الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التناقض العالمي الرئيسي اليوم والموقف الماركسي منه

مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)

2022 / 11 / 21
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


استطاعت الرأسمالية المالية الغربية أن تحول الصراع العالمي والتناقض الرئيسي بين الدول والشعوب من صراع الطبقة العاملة ضد الرأسمالية من أجل حقوق الشغيلة الكادحين إلى صراع من أجل حقوق الإنسان (بشكل عام)، ما يعني بالنسبة إليها حقوق أهل البزنس وليس العاملين أي حقوق الذئاب على الأغنام في مجتمع الأدغال الرأسمالية، ثم إلى صراع من أجل حقوق المثليين الشاذين جنسيا تجاه الناس الطبيعيين الذين يمارسون الجنس من أمام لا من الخلف، ناهيك بحق الرأسماليين الغربيين كأرستقراطية سائدة في مجتمع اليوم في عالم أخضر لا إنتاج ملوِّثا فيه ولا أفواه كثيرة تأكل خيرات الأرض التهاماً.
وها هو أولمبياد قطر اليوم ومكافحة السلطات القطرية لإبراز حقوق المثليين المدافع عنها هذا الرأسمال يُبرز كما أحداث عالمية أخرى هذا الوجه للصراع المستجد والمستشري أكثر فأكثر. والحقيقة أن راس المال الغربي حين انتقل طمعا بالربح المفرط – بحسب مقولة ماركس - إلى بلدان الشرق وكل العالم الثالث التي كانت في مرحلة متخلفة من تطورها الرأسمالي أو في مرحلة متقدمة عنه لجهة تشارك الشعب عبر دولته البروليتارية في ملكية وسائل الإنتاج بدلا من تملك قلة من أفراد المجتمع لها، استطاع أن يفرض صراعا يدور بين هيمنته على العالم وطلب باقي الرأسماليين المستجدين الذين لا يزالوا ملتصقين بالرأسمالية التقليدية والطبيعية في تقاليدها الاجتماعية في روسيا والصين وغيرها من البلدان السائرة في طريق التطور الرأسمالي حديثا. وهي فعليا بلدان ذات اقتصاد راسمالي وإن كان اقتصادها يبنى تحت يافطات مختلفة منها حتى يافطة الاشتراكية بألوان البلد المعين. لكن البارز في الأمر هو أنها لا تزال تدين بنمط العيش الطبيعي لا الشاذ جنسيا واجتماعيا والداعي في نظرياته المتطرفة إلى "تصفير" البشرية لانتفاء الحاجة إلى وجودها بهذه الكثافة بحجة شح موارد الأرض وعدم كفايتها لمزيد من البشر. ومن هنا يتأتي تأييد الناس البسطاء لهذا النمط الرأسمالي التقليدي ما دام هو أفضل الموجود حاليا.
وما الحرب الأوكرانية اليوم سوى حلقة من حلقات هذا الصراع بين الهيمنة العالمية لرأسمالية المثليين - وفي الواقع لرأس المال الغربي المضارب وغير المنتج لسوى الحروب والشعوذات المالية والدولارية والأيديولوجية، وراس المال المنتج في أسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية والذي لا يزال يؤمن بالعلاقات التقليدية بين الناس وبأزلية الاستغلال الرأسمالي التقليدي.
فنحن لا نشتم اليوم أي رائحة لصراع طبقي حقيقي يفضي إلى مجتمع الإخاء والعدالة والحرية الفعلية للجميع، وإعلاء الإنسان كهدف على الإنتاج والربح الرأسمالي، كذاك الذي طرحه ماركس ولينين، بين المجموعات الطبقية الساسية المتناحرة في العالم الرأسمالي وهي رأس المال والطبقة العاملة، بل إن الصراع اليوم هو بين الرأسماليين غير المنتجين والمشتغلين بالشعوب من الخلف، والرأسماليين المنتجين والمستغلين للطبقة العاملة تقليديا والمشتغلين بالشعوب تقليديا ولكن من أمام.
كل هذا يتخذ شعارات مثل تعدد القطبية في مواجهة هيمنة القطب الواحد ألا وهو الولايات المتحدة. أي إذا عدنا إلى شعار ماركس الأساسي: يا عمال العالم اتحدوا! حيث المطلوب هو العدالة بين بني البشر وحيث لا ذئب رأسماليا ولا كادح منتهكة حقوقه، يمكن أن يطرح في الحقيقة اليوم محله شعار المساواة بين أوليغارشيي العالم: يا رأسماليي العالم توحدوا على التعددية والتساوي!
هذا لا يعني أننا في ظل نسبة القوى الحالية مع مساواة فاشيي رأس المال الغربي بدعاة التحرر من ربقة هذا الرأسمال وتحرير بلدانهم وشعوبهم من جوره ومشاريعه القاتلة والمدمرة للحضارة البشرية ككل، بل نحن بكل مشاعرنا وجوارحنا مع المناضلين في سبيل تعدد القطبية من برجوازيي روسيا والصين وإيران وحلفائهم في الحرب الدائرة الآن سواء في أوكرانيا أو في تايوان أو في أي بقعة أخرى من العالم، لأن هذا ينسجم مع مصالح الشعوب والكادحين الآنية. فتوافق المصالح هنا بين رأس المال التقليدي والشعوب واضح ولا يقبل التأويل ولا المواقف التروتسكية المتسترة بالشعارات المتطرفة والملتقية اليوم مع أشد القوى "اليسارية" فاشية بقيادة الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، هذا الحزب الذي تمول سياساته الفاشية الحالية خاصة مؤسسات وشخصيات صهيونية على نسق جورج سوروس وأمثاله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصائر مذهب كارل ماركس التاريخية
منير كريم ( 2022 / 11 / 21 - 19:59 )
الاستاذ المحترم مشعل يسار
كتب لينين يوما ما اسماه مصائر كارل ماركس التاريخية
الواقع فيما بعد اثبت عكس ذلك تماما
لم تسقط الراسمالية بل تطورت وازدهرت بفعل الثورة العلمية التكنلوجية وبفعل الديمقراطية الليبرالية
وعلى الجانب الاخر ادت الثورات الشيوعية الى انظمة استعبادية شمولية ثم سقطت
التناقض الاساسي في عالم السياسية الان هو بين الديكتاتورية التي تمثل الماضي والديمقراطية التي تمثل الحاضر والمستقبل
كلما طال الوقت ببقاء الماركسيين على ماركسيتهم كلما سقطوا في الرجعية
فهذه بالضبط مصائر مذهب كارل ماركس التاريخية
ارجو ان تتقبل رايي
شكرا

اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة