الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاتيح صندوق الرسالة التذكيرية للقائد مالك عقار

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2022 / 11 / 20
الارهاب, الحرب والسلام


خط الرفيق القائد مالك عقار رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال رسالة تذكيرية صريحة؛ محدداً فيها عيوب التسوية السياسية المطروحة، وأعتقد أن مفتاح صندوق هذه الرسالة يكمن في تعريف الحوار المطلوب إجراءهِ بغية إنجاز حل للأزمة السياسية؛ فقد حان الوقت للتحدث بصراحة عن الحقائق والمعضلات بصراحة لأن مواراة الحديث يدخلنا في مأزق يصعب الخروج منه، ويجب علينا جميعاً إختيار الطريق الصحيح للعبور الآمن نحو دولة السلام والعدالة الإجتماعية، وبالطبع ليس ذلك الحوار الذي يحل أزمة مجموعات سياسية "محدودة النظر"؛ تحاول إفتراض الحلول الجزئية الإرتدادية تُجنِب صانعُوها النظر للقضايا الأساسية بمنطق؛ تلك المرتبطة بضمائر ومصائر الشعوب المقهورة، والحل القائم علي مفهوم ثنائي وإقصائي لا يمكن أن يجد القبول والإجماع الوطني، وحتماً مثّل هذا التوجه يقود الكثير من المكونات السياسية والإجتماعية لمقاومته بكل الوسائل المتاحة، وفي واقع معقد كهذا التسويات الثنائية ستفاقم أزمة السودان، ولا يمكن البتة أن تَحِل المشكلة بقدر تسميمها للمناخ العام، وهذا يفسر قول الرفيق مالك عقار "لا بد من تسوية سودانية المنبع والمصب دون رهن إرادة السودانيين والسودان لتصارع مصالح الدول، لا بد أن يتفق جميع السودانيين/ت أولاً وهم قادرون"، وهنا أعتقد أن تأزيم الأزمة سيأتي من إعتقاد البعض إمتلاكهم الحقيقة المطلقة دون سواهم في السودان، وهذا المفهوم الإنكفائي لا يقود لحل، ولن تجف أنهرنا السياسية عن التدفق بما يفيد البلاد، ولدينا عدة خيارات لتحقيق السلام، وقد قال دكتور جون قرنق ذات يوم "يجب أن يكون لديك عدة طرق لحل المشكلة الواحدة" ومشكلة السودان معلومة يجب علينا إستلهام الدروس لحلها من دفتر التاريخ التاريخ للمضي نحو ضفة سودان السلام والتنوع والمواطنة المتساوية دون فرز.

الأهم في هذه العملية إمتلاك السودانيين مفاتيح الحوار لحل مشكلاتهم الإجتماعية والسياسية والإقتصادية بأنفسهم مهما كانت التعقيدات المحيطة بها، ونحن نؤمن بذلك، ونعمل لأجل أن تُحل الأزمة الوطنية حلاً شاملاً وعادلاً، وقد إستخدمنا آلية الحوار لحلحلة معضلات الحرب والتهميش الممنهج الذي طال أجزاء واسعة من السودان، ولم نعجز بعد حتى ننكسر للإملاء والحلول الجزئية الغير مفيدة للبلاد، وكما قال الرفيق عقار اير "تسوية كهذه مولودة مُحتضرة، ومناداة القائمون علي تلك التسوية بتقييم إتفاقية جوبا للسلام، وتقويمها ومراجعتها قبل تنفيذها، كلها عبارات تُبطِن إلغاء إتفاق سلام جوبا"؛ فقد شن الظلاميون حملات شعواء ضد السلام، وهم يعملون عن قصد لإعادة تلك المناطق المهمشة وشعوبها الكادحة إلي مستنقعات الشقاء والفقر والأوبئة، وقد أنتجت تلك السياسات المميتة هجرات قسرية هائلة من الريف إلي المدينة وخارج البلاد، ولا يختلف إثنان عاقلان في أننا نحتاج للسلام والإستقرار والتنمية العادلة وإدارة حوار متعدد الجوانب لبلورة رؤية بناء السودان الجديد؛ فهذه الدولة تحتاج لإعادة تأسيس دواليبها وقوانينها خاصةً في ظل إنتشار ما يفوق الـ(2) ألف قطعة سلاح "حسب تقارير مؤكدة"، وكذلك الجيوش من مختلف المكونات السودانية، وكيما تتم معالجة تلك القضايا إتخذنا الحوار كوسيلة مجربة للتفاهم مع حكومة السودان حتى تم التوقيع علي إتفاقية جوبا لسلام السودان، والسلام الموقع هو ملكاً للجماهير قبل حركات الكفاح المسلح، ولم يضر السودان إلا نقض العهود والمواثيق، وفتحت هذه الإتفاقية بوابة الأمل لتثبيت أعمدة الإستقرار وإعادة الإعمار وتهيئة الظروف لعودة ملايين النازحيين إلي مناطقهم، وإعادة الأطفال إلي مدارسهم خاصةً أن حديثنا في اليوم العالمي للطفل، والأطفال يتأثرون بواقع الأزمة الوطنية، وأيضا يجب إستكمال الترتيبات الأمنية لبناء جيش مهني متنوع وغير مسيس، والعمل علي تمكين القوات النظامية من ما يلزمها للقيام بمهام حماية دولة السلام والديمقراطية والمواطنة بلا تمييز.

