الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقد انتهى زمن نصف التدابير - ألكسندر دوغين 1/3

نورالدين علاك الاسفي

2022 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ألكسندر دوغين
Alexander Dugin

ترجمة: نورالدين علاك الأسفي. [1]
[email protected]

للآن؛ ولمدة ثمانية أشهر قاتلنا بشدة، أنهار من الدماء سفكت ، و العديد من الأرواح فقدت، بما فيهم الأبرياء، و كسرت جميع العلاقات والاتفاقيات، تخللتها المخاطرة، والتقدم، والتراجع، كما رشقنا، و تلقينا الضربات، فغدت بالفعل الهجمات الإرهابية على الأراضي الروسية هي المعيار، وكل هجوم جديد يزداد ضراوة و قسوة أكثر، والجميع لديه شعور غريب بأننا ننتظر شيئًا.. نوعًا من الخط الأحمر ... كل ما يمكن تجاوزه؛ قد تم عبوره. في الوضع الحالي، لا يمكن الاستسلام و لا التفاوض. إما أن نفوز و سيكون النصر كاملا، أو سنخسر وعندها لن يسمح لنا حتى بفتح أفواهنا. نحن لا ننتظر أي شيء. و لا من شيء ننتظره.
يجب أن ننضم إلى القتال ونذهب إلى الجبهة، أولئك الذين ليسوا معنا هم ضدنا، الجبهة ليست فقط خارج الحدود الغربية للوطن الأم، ولكنها تعمل داخل روسيا - إنها الآن في كل مكان، وإذا كان شخص ما يبدو وكأنه خائن، و يتصرف مثل الخائن؛ و شوهد كخائن، فمن المرجح أنه خائن. فلا حاجة للانتظار أكثر من ذلك.
كل شيء يعتمد علينا، على كل واحد منا. فالسلطة وحدها، بدون شعب، بدون مجتمع، بطريقة تقنية بحتة؛ و دقيقة جراحيا وسريعة، كما يبدو أنها خططت في البداية، لم تتمكن من كسب هذه المعركة؛ بل إنها لم تستطع أن تكسب هذه المعركة. و بما أنها الآن حربنا، فإن السلطات لديها أيضا التزامات أمام الشعب والمجتمع. يجب صياغة الاستراتيجيات بشكل واضح وغير عاطفي، ثم كل شيء سيسير كما ينبغي ولن ينتظر أحد أكثر. فعلى الجبهة لا أحد ينتظر، بل يحارب.
في حرب الشعب، الشعب هو القوة. و الدولة هي نحن. إن التزام الحكومة أولا وقبل كل شيء تجاه الشعب هو كسب الحرب. نعم، كل ذلك معا، ولكن للفوز. إذا لم تكن هناك موارد، فلنخلقها معا، لنجدها، و نستخرجها من الأرض؛ إذا كان هناك أغبياء غير أكفاء في الأعلى، فلننظر إلى الطابق السفلي، ثم طابقين، فثلاثة؛ ولننتقل إلى أولئك الذين تم تهميشهم، وإسكاتهم، وتجاهلهم، و هم في خوف لأسباب مختلفة. من الواضح أن هذا هو المكان الذي يكمن فيه الحل. إذا كان افراد الشعب وطنيين وحريصين على المشاركة في النصر، ولا يدخرون شيئا، فدعهم يحاولون، و إذا فشلوا، فسوف نأخذ الآخرين. لدينا أمة عظيمة، ولكن يجب أن نفتح الأبواب التي تؤدي إلى النصر والمجد ونتخلص من أولئك المرتبطين بموقفهم. من الضروري إيقاف عملية تناوب النخب في الظروف الحرجة للبلاد، عندما يقرر المرء أن يكون أو لا يكون، فهو في حد ذاته خيانة.
لا توجد خطوط حمر، نحن على الجانب الآخر. هجمات العدو ستستمر في جميع الاتجاهات: الحرب لا تتوقف منذ فترة طويلة داخل روسيا؛ ويمكن أن تصل إلى الجميع؛ خارج روسيا، ستهاجم الحثالة الشيطانية وتمزق كل روسي، دون الاستماع إلى أعذارهم. تبدأ حرب الشعب عندما يلوح تهديد مميت على الأمة بأكملها؛ وجزء منها لا يعتبر نفسه شعبا أو لم يفكر فيه أبدا، وهذا الجزء أصبح الآن هدفا.
الآن، الجبهة هنا.
نحن قريبون من هذه النقطة، لذلك يجب أن نتحلى بالشجاعة لتوضيح الأمور. الحد هو تقويض جسر القرم. ثم هناك الحقيقة- بقدر ما قد تكون صعبة - والطريق صعب للخلاص والنصر. أو... وهذا يمكنك تخمينه بنفسك، لا أريد تخويف أي أحد-أعتقد أن الجميع على دراية كافية بخطورة الموقف الذي نحن فيه.
هناك قانون دولي وهناك الجغرافيا السياسية. يصف القانون الدولي كيف ينبغي أن تبدو الأمور ؛ تصف الجغرافيا السياسية كيف تسير الأمور. هناك دائما فجوة بين "الوجود" و "الظهور".
من الناحية الجيوسياسية، في عام 1991 عانت روسيا من هزيمة هائلة في معركة البر مقابل البحر (قلب الأرض/ Heartland مقابل ريملاند /Rimland وفقا لتصنيفات الجغرافية السياسية الكلاسيكية). لقد استسلمنا، وألقينا الراية البيضاء و نعتناه بيلتسين (مركز يلتسين هو نفس الشيء، نصب تذكاري للهزيمة والخيانة). علاوة على ذلك، قبلنا حقيقة العدو، ونظام قيمه، ومعاييره، وقواعده، و النظام البرلماني، والديمقراطية الليبرالية، و الأيديولوجية الفردية، ومذهب المتعة والراحة، والسوق.
وهكذا ولد الاتحاد الروسي، باعتباره تابعا للغرب، واضطرت موسكو إلى الاعتراف باستقلال أراضيها السابقة، وهي الجمهوريات، التي اكتسبت استقلالها عنا وأصبحت تلقائيًا تعتمد على الغرب.. حيث تذهب الأرض، يأتي البحر. هذا هو القانون. تم تضمين ثلاثة من أراضي البلطيق على الفور في الناتو، وسقط الآخرون على خط.
على الصعيد الدولي، انعكس هذا في اعتراف الاتحاد الروسي باستقلال الأجزاء السابقة من روسيا الكبرى، لكنه كان مجرد انعكاس للحقائق الجيوسياسية. فقدت الأرض وأجبرت على الاعتراف بإرادة البحر المنتصر. لقد اضطررنا أيضا إلى التخلي عن الشيشان، والتخلي عن شمال القوقاز، والتخلي عن منطقة الفولغا والتخلي عن جبال الأورال وسيبيريا والشرق الأقصى. خذ كل السيادة التي تريدها كما قيل. [2]
يتبع
-------------
[1] في البال: المقالة مناط الترجمة رهن بالإحاطة علما؛ لا بقصد تبني فحواها جملة أو تفصيلا. المترجم.
[2]- تلميح من دوغين يحيل رأسا على ما قاله يلتسين في خطاباته خلال عقد 1990، حين أعلن في مناطق الفيدرالية الروسية أن "تأخذ أكبر قدر ممكن من السيادة التي يمكنها ابتلاعها".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح