الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مائة وثلاثة وخمسون عاما على المذبحة !؟

حسن مدبولى

2022 / 11 / 19
حقوق الانسان


تحية إلى أجدادنا من العمال المصريين الذين قاموا بحفر قناة السويس منذ بداية الأعمال بها عام 1859 وحتى انتهائها وإفتتاحها بعد عشر سنوات فى 17 نوفمبر عام 1869. وقد شملت عمليات الحفر ما يقدر بحولى 165 كم طولا ، وحوالى 52 متراً عرضا عند السطح و بعمق حوالى ثمانية أمتار تقريبا ، كما تم إستخراج حوالى 74 مليون متر مكعب من الرمال بواسطة مليون عامل وفلاح مصري كانوا يعملون بالسخرة وتحت أسوأ الظروف ،فى الوقت الذى كان عدد سكان مصر أصلاً أقل من 4 ملايين نسمة ،وقد مات أكثر من 120 ألف مصرى فى أثناء تلك العمليات بسبب الجوع والعطش والأوبئة والمعاملة السيئة. ومعظمهم لم يستدل على جثمانه ودفن فى الصحراء أو غرقاً تحت مياه القناة ، مائة وعشرون ألفا من المصريين ماتوا ولم يحتفل بذكراهم أحد على أرض مصر، ولم يخلد تاريخهم فيلما سينيمائيا ولا مسلسلا تليفزيونيا كما تم مع من لا يستحقون ، بل أن مخرجا سينمائيا كيوسف شاهين تفرغ لاخراج فيلم يدافع فيه عن الاحتلال الفرنسى بلد المجرم ديليسبس ، بينما مئات الالاف من المصريين دفنوا قسرا تحت رمالها لم يحركوا جفنه لا هو ولا خليفته مخرج الفضيلة لكى ينتجوا فيلما عن ضحايا حفر القناة التى يتبختر فيها السياسيون !؟
بل حتى على المستوى المادى لم ينل شهداء قناة السويس أى تعويضات مالية تناسب حجم تضحياتهم التى تفوق تضحيات أى جهة أخرى فى مصر ؟ بينما إستولى السياسيون والأمنجية والفنانون والرياضيون والمثقفون الخونة والاعلاميون الكذبة على كل الأضواء والمغانم التى أنتجتها أرواح من دفنتهم رمال الصحراء وجرفت بقاياهم مياه البحار التى اوصلوها ببعضها عبر القناة ؟

وكنصيب وحظ البسطاء و المسحوقين فى مصر ليس لهم منا فى ذكراهم الثالثة والخمسين بعد المائة إلا الدعاء بالرحمة والغفران و التحية الممزوجة بالحزن والأسى على من سيقوا قهرا وقسرا ولم ينالوا هم وأحفادهم سوى الموت والتنكيل والإستعلاء من أحقر خلق الله ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخبار الساعة | اعتقال 4 مسؤولين في أنقرة بتهمة التآمر ضد سيا


.. فرحان حق: الأمم المتحدة شكلت لجنة لتقصي الحقائق في الهجوم عل




.. الأونروا تحقق في لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي


.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا




.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر