الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأصولية

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2022 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


.
يمكننا القول في سياق مقاربة ، عادية ، بسيطة ، أننا نعيش أينما كنا ، تحت وطأة سلطة أصولية ، يختلف جبوروتها درجة و أداؤها مهارة ، من بلاد إلى أخرى ، ولكن احتمالية تحركه هبوطا و صعودا على سُلّم القساوة قائمة باستمرار .
لا بد من أن الإشارة بداية ، إلى أن الأصوليات ليست جميعها دينية ، أو بالأحرى إلى أنها لا تتستر دائما بالعباءة الدينية ، فهي تبدو أحيانا بزركشة قومية ، عرقية أو عسكرية . أو بتعبيرأكثر وضوحا و صراحة ، تتعهد الأصوليات مشاريع سياسية فتلبس الثوب المناسب للمهمة التي تضطلع بالمشاركة في تنفيذها . و هي في مختلف الأحوال في لبها "وسائل صدامية " لبلوغ أهداف محددة ، غير قابلة للتعديل ،بواسطة "العنف و الضغوط و الترهيب " . إنطلاقا من أن لهذه الأهداف أولوية قصوى من وجهة نظر القادة الأصوليين الذين يدعون العلم و المعرفة و الهداية في مجالات العيش كافة ، فلا يضاهيهم في ذلك بحسب هذا الإدعاء أصحاب الإختصاص و الباحثون لذا يسارعون عادة إلى اسكاتهم أوتهميشهم أو نفيهم .
لا نبالغ في القول أن الاًصولية هي في جوهرها ردة إلى ما قبل ، بمعنى أن "الإنعطافة الخطأ " وقعت في الماضي . ينبني عليه أن الإصلاح يبدأ بحسب مفهومية أصولية ، بالرجوع زمنيا و فكريا إلى المَفرِقِ حيث انحرفت المسيرة عن النهج الصحيح . فلا غرابة إذن أن يلجأ الأصوليون في سياق هذه العملية القسرية إلى العنف. ومن الطبيعي أن يتردد الناس أو أن يرفضوا ، إذا سئلوا ، الإنتقال ثقافيا و زمنيا ، من العصر الحاضر إلى أزمنة غابرة ، لا سيما أن هذا الإنتقال مستحيل .
مجمل القول أن تدمير ما هو قائم ، هو في صلب المشروع الأصولي . هنا ينهض سؤالان :
ـ السؤال الاول عما إذا كانت هناك علاقة بين هذا المشروع من جهة و بين أزمة إنمائية شاملة لكل أبعاد التنمية من جهة ثانية ، و هذه تنجم عادة عن امتلاك مقومات الوعي و مكتسبات علمية و فكرية كفيلة بتأهيل و دفع المجتمع عموما ، و مؤسساته الوطنية خطوات على طريق التقدم ، مقابل فئات محدودة في هذا المجتمع تعترض هذه النقلة النوعية ، خوفا على مواقعها في الحكم و على مصالحها الخاصة ، ما يجعلها ميّالة للمخاطرة بأبقاء الأوضاع على حالها . و هذا في ذاته موقف عبثي .
ـ السؤال الثاني : يتعلق بتوظيف جهات خارجية لأزمات المجتمعات التي تتوافر فيها الشروط الملائمة لظهور الحركة الأصولية ، من أجل أضعافها و تدميرها ، إذا أمكن ذلك ، أو إعادة ترسيمها .
يبقى أن نقول في الختام أن تفعيل الحركة الأصولية يتطلب دائما وسائل مادية و إعلامية ـ دعائية تأتيه من لدن المجتمع المأزوم ومن العدو المتربص شرا به ( يتبع )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و