لقد دفعنا ثمن إسقاط نظام الإنقاذ، ولم نزايد علي أحد؛ كما لم نجبر الأخريين علي إستخدام وسائل كفاح محددة، وظللنا نفعل ما نؤمن به دون تخوين الأخر، ودفعنا بمبادرات الحوار بغية تقريب وجهات النظر لحل الأزمة السياسية السودانية بمشاركة كافة المكونات الوطنية، وظل البعض يبحثون عن وسائل إقصاء الآخر وتخوين أدوات التغيير التي لم يجربوها؛ ثم محاولة إبرام تسويات ثنائية تقود البلاد من حالها السيئ إلي ما هو أسوء، والأخطر من ذلك محاولات القوى المتناطحة في الظلام تشويه إتفاقية السلام لتصفية حساباتها السياسية بذات العقلية "الإنقاذوية - الإسلاموعسكرية"، وتلك الأحاديث الممجوجة تعتبر تمهيداً لنسف قضايا وأحلام المتضرريين من بؤس الحروب وإعادة البلاد إلي مربع الصراع من جديد، ومرةً آخرى يتأكد لقُراء المشهد السوداني أن الذين سمعوا أخبار الحروب عبر التلفاز لا يستطيعون تقييم مراراتها ولو مدغوا ألسنتهم دهراً، والأقاويل المتداولة عن التسوية السياسية الثنائية لا شك أنها ستقود لتفجير أزمات سياسية جديدة دون أن تضع نهاية لمشكلة السودان، ولن يشجع هذا التوجه من لم يوقعوا علي السلام بعد التفكير فيه مطلقاً؛ لذلك أوضح القائد مالك عقار الموقف حيال تلك التسوية الثنائية المضادة للسلام قائلاً "علاقتنا بأي تنظيم أو تسوية يحددها علاقة التسوية باتفاق سلام جوبا، وأي تسوية لا تأخذ في الإعتبار تنفيذ إتفاق جوبا للسلام مرفوضة وسنقاومها حتى لو أتت مبراءة من كل سوء" وأعتقد أن تلك السياسات المعطوبة لا تبشر بنيتهم إقامة دولة السلام والديمقراطية طالما إستمر صانعوها فيما يصنعون، ونحن لن نقبل صنيعهم هذا، وسندافع عن إتفاقية جوبا لسلام السودان، وليس لشخص حق التنازل عن قضايا السلام وحقوق المجتمع، ولن نكل أبداً العمل من أجل إيجاد وسيلة للحوار والتوافق الشامل الذي يفتح بوابة العبور نحو المستقبل المنشود.

20 نوفمبر - 2022م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف