّونه السحر
ولكن أروي ما رأيت
ومن الأشياء المغايرة للعقل والمنطق.

ولله في خلقه شؤون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال