الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في خضم الصّراع يولد الجديد من رحم القديم -ذلك هو قانون التطوّر-

مجموعة قاوم من أجل بديل اشتراكي تونس

2022 / 11 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


تونس في 07 أفريل 2022
بيان
في خضم الصّراع يولد الجديد من رحم القديم
"ذلك هو قانون التطوّر"
نحن الممضيات والممضون أسفله نعلن عن انتهاء تجربتنا داخل حزب العمال بعد مسار كامل من الصراع ضدّ البيروقراطية الماسكة بقيادته. هذا الصراع الذي شمل مختلف هياكل وأطر الحزب، العليا منها والوسطى والقاعدية، وكذلك منظّماته خاصة منها الشبابية والنسائية.
دخل حزب العمّال، بقيادة لجنته التنفيذية وقياداته التاريخية، تدريجيا في مسار انحرافي انتهى به إلى حزب يشتغل حصريا على المحطّات الانتخابية ما جعله يتحوّل إلى محض منصّة دعائية لعدد من رموزه على حساب العمل في صفوف الجماهير وتسليحها بالوعي الثوري والطبقي والمساهمة من صلبها في إدارة وتطوير النضال السياسي والشعبي ضد منظومة العمالة والاستغلال. وهو ما أدّى بالحزب إلى الخروج التاّم عن خطه الثوري الذي تأسس على قاعدته والذي قدّمت في سبيله أجيال من المناضلات والمناضلين تضحيات جمّة وعلى رأسهم الرفيق الشهيد نبيل بركاتي. وبطبيعة الحال لا يمكن للإنحراف أن يقتصر على السلوك الانتخابي، بل هذا الأخير في الواقع هو مظهر من مظاهر تشوّه الهويّة الطبقية للحزب، الذي طال في الحقيقة كل نواحي عمله ومقومات وجوده فكريا وسياسيا وتنظيميا؛ بدءًا بصورته لدى الرأي العام و خطابه الرّسمي الذي بات منحصرا بكل وضوح في مربّع الديمقراطية البرجوازية الزائفة بكل ما في ذلك من مهادنة لهذه الأخيرة ومن صمت على حقيقة التناقضات الطبقية التي تشق مجتمعنا والتي تردّت بأوضاع شعبنا وبلادنا إلى ما هي عليه اليوم، وصولا إلى القضاء تدريجيا على كل خطوط التمايز بينه وبين مختلف التعبيرات السياسية اليمينية الأخرى الليبيرالي منها والديني، وهو ما تلخّص بشكل واضح تماما في عديد المحطّات خلال العشرية المنقضية، وهذا في تناقض تام مع مع ما أقرّه المؤتمر الخامس من ضرورة العمل على إسترجاع الهوية الثورية للحزب، حيث لم ينجح لا في المستوى الخاص ولا في مستوى العمل الجبهوي، إذ ساهم سياسيا وتنظيميا في فشل الجبهية الشعبية تكريسا لنزعات فردية زعامتية وإنتخابوية، كما فشل آخيرا في كيفية التعاطي مع تحركات 25 جويلية ومع انقلاب قيس سعيد على المسار الثوري حيث عجزت الوجوه التاريخية حتى عن التعبير عن الموقف الأصلي لمؤسسات الحزب التي رفعت شعار مواصلة النضال ضد كل أجنحة وتعبيرات المنظومة في أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعمل على تجميع القوى الوطنية من أجل بديل وطني وديمقراطي وشعبي ليتم تسويق موقف الحزب على لسان قياداته التاريخية بشكل أقرب ما يكون لمواقف الأحزاب والتوجهات الليبيرالية اليمينية ومنها موقف حركة النهضة المدافعة عن "الشرعية" و"الانتقال الديمقراطي". وقد أدت كل هذه الانحرافات إلى مزيد توسيع الهوّة بين الحزب وبين الجماهير الشعبية التي صارت تعتبره جزءًا من المنظومة ولا يعدو أن يكون كغيره من الأحزاب لاهثا وراء المواقع وحب البروز والاستعراض المفرغ من المضامين.
أمّا على المستوى الدّاخلي فقد أصبح الحزب مفتقرا للحد الأدنى من مقوّمات العمل المؤسساتي كنتيجة حتمية لسيطرة البيروقراطية التصفوية على كل هيئات ودوائر التخصص واستعمالها لفائدتها الخاصّة وتغييبها لأطر التفكير والتخطيط الإستراتيجي في ضبط برامج العمل، خاصّة منها المتعلّقة بالإنغراس في صفوف العمّال والطبقات الكادحة عموما، والاكتفاء بالحفاظ على أدوات وأساليب عمل متخلّفة بعيدة كل البعد عن المقاربات العلمية والحديثة بما لا يتجاوز الاجتماعات الداخلية الروتينية ذات الطّابع الإداري والقيام ببعض حملات التوزيع الخارجية غير المدروسة، والتشبّث بالتعويل حصريا على الظهور الإعلامي للأمين العام مع رفض تام لأن يكون هذا الظهور محل تقييم أو مراجعة، بل إن كل محاولات التقييم أو دعوات تطوير أساليب العمل والسياسة الإعلامية باتت تتعرّض لكل أشكال التتفيه وتوصم بأسوأ التهم. ومن الطبيعي أن يجعل كل هذا من الحزب عاجزا عن بناء أجهزته الخاصّة في المستوى الدعائي واللّوجستي بما يجعله دون مستوى الحد الأدنى من متطلبات النضال السياسي الثوري.
في المقابل اقترن هذا المسار بعجز تام لدى قيادة الحزب عن إدارة الخلافات حول مجمل القضايا المذكورة وغيرها من القضايا الأخرى ذات الطابع التكتيكي أو الإستراتيجي وحتى في بعض الملفات القطاعية أو الخصوصية، ورغم تواصل الصراع الدّاخلي حول كل هذه الخلافات طيلة سنوات ورغم تشبّثنا بكل إمكانيات الإصلاح من الدّاخل وتصحيح الانحرافات، بقيت البيروقراطية الماسكة بزمام الأمور قادرة في كل مرحلة على تعطيل الصراع والانحراف بالخلافات عن محاورها الحقيقية بالتشويش عليها أو بتشويه الأطروحات المخالفة لها وترذيلها وإقصائها، وقد كان آخرها منع دعوة تقدمنا بها لعقد مؤتمر استثنائي بعنوان إنقاذ الحزب، لتصل الأمور في الأخير إلى عمليات تصفية ممنهجة عبر عدد من إجراءات الطرد وسحب العضوية والتجميد خارج سياق كل الأطر الإجرائية والتنظيمية وفي خرق واضح للفصول المنظّمة للمخالفات والعقوبات المنصوص عليها في النظام الداخلي للحزب.هذا دونا عن هرسلة وتخوين وإهانة كل مختلف مع البيروقراطية من رفيقات ورفاق مناضلين قدّموا شتّى أنواع التضحيات المادّية والمعنوية دفاعا عن الحزب.
ونحن إذ بتنا اليوم على قناعة راسخة بأن تراكم التناقضات قد بلغ ذروته وأن منطق التطوّر يفرض علينا واجبا تاريخيا بتجاوزها والحسم في كل الانحرافات التي تمكّنت من حزب العمال وكذلك في البيروقراطية التي تقودها، فإننا في المقابل نعي تماما أن العديد من رفيقاتنا ورفاقنا المبدئيات والمبدئيين،الذين لا يجدون أنفسهم معنا اليوم لأي سبب من الأسباب،لن يترددوا بدورهم في القطع مع هذا المسار الإنحرافي إن عاجلا أو آجلا، دفاعا عن مصالح الطبقة العاملة وعن الحركة الثورية في بلادنا وفي العالم.
كما نعلن كذلك عن دخولنا في مسار تقييم وتفكير جماعي منفتح على كل الرفيقات والرفاق وعلى كل نفس ثوري، في اتجاه تأسيس مشروع بديل يستجيب لرهانات هذه المرحلة شديدة الخطورة التي يعيشها شعبنا وفي مقدمته الطبقات الكادحة والمفقّرة. دون أن يمنعنا هذا بكل تأكيد من مواصلة النضال السياسي والميداني الشعبي اليومي ومن التواجد في كل الأطر والمجالات التي تدخل ضمن أفكارنا وتوجهاتنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: القيادي اليميني المتطرف إريك زمور يتعرض للرشق بالبيض


.. وفد أمني إسرائيلي يزور واشنطن قريبا لبحث العملية العسكرية ال




.. شبكة الجزيرة تندد بقرار إسرائيل إغلاق مكاتبها وتصفه بأنه - ف


.. وزير الدفاع الإسرائيلي: حركة حماس لا تنوي التوصل إلى اتفاق م




.. حماس تعلن مسؤوليتها عن هجوم قرب معبر -كرم أبو سالم- وتقول إن