الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موجة جديدة من الاحتجاجات في إيران تكثف الضغط على النظام

سيد صديق

2022 / 11 / 21
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ترجمة سيد صديق

ثلاثة أيام من الاحتجاجات الجماهيرية في إيران الأسبوع الماضي تحدت الدولة القاتلة، وكان من شأنها أن وسَّعت نطاق أهداف الحركة. خرج الناس في 62 مدينة وبلدة وقرية على الأقل إلى الشوارع لإحياء ذكرى حركة الاحتجاج الجماهيرية في 2019. وكانوا يثبتون أيضًا أن هذه الحركة الجديدة، التي تدخل في الوقت الراهن أسبوعها العاشر، ترفض العودة عن الشارع.

تُظهِر العشرات من مقاطع الفيديو من الأحياء عبر العاصمة طهران حشودًا كبيرة تهتف في الشوارع وتغلق الطرق بمتاريس مشتعلة خلال الليل والنهار. وقد سار المتظاهرون أيضًا عبر العديد من محطات مترو طهران، والمئات منهم كانوا يملأون محطة مترو ولي عصر، وهو أحد شوارع التسوق الرئيسي في المدينة.

أُفيدَ بأن المتظاهرين اشتبكوا في معارك طويلة مع قوات الدولة في مدينة بهشهر في الشمال، ومدينة كامياران الكردية، ومدينة بوكان في الغرب. انطلقت الدعوة أيضًا إلى إضراب عام، وهذا يعني في الغالب أن تغلق المتاجر والأعمال الصغيرة أبوابها خلال يوم الإضراب. لكن عمال الصلب في أصفهان خرجوا في مظاهرات طيلة ثلاثة أيام.

كانت هناك كذلك مظاهرات واعتصامات في الكثير من الجامعات، التي كانت في مركز الحركة الاحتجاجية، حيث أُغلِقَت العديد من الحُرُم الجامعية وتوقفت المحاضرات. وأفاد موقع أخبار روز الإيراني بأن قوات الدولة اقتحمت حرم جامعة كردستان بمدينة سنندج، عاصمة محافظة كردستان، وفتحت النار على المتظاهرين، لكن الطلاب أجبروهم على التراجع.

هاجمت قوات الدولة المتظاهرين الأسبوع الماضي بالرصاص الحي وقنابل الغاز والاعتقالات الواسعة، وقتلت العشرات منهم. وأُفيدَ بأن ما يقرب من 15 متظاهر قد اعتقلتهم قوات الدولة منذ انطلاق الحركة، مع تهديد الحكومة بتطبيق عقوبة الإعدام على بعضهم.

بدا أن الأيام الثلاثة من الاحتجاجات تكشف عن نمطٍ للحركة في إيران. تأتي فترات تنكمش فيها الاحتجاجات على ما يبدو إلى نطاقٍ أضيق، بينما تواصلها مجموعات مركزية من النشطاء في الأحياء والمدن. لكن أيضًا فترات تتخللها أيام من الحركة الواسعة التي تجتذب أعدادًا كبيرة من الناس. وهذا من شأنه أن يثبت الدعم الواسع للحركة، وأن ما بدأ باحتجاجات ضد القوانين التي تجبر النساء على ارتداء الحجاب، سرعان ما تحول إلى تحدٍ للنظام ككل.

هذا القانون له أهمية كبيرة لدى النظام كأداة لتبرير فرضه لحكمه المحافظ. لذا فإن المتظاهرون يفتحون الطريق أمام الجميع، لاسيما الشباب، الذين يطالبون بالمزيد من الحريات السياسية والاجتماعية. لكن احتجاجات الأسبوع الماضي، في ذكرى حركة 2019، اجتذبت أيضًا مطالب اقتصادية تخص الفقر والأجور المنخفضة وارتفاع الأسعار. بدأت احتجاجات 2019 ضد ارتفاع الأسعار، لكنها سرعان ما تطورت إلى دعوات من أجل إسقاط الحكومة.

كانت تلك الحركة جزءًا من سلسلة من الاحتجاجات في إيران ضد الفقر في السنوات الأخيرة، بما يشمل تلك الاحتجاجات التي انطلقت في وقت سابق من العام الجاري ضد خفض دعم السلع الغذائية الأساسية. وكانت هناك أيضًا إضرابات مهمة شارك فيها المعلمون وسائقو الشاحنات وبعض عمال مصافي النفط.

لم تتحول الإضرابات بعد إلى عاملٍ كبير في الحركة الجارية، لكن كانت هناك أوقات مهمة تحرك فيها العمال بالتزامن مع الأيام الكبرى للحركة. أضرب عمال الصلب في أصفهان في أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس من الأسبوع الماضي، مطالبين بأجور أعلى. وخاضت قطاعات من عمال النفط كذلك إضرابات جنبًا إلى جنب مع الاحتجاجات، وهذا ما فعله أيضًا سائقو الشاحنات، رغم أن الحركة لم تمتد بعد إلى الكتل الرئيسية من قوة العمل.

ظهرت تقارير أيضًا تفيد بأن عمال البتروكيماويات وعمال مصانع قصب السكر خاضوا هم أيضًا إضرابات في الأسابيع الأخيرة. وردت الحكومة ورجال الأعمال بتهديد واعتقال بعض المسئولين النقابيين -لكنهم أيضًا قدموا بعض التنازلات. أُفيدَ بأن رجال الأعمال دفعوا الأجور المتأخرة قبل أن يبدأ عمال قصب السكر إضراباتهم بيوم واحد.

يدرك النظام أن مطالب العمال إذا ما اتحدت سويًا مع المحتجين في الشوارع، فإن بمقدورها أن تمنح الحركة -العنيدة بالفعل- المزيد من القوة.

التقرير بقلم: نِك كلارك – صحيفة العامل الاشتراكي البريطانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث