الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استشهاد فلسطيني وإصابة ثلاثة آخرين....ثم ماذا ؟!

محمد حمد

2022 / 11 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


لقد اسمعت لو ناديت حيّاً - ولكن لا حياة لمن تنادي


من المؤسف حقا ان خبر قتل فلسطيني وإصابة آخرين بشكل يومي ممنهج، وتدمير منازلهم واعتقال أفراد من عائلاتهم. أصبح خبرا عاديا جدا. مجرد رقم أو أرقام ميتة تتناقلها وسائل الإعلام على عجل. لا تثير اهتمام أحد سوى ذوي الضحايا. لا منظمات حقوق انسان. لا الجنائية الدولية أو العدل الدولية. لا امم متحدة. لا بلدان تدّعي التحضّر والمدنيّة والمؤسسات الدستورية الرصينة. ولا حتى ذوي القربى المشغولين بالتطبيع العلني والسري مع دولة إسرائيل. فهؤلاء، أصحاب الشوارب الكثيفة، يخشون حتى من مد يد العون، ولو باقل شيء ممكن، الى الشعب الفلسطيني.
كل هؤلاء، دولا ومؤسسات وهيىات، مصابون بالعمى الاسود والصمم الوراثي. لا أحد منهم يستطيع ان يقول لدولة بني صهيون "على عينك حاجب،".
لان هذه الدولة العاقة هي بؤبؤ عين ماما امريكا. وتعتبر نفسها فوق الجميع. وبالتالي يحق لها أن تسحق باحذية جنودها الضخمة كل قوانين الارض و السماء معا. وتضرب بعرض الحائط كل مواثيق المجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
قبل اسابيع قتل بظروف غامضة مواطن امريكي في بغداد، فقامت الدنيا. وما زالت قائمة. وسارعت حكومة بغداد الى تشكيل لجنة تحقيق فورا. ودخلت السفارة الأمريكية على الخط. وما زالت جهود أكثر من طرف تسعى الى معرفة ملابسات الحادث. أما الفلسطيني فيقتل في وضح النهار وأمام عشرات الشهود وفي أغلب الأحيان اعزل الا من ثيابه الرثة. ومع ذلك لا لجان تحقيق ولا سفارات تتدخل ولا منظمات دولية تحرّك ساكن...ولا هم يحزنون !
اليوم عاد، بنيامين نتنياهو، قاتل الاطفال الفلسطينيين ومدمّر بيوتهم على رؤوسهم. "اليوم عاد وكأنّ شيئا لم يكن - وبراءة الأطفال في عينيه". وسيبدأ مسلسل الموت الفلسطيني لبث حلقاته اليومية المرعبة بعد كل عملية طعن لجندي او مستوطن إسرائيلي هنا وهناك. وستتحوّل شوارع الضفة الغربية المحتلّة الى ميدان رماية يتدرب عليها جيش الدولة " الديمقراطية" الوحيدة في الشرق كما يصفها اعلام الغرب. وستكون اهدافهم المفضلة دائما، وكما يحصل في كل مرة، اما طفل فلسطيني او شيخ كبير او امراة رماها حظّها العاثر في مرمى نيران احفاد شارون وهرتزل..
قبل ايام وجد العالم نفسه على شفا حرب عالمية ثالثة، نووية، بسبب صاروخين اطلقا من جيش المهرّج الاوكراني زيلينسكي وسقطا في الأراضي البولندية، وتسببا كما قيل بمقتل شخصين مدنيين، وكان الهدف الجهنمي لزيلينسكي ابن ابيه (اليهودي) هو جرّ حلف النانو الى الحرب المباشرة ضد روسيا، الى جانب جيشه المنهك القوى. وما زالت ردود الأفعال الدولية تدوّي في أروقة وزارات الدفاع في أكثر من بلد
اما الصواريخ التي سقطت وسوف تسقط لاحقا كما هو متوقع على فطاع غزّة المحاصر من جميع الجهات، فلا تتثير اهتمام احد، كأنها تسقط في صحراء الربع الخالي وليس على بشر من لحم ودم. ذنبهم الوحيد انهم فلسطينيون، تمسّكوا بارضهم رغم آلاف الصعاب والمصائب. كما ان العالم المتحضر والحر كما يدعي، تعوّد على سد اذنيه بالشمع والزفت لرفض ىسماع اخبار استشهاد فلسطيني او اكثر واصابة آخرين. بنيران جيش الاحتلال الاسراىيلي. ومهما يكن الامر سيبقى خبر القتل والقمع والمعاناة المستمرة للفلسطينيين منذ عقزد طويلة، خبرا مالوفا تمرّ عليه وسائل الاعلام مرور الكرام
وما اقلٌهم في هذا الزمن القبيح..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن