الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


همسة في سردية الشعر/ نماذج

رياض قاسم حسن العلي

2022 / 11 / 18
الادب والفن


حفل الشعر العربي بمشاهد سردية مثيرة وهذا يدفعنا الى القول ان الشعر ماهو الا سرد شعري او أن الشعر والسرد تعايشا معا على مر التاريخ.
فقبل ان يتعلم الاعراب في البادية معنى السرد في الشعر لا يتبادر الى اذهاننا الا ملحمة كلكامش التي لا يمكن ان نفهمها الا كونها ملحمة سردية صيغت بلغة شعرية او كما يقول صالح لبريني ( سردنة الشعر) وأن كان هذا المصطلح يخلو من الشعرية فهو كمن يصف الشعر بسمك السردين، او هكذا تبادر الى ذهني.
فالشعر بدون سرد يكون مجرد كلمات بلا معنى مشحونة بعاطفة مبالغ بها، ربما أكون مخطأ هنا.
فهل نستطيع أن نفهم قول المتنبي
"وقفت وما في الموت شك لواقف
كأنك فــي جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كلــــمى هزيمة
ووجهك وضاح وثغــــــرك باسم"
دون ان تأتي الى اذهاننا مشاهد سردية او لنقل سينمائية ملحمية اخرجها وكتب السيناريو المتنبي نفسه.
وحينما نقرأ قصيدة طالب عبد العزيز (السائرُ في جنازةِ أمسهِ) نجد الشعر السردي كما يجب ان يكون في قصيدة النثر :
"لا أُحبني مربوطاً بالحبال على المركبات
وإن لم يكن لكم من بد علي
وسدوني الرمل ، لصق سيدي البصري
حيث يرقد أشياخي : السياب والبريكان
وعبد الوهاب
اعلم أن السائرين تحت مقعدي سيقولون
أشياء كثيرة
وأني جدفت على المشرعين والحكام الجدد
....
نعم جدفت ، جدفت كثيراً عليهم
وسأجدف غداً ، وبعد غدٍ
وإن اخطأتني الصوائت والكواتم
سأجدف ثانية وثالثة...
ذلك لأني أكرههم جميعا،
أولئك ، الذين ماتركت لهم مبرراً واحداً لقتلي"
فطالب يريد من الاخرين ان يتعاملوا مع جنازته كما يليق به وهو الخصيبي الملتصق بالارض والنخيل.
بل أن الثيمة الرئيسية في مطولات السياب هي الشعر السردي فنقرأ مثلاً في ( حفار القبور) :
" هو ذا المساء
يدنو وأشباح النجوم تكاد تبدو والطريق
خال فلا نعش يلوح على مداه ولا عويل
الا النعيب"
او في( المومس العمياء) :
" هلم: فالحوذي يبحث عن مسافر
والريح صر، والبغي بلا زبائن منذ حين
أن لم تضاجعها وصد سواك عنها معرضين
فكيف تحيا ، وهي مثلك لاتعيش بلا طعام؟
لا تخش منها أن تُراع بما تآكله الجذام
من صدرك النخر العريض ، وأنت ويحك يا أخاها
ماذا تريد ، وعم تبحث في الوجوه؟ ويا أباها
اطعن بخنرجك الهواء.. فأنتما لن تقتلاها"
أو لنقرأ نص عبد السادة البصري ( مواطن) :
" حينما تملكته رغبة الانجاب
ومن سيكون ولياً للعرش
استأجر أبي رحماً
بعد ان دفع المهر لأهل أمي !!
ولم يكن لديه عرش
بل بقايا ديون
فجئت الى الدنيا
حاملاً
مرض الايجار المزمن!!"
أو كما يكتب فرات صالح في قصيدة ( بهجة) :
" وصحيح أني لم انم جيدا ليلة امس
لأن أمي امضت ليلتها في نحيب مكتوم"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: تكريمي من الرئيس السيسي عن


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: نفسي ألعب دور فتاة




.. كل يوم - دوري في جمال الحريم تعب أعصابي .. والمخرجة قعدتلي ع


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: بنتي اتعرض عليها ب




.. كل يوم-دينا فؤاد لخالد أبو بكر: أنا ست مصرية عندي بنت-ومش تح