الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقد انتهى زمن نصف التدابير - ألكسندر دوغين 2/3

نورالدين علاك الاسفي

2022 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ألكسندر دوغين
Alexander Dugin

ترجمة: نورالدين علاك الأسفي.
[email protected]

في نهاية عام 1993، أدرك يلتسين نفسه فجأة وقرر أنه لم يعد مجبرا . وهكذا بدأت حملة الشيشان الأولى. لقد كانت حملة فظيعة، مخزية، وحشية، ولكن... كانت هذه أول علامة على وجود شيء في روسيا قاوم احتلالها بالكامل عن طريق البحر. كان الليبراليون إلى جانب الانفصاليين. لقد رأى إصلاحيونا أنفسهم على أنهم إدارة استعمارية، وغوليتر / Gauleiter (= حكام مقاطعات في النظام الفاشي) للمناطق الخاضعة في حرب جيوسياسية. تم تصور الاتحاد الروسي ككيان مستعمر مع الحد الأدنى من السيادة، وكان من المقرر أن تصبح هذه السيادة أقل فأقل.
ففضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي، في خطط الاستراتيجيين الغربيين؛ هو فضاء ما بعد روسيا، كان من المقرر أن يخضع تدريجيا للسيطرة المباشرة لحلف شمال الأطلسي، وكان على الطابور الخامس من الليبراليين الذين يحكمون في موسكو في ذلك الوقت أن يسهل هذه العملية بأي طريقة ممكنة. شمل ذلك تخريب الحملة الشيشانية الأولى. وتوج ذلك بعملية السلام في خاسافيورت/Khasavyurt وتوطيد الأوليغارشية حول يلتسين، الذي فقد تماما ثقة الشعب وقدرته على الحكم. و الجنرال ليبيد/Lebed هو المثال الرئيس لضابط عسكري روسي رفيع المستوى خان الدولة ودخل في خدمة العدو.
انتهى كل ذلك في أواخر 1990، عندما غزا الوهابيون الخاضعون للسيطرة الغربية موسكو وداغستان ووجهوا الإرهاب (الهجمات والتخريب والغارات). استمر إجبار روسيا نحو مزيد من التفكك. وأصبح الوضع حرجا، كما هو الآن، بل أكثر من ذلك الوقت.
ثم جاء عهد بوتين، الذي كان تغييرا جذريا، أولا وقبل كل شيء في الجغرافيا السياسية. رفضت الأرض التفكك وبدأت صراعا يائسا لاستعادة السيادة. هذه هي الحملة الشيشانية الثانية، صعبة للغاية، لكنها منتصرة. لقد صاغ ظاهرة قديروف وقوة البر الرئيسي لأوراسيا وهارتلاند، التي دافعت عن نفسها ضد هجوم البحر.
بوتين الآن على طريق استعادة الجيوسياسي، هذه هي مهمته. بوتين هو عودة أوراسيا إلى الذاتية. ولا شيء غير ذلك.. كل شيء آخر هو غير بوتن.
على مستوى القانون الدولي، تم بالفعل منع صعود روسيا من ركبتيها في إطار الاعتراف باستقلال دول الاتحاد السوفياتي السابق، وقد تم تأمين هذا النوع من الإكراه من خلال الإمكانات الجيوسياسية لحلف شمال الأطلسي.
في خطاب ميونيخ لعام 2007، تحدى بوتين هذا الوضع الراهن في التوازن الجيوسياسي على المستوى النظري. في عام 2008، تحدت روسيا الوضع الراهن بعد الاتحاد السوفيتي بالممارسة العملية في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. أي أن تعزيز سيادتنا الجيوسياسية دفعنا إلى الجرأة على تغيير حدود ما بعد الاتحاد السوفيتي. لعبت الجغرافيا السياسية دورها في الضغط على القانون الدولي.
ثم جاء ميدان(= كناية عن الثورة الملونة بأوكرانيا نوفمبر 2013- فبراير 2014)، وإعادة توحيد شبه جزيرة القرم وتمرد دونباس. أصبح ميدان إشارة البحر للهجوم، بينما صارت شبه جزيرة القرم ودونباس استجابة الأرض. مرة أخرى، قمنا بإعادة هيكلة القانون الدولي ليتناسب مع الجغرافيا السياسية.
يحوي القانون الدولي بندا غامضا حول أولوية السلامة الإقليمية للدول القومية؛ وفي نفس الوقت حق الشعوب في تقرير المصير. في الممارسة العملية، يؤدي دائما إلى توازن جيوسياسي للقوى بين البر والبحر. يصر قلب الأرض على أن أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا مستقلتان، في حين أن شبه جزيرة القرم وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك اليوم وخيرسون و زابوريجيا هي جمهورياتنا. يصر البحر على أن يوغوسلافيا لم تعد كذلك وأن كوسوفو مستقلة . القوة فقط. الجغرافيا السياسية فقط. ويتكيف القانون الدولي بعد الوقائع مع ما يظهر في الممارسة الجيوسياسية. الجغرافيا السياسية هي الحقيقة المجردة، في حين أن القانون الدولي هو بنية فوقية، بدلة، وإطار.
و الآن العملية الخاصة في الاعتبار (=SMO): لقد بدأت لأن البلاد قررت اتخاذ خطوة أخرى لاستعادة مكانتها في توازن القوة.. لم يكن سلوك موسكو في عهد بوتين، وبالتالي في فترة استعادة السيادة الجيوسياسية، متسقا تماما مع القانون الدولي، الذي أسس لوجود الدول القومية في فضاء ما بعد السوفيتي. الفرق هو أن روسيا في عهد يلتسين كانت شبه مستعمرة، بينما في عهد بوتين سلكت الطريق إلى الاستقلال الحقيقي.
ومع ذلك، فإن مركز يلتسين/ Yeltsin موجود، وكذلك اعتراف موسكو الرسمي بأوكرانيا "دولة قومية".. هناك أيضا إصلاحيون ليبراليون في روسيا نفسها، كاستمرارية وحتى كحل وسط بين الخيانة والولاء.
أدى هذا التناقض إلى عام 2014. فتوقف حركتنا شرقا في أوكرانيا ومحاولة تسوية لشبه جزيرة القرم كان خطأ. هذا واضح الآن للجميع. لماذا نبقي على الكذب حول خطة ماكرة ؟ لم يكن هناك شيء، ولكن كان ذا صلة بمركز يلتسين، فالتعلق بالتسعينيات، و الغرب، والعولمة؛ فالبحر هو المسؤول عن هذا الخطأ الفادح. لقد عدنا إلى نفس النقطة، فقط في وضع انطلاق أسوأ بكثير، وهو أمر كان من الممكن حله من خلال نجاح العملية الخاصة/ SMO في مرحلتها الأولى، لكن هذا لم يحدث.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